لا أستطيع الصمود أمام متابعة مشاهد المجازر بحق شعب أعزل، حتى تشهد شعوب العالم على وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوثق الفضائيات غباء آلياته العسكرية، وهي تحول مستشفى المعمداني إلى حمام دم، وفي أقل من دقيقة تناثرت مئات الأشلاء من المصابين والمرضى والأطباء وبقية العاملين بالمستشفى، وطالت التفجيرات أهالي المرضى الجالسين على قارعة الطريق بجوار المستشفى.
وشاركت في المجزرة الألة الحربية الأمريكية، أنها نذير شؤم كلما حلت على بلد مسلم أوحلت، وليست جرائمها البشعة في العراق وأفغانستان ببعيد، ولن تشبع مواطنها العجوز الأمريكي البالغ من العمر 71 عامًا سيول الدماء على أرض فلسطين، ويعترض أم فلسطينية وطفلها عمره ست سنوات، وينهال على الطفل بـ 26 طعنة، ثم يلتفت إلى الأم المكلومة التي ظلت تصرخ بهستريا، ويطعنها 12 طعنة، ويردد بصوت عال أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا.
وجاءت ردود الأفعال الغاضبة كالعاصفة من مصر تدين المجازر، وتتبعها موجات الإدانات العربية والإسلامية من السعودية وقطر والأردن وتركيا والجزائر، ويعلن الرئيس عباس أبومازن الحداد لمدة ثلاثة أيام، ويلغي أجتماعه مع بايدن، وبعد كل ذلك يطالبون القتيل بتوقيع السلام مع قاتله.
وبدون خجل تغضب السفارة الإسرائيلية من إدانة وزراء بدولة إسبانيا العدوان المتواصل على قطاع غزة، وترد الحكومة الإسبانية بقوة على اعتراض أعضاء السفارة، وتقول من حق أي مسئول إسباني أن يعبر بحرية عن مواقفه.
وفي موقف تاريخي يطلق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حملة باسم "أغيثوا غزة"، وتهدف إلى تقديم المساعدات الأغاثية العاجلة لسكان غزة والفلسطينيين، ويرفع شعار "جاهدوا بأموالكم وانصروا فلسطين".
قادة إسرائيل تريد إبادة أهل قطاع غزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مجازرهم تفضح فاشيتهم، ويبدو أنهم حصلوا على الموافقة بالإبادة مسبقًا من دول بالاتحاد الأوروبي، واعتمدته ووقعت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
والأدلة كثيرة على انشراح صدر بريطانيا وسعادة أمريكا بتلك المجازر، أولها إقالة صحيفة الجارديان رسام كاريكاتير يعمل لديها منذ أربعين عامًا، والسبب أنه يظهر وحشية نتنياهو، الذي تهاجمه جماهير عريضة من الإسرائيليين، وتتهم الصحيفة الرسام بمعاداته السامية، وثانيًا تقصي قناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية ثلاثة مذيعين مسلمين عقب أحداث غزة.
وفي النهاية أبتهل إلى الله أن يتغمد أهل غزة برحمته ويلهمهم الصبر، ونذكرهم بقوله تعالي: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
[email protected]