انتهجت المهرجانات المصرية نهجًا داعمًا للقضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، ويحسب للكاتب الكبير سعد الدين وهبة خلال مسيرته ككاتب، أو رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي رفضه التام للتطبيع، أو مشاركة أي شركة إنتاج أو فيلم به تعاطف مع الاحتلال الإسرائيلي، وفى مؤتمراته الصحفية التى كانت تعقد قبيل افتتاح المهرجان يعلنها رسميًا، لا لمشاركة إسرائيل، وسار على النهج كل من أتو بعده حتى الرئيس الحالي للمهرجان الفنان حسين فهمي، وتأجلت المهرجانات المصرية سينمائية أو موسيقية وغنائية وغيرها دعًما للقضية، وتضامنًا مع ما يحدث على أرض غزة.
كانت مصر وستظل الدولة الداعمة للقضية الفلسطينية،قيادةً وشعبًا، ومنذ انتفاضة الحجارة، وقبلها ونحن ننظر إلى القضية على أنها مصرية، ولا يمكن أن ننسى ما قدم من أعمال فنية مثل "القدس هترجع لنا" و"الحلم العربي" وعشرات الأوبريتات، الأغنيات، والأفلام، والمشهد المعروف بحرق العلم الإسرائيلي فى أفلام مثل "صعيدي فى الجامعة الأمريكية"، وغيره من الأفلام.
التضامن لم يتوقف، ولن يتوقف، وما يحدث حاليًا ليس غريبًا، وما قاله باسم سمرة أو خالد الصاوى، أو عبدالعزيز مخيون، أو دكتور أشرف زكي، أو غيرهم ممن تزامنت وقفتهم في نقابة الممثلين والتي دعا إليها اتحاد النقابات الفنية برئاسة المخرج الكبير عمر عبدالعزيز الذي قال لي بأن اتحاد النقابات الفنية منذ الثمانينات وفى رئاسة سعد الدين وهبة، وحتى اليوم وهو رافض لكل محاولات التطبيع بكل أشكالها. ليس أيضًا وليد ما يحدث حاليًا، بل هي قضية تدعمها مصر بكل قوة، برجالها، بفنونها، وتتعاطف معها، وكان من الصعب أن تقام مهرجانات سينمائية أو موسيقية فى ظل التصعيد الحاصل على أرض فلسطين، وقد تسارعت إدارات معظم المهرجانات لتقرر إرجاءها ومنهم من قرر الإلغاء، الموسيقى العربية والقاهرة السينمائي والجونة السينمائي وعنابة، وأجيال بالدوحة، وقرطاج بتونس، ومراكش بالمغرب، وبغداد السينمائي، ومهرجانات مسرح أخرى، وكلها أعلنت بأن قرارها من أجل ما يحدث على الأراضي الفلسطينية.
والسؤال المطروح حاليًا، هل نعيد تقديم الأغاني الوطنية، كما ينادي البعض، أو كنا نقيم المهرجانات وتخصص برامجها لدعم القضية، أظن أن الوضع الحالي أكبر من أن تطرح فيه برامج أو أغاني، فهناك أطفال وكبار سن وبيوت وظلم واقع على أهالي غزة هدفه تجويع وقتل وتهجير، ونوايا خبيثة، من قبل العدو الصهيوني، فى هذا الوضع يصبح من المستحيل تقبل برامج أو أعمال فنية، هناك حالة يستحيل معها التعاطي مع أعمال فنية، حالة سيطرت عليها نشرات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي.