ما كان في الأمس بالتلميح صار اليوم بالتصريح.. تهجير أهالي غزة إلى سيناء، تلك هي الحقيقة التي يتبناها المحتل المستعمر ومن خلفه أمريكا وأوروبا لكن هيهات ما يخططون وبئس ما يسرون.. وسوف تسقط هذه المؤامرة تحت أقدام الشعب المصري الذي يصطف خلف قيادته وجيشه في رفض هذا المخطط الإسرائيلي الذي يتوهم المحتل أن بمقدوره إعادة تخطيط المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية على حساب السيادة المصرية.
وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال وحشية بغطاء ومباركة أمريكا والغرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة من قطع للمياه والكهرباء ومنع للمساعدات ما هو إلا إجراءات تنفيذية لهذا المخطط الاستعماري المقيت، وبلغت ذروتها بجريمة القتل الجماعي للمئات الليلة الماضية في مستشفى المعمداني ليقوم بإيصال رسالة محتل قاتل دموي للشعب الفلسطسيني أنه لا مأمن لكم حتى حين تهربون للمستشفيات، وأن طريقكم الوحيد هو سيناء، قالها قادة هذا المحتل وقالها أمريكيون وأوربيون، وسوقتها وسائل إعلام غربية كبرى تدعم هذا الكيان الصهيوني.
..وماذا بعد؟
مصر بقيادتها وجيشها وشعبها تقف اليوم على قلب رجل واحد ضد هذا المخطط، بكل قوة، قالها الرئيس اليوم أمام المستشار الألماني المتغطرس الذي حاول تبرئة الكيان المحتل من جريمة المستشفى المعمداني، وأن الشعب المصري سينزل بالملايين إلى الشوارع لرفض التهجير.
رسالة واضحة وحاسمة طالما أكدها الرئيس السيسي منذ اندلاع الأحداث وتردد هذا المخطط الخبيث.. المؤكد أن هذا المخطط لم يكن وليد اللحظة، بل موجود منذ عقود وتحاول إسرائيل طرحه من حين لآخر، لكن الجديد هذه المرة أنها تعمل على فرضه بالقوة الغاشمة الوحشية مدعومة بأمريكا وأوربا، بل وربما وعلى المدى البعيد يكون الهدف أيضًا سيناء نفسها حين تتكون فرق مقاومة مسلحة بعد تهجير أهالي غزة – لا قدر الله - وتهاجم إسرائيل من سيناء، فتقوم تحت زعم الدفاع عن نفسها بضرب سيناء، وحينها لم يكن أمام مصر إلا الدفاع عن الأرض..
يقينا أن مصر والأمة العربية تمر بأوقات عصيبة، تحتاج إلى كل تحرك وطني مسئول، يدرأ هذا الخطر، ويفسد ذلك المخطط الاستعماري، والأمة تمتلك من الأدوات والأوراق ما يجعل صوتها مسموعًا وقرارها نافذًا ومصالحها مصانة وحقوقها محفوظة، وقد كشفت الأحداث الجسام الجارية في الأراضي المحتلة سقوط أقنعة الدول الغربية، وزيف دعاوى حقوق الإنسان، وكذب حرية الرأي ومعدومية المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية.
..نعم اليوم وليس غدًا على الأمة العربية أن تتحد في مواقفها وأفعالها، وتتخذ من الخطوات والإجراءات ما يردع هذه الدولة الصهيونية النازية ومن يقف خلفها.. أوقفوا التعاون، ابحثوا عن علاقات تراعي الحقوق وتحترم إرادة الشعوب وتحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإرادته المنتهكة، ولعل هبة الشعب المصري ورفضه دعاوى التهجير، وتأكيد وقوفه خلف القيادة السياسية، تجسد حيوية هذا الشعب ووطنيته، وأنه على قلب رجل واحد في مواجهة هذه المخططات الشيطانية، وتبعث برسالة واضحة ساطعة تقول:
سيناء خط أحمر
[email protected]