مشاهد القتل والدمار في غزة.. كيف تؤثر على الحالة النفسية للأطفال وآثارها المستقبلية؟

21-10-2023 | 16:00
مشاهد القتل والدمار في غزة كيف تؤثر على الحالة النفسية للأطفال وآثارها المستقبلية؟صورة أرشيفية
إيمان محمد عباس

تشكل الحروب والصراعات المسلحة واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الشعب في فلسطين، وتترك أثرًا مدمرًا عليهم وخاصة الأطفال لأنهم هم من يتحملون أشد وطأة العنف.

موضوعات مقترحة

فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بأطفال غزة، أمام جرائم حرب وانتهاكات إنسانية تسيطر على المشهد الفلسطيني الآن، في صورة لم يشهدها العالم من قبل، فعندما يعيش الأطفال في بيئة مليئة بالعنف والخوف والتشرد، يتعرضون لتجارب قاسية وصعبة تؤثر على صحتهم النفسية وتشكل تحديات كبيرة لمستقبلهم.

تأثير الحرب على الأطفال:

قال الدكتور علاء الغندور استشاري تعديل السلوك للأطفال، إن تعرض الأطفال للأحداث العنيفة والحرب يتسبب في تأثيرات سلبية عميقة على حالتهم النفسية. فالصدمة والخوف والتوتر الناجم عن الحروب يمكن أن يتسبب في ظهور اضطرابات نفسية مزمنة مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب. يعاني الأطفال المعرضون للحرب أيضًا من صعوبات في التركيز والتعلم، وتقليل الثقة بالنفس، والانعزال الاجتماعي.


صورة أرشيفية

آثار الحرب على مستقبل الأطفال:

وأضاف الدكتور علاء الغندور، أن الحرب تؤثر على حياة الأطفال ليس فقط في الوقت الحاضر، بل أيضًا في المستقبل.

فالتجارب الصعبة التي يعيشها الأطفال في الحرب تؤثر على تطورهم العاطفي والاجتماعي والعقلي. قد يعاني الأطفال الذين عاشوا الحرب من صعوبات في التكيف مع المجتمع والعلاقات الشخصية، ويمكن أن يواجهوا صعوبات في تحقيق نجاحهم الأكاديمي والمهني.


صورة أرشيفية

الدعم النفسي والاجتماعي:

وأشار استشاري تعديل السلوك، إلى أن لحماية الأطفال المعرضين للحرب والحد من الآثار السلبية على حالتهم النفسية، يجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم. ينبغي أن يتم توفير برامج دعم نفسي للأطفال المتضررين من الحرب، تشمل الاستشارة النفسية والعلاج النفسي، وكذلك توفير البيئة الآمنة والداعمة في المدارس والمجتمعات التي يعيشون فيها.


صورة أرشيفية

ضرورة السلام والعدالة:

وأكد الدكتور علاء الغندور، أنه لحماية الأطفال من آثار الحرب على الحالة النفسية والمستقبل، يجب أن تكون السلام والعدالة هدفًا رئيسي يسعى إليه المجتمع الدولي. يجب العمل على وقف النزاعات المسلحة وتعزيز حقوق الطفل وسلامته النفسية وجسمانية. يتطلب ذلك تعاون جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، لضمان حماية الأطفال وتوفير البيئة الآمنة والمستدامة التي تساعدهم على التعافي والنمو بشكل صحي.

وأستطرد، أن تأثير الحرب على حالة الأطفال النفسية هو أمر لا يمكن تجاهله. يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بجد للحد من الصراعات المسلحة وحماية حقوق الطفل في جميع أنحاء العالم. يتطلب ذلك توفير الدعم النفسي والاجتماعي المناسب للأطفال المتضررين من الحرب، وتعزيز السلام والعدالة كأساس لبناء مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال وللمجتمعات التي ينتمون إليها.

وأشار إلي أن توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الحرب يمتلك أهمية كبيرة وحاسمة.


صورة أرشيفية

الأسباب التي تبرز أهمية الدعم النفسي:

  1.  التعافي النفسي: يعاني الأطفال المتضررون من الحرب من صدمات نفسية وتجارب قاسية. يوفر الدعم النفسي والاجتماعي اللازم الفرصة للأطفال للتعافي من هذه التجارب الصعبة واستعادة صحتهم النفسية. يساعد الدعم النفسي في تقديم أدوات ومهارات للأطفال للتعامل مع الضغوط النفسية والتحديات التي يواجهونها.
  2. تعزيز القدرات والمهارات: يساعد الدعم النفسي والاجتماعي على تعزيز قدرات الأطفال وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. يمكن للأطفال أن يتعلموا كيفية التعامل مع الصعاب والتحديات، وتطوير مهارات التواصل وحل المشكلات، مما يمكنهم من التأقلم بشكل أفضل في المجتمع وبناء علاقات صحية ومستدامة.
  3.  الحماية والأمان: يشعر الأطفال المتضررون من الحرب بالضعف والخوف والقلق. يوفر الدعم النفسي والاجتماعي بيئة آمنة للأطفال، حيث يمكنهم التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم بحرية وبدون خوف من العقاب أو الاستغلال. يعزز الدعم النفسي الشعور بالأمان والثقة بالنفس، مما يؤثر إيجابيًا على حالتهم النفسية والاجتماعية.
  4.  تعزيز التعليم والتنمية الشخصية: يعاني الأطفال المتضررون من الحرب من تأثيرات سلبية على تعليمهم وتنميتهم الشخصية. يساعد الدعم النفسي والاجتماعي على تخفيف هذه التأثيرات وتحفيز الأطفال للتعلم والتطور. عن طريق توفير الدعم العاطفي والتوجيه والمساعدة في تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني، يمكن للأطفال تحقيق إمكاناتهم الكاملة وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم.
  5. الوقاية من الأمراض النفسية: يعتبر الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررون من الحرب وسيلة فعالة للوقاية من الأمراض النفسية المزمنة في المستقبل. إذا لم يتم توفير الدعم اللازم، فإن الأطفال المتضررون من الحرب قد يواجهون مشاكل نفسية مزمنة مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: