Close ad

إسرائيل تغتال الإنسانية!

19-10-2023 | 08:16

وسط تأييد دولي مهين للبشرية كلها؛ ترتكب إسرائيل أسوأ درجات الإبادة الجماعية؛ وهو حدث لم يسبقها إليه أحد من قبل؛ بل إنها تمارس جرائمها بهدوء عجيب وغريب؛ دون أن يهتز للعالم شعرة من جسده؛ وهو الذي يقول إن حقوق الإنسان لها من القدسية ما يحميها.

ولكن يبدو أن الإنسان العربي وبخاصة الفلسطيني؛ له وضع آخر؛ أو لنقل إنه في مرتبة أدنى من بشر العالم الغربي؛ لذلك يتم التعامل معه من زاوية مهينة لا يقبلها عقل إنسان؛ وحتى ما فعلته إسرائيل لا يخرج من حيوان في غابته؛ فإن لهم قوانين؛ أُشهد الله أنها أكثر رحمة من بعض بني البشر؛ إلا أنني أستبعد أن يكون جريمة قصف المستشفى الأهلي في غزة يوم الثلاثاء الماضي؛ صدرت من إنسان يتعامل مع بشر!!

أكثر من 500 شهيد سٌلبت حياتهم في لحظة واحدة؛ في فعل وضيع ومهين للإنسانية؛ ولم تتحرك قلوب عديد من قادة العالم لتدين ذلك العمل الإجرامي على الأقل؛ بل وجدنا من يبرره ويتهم المقاومة بفعله؛ ولا أعرف أي استخفاف بعقول الناس؛ ولما لا يكون هناك ردود فعل تعبر عن غضب أصحابها؛ وهو غضب مشروع.

جريمة قصف مستشفى الأهلي بغزة لن تمر مرور الكرام؛ فقد فجرت مكنون الغضب العارم لدى ملايين من العرب والمسلمين؛ غضب لو تم قياسه؛ فنيرانه قد تحرق الصلف العالمي والغطرسة الإسرائيلية بيقين غير مسبوق.

تبرر إسرائيل جريمتها الشنعاء؛ بمبررات واهية؛ غير منطقية؛ وغير مقبولة؛ هي نفسها من قصفت مدرسة بحر البقر؛ بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية؛ في 8 أبريل عام 1970؛ وهي جريمة إنسانية؛ مكتملة الأركان؛ تعيدها إسرائيل اليوم لتؤكد أن ما حدث في مستشفى المعمداني؛ كان عن قصد.
قتل العٌزل والنساء والأطفال ليس بجديد؛ وبعد إثنى عشر يومًا من القصف المتواصل من إسرائيل لغزة؛ لم نر غير آلاف الشهداء المدنيين؛ وعدد بسيط لا يذكر من المسلحين.

إذن هو فشل يٌضاف لفشل سابق؛ وفشل لاحق؛ لأن المقدمات العرجاء الإسرائيلية؛ بكل تأكيد تؤدي إلى النتائج المتوقعة المذلة لها.
لن تحصد إسرائيل من وراء قصف غزة واستهداف المدنيين؛ غير المهانة والانكسار الذي سيظل يلاحقها مدى الحياة.

كما لن يحصد المؤيدون؛ سوى الخزي والعار الذي سيلاحقهم؛ حتى بعد وفاتهم.

على دول العالم التي تسمي نفسها بالمتقدمة أن تحدد موقفها؛ إما الانحياز لقيم العدل والحق؛ والتى تنصف فلسطين؛ أو استمرار دعم المحتل الغاصب؛ قاتل الأبرياء!

وأخيرًا؛ فإن لكل خيار ثمنه.

اللهم انصر الفلسطينيين برجال أشداء، وأغثهم واكشف زيف المدعين المضلين من الداعمين لإسرائيل، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، فأنت تقدر ولا يٌقدر عليك سبحانك.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة