لاقت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستضافة قمة إقليمية دولية للتباحث في شأن القضية الفلسطينية، يوم السبت المقبل، استجابة كبيرة وواسعة من الكثير من الدول، تقديرا لمصر التي لم تدخر جهدا من اندلاع هذا العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني إذ يعتبرها كل العالم هي مفتاح الحل لأزمات المنطقة والمدافع عن الحق الفلسطيني.
موضوعات مقترحة
وتسعى مصر من خلال الدعوة لهذا المؤتمر إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي ووقف العدوان على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة ممنهجة تصل لحد الإبادة، بالتالي تسعى مصر إلى مخاطبة المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد ترأس اجتماعات مجلس الأمن القومي المصري، الأحد الماضي، لبحث تطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وقرر المجلس توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية بحضور قادة دول الخليج والدول العربية والإقليمية والإسلامية والغربية، من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
قمة دولية لإنقاذ فلسطين
وقرر مجلس الأمن القومي المصري مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، فضلا عن تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.
وتأتي القمة الإقليمية الدولية، من منطلق الاهتمام والدور المصري الدائم في إطار الاحتواء وتحقيق التهدئة في ضوء تحقيق السلام للخروج من هذه الأزمة وإدراك الخطورة في توسيع رقعتها، وما يأتي بذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار، وأيضا المزيد من الضحايا من المدنيين.
ورأى عدد من السياسيين والمتخصصين بالشأن الفلسطيني، أن المؤتمر بارقة أمل لإنهاء الصراع القائم بالمنطقة، وتحييدها وتجنيبها من حالة انفجار قد يطال الجميع في هذا السياق، وأن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وستظل أكبر داعم ومساند لها، ودائما ما تترجم قرارات الرئيس السيسي واتصالاته مع الشركاء الإقليميين والدوليين عن أن مصر لن تتخلى عن أشقائها وأنها دائما في صدارة الدول المدافعة عنها.
أهمية المؤتمر الدولي للقضية الفلسطينية
يقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي حول القضية الفلسطينية، سيشهد حضورًا من ممثلي الدول الـ5 الدائمين في مجلس الأمن، أصحاب سلطة اتخاذ القرار، وهذا الحشد عندما يصدر قرارات أو توصيات، فالأمر بمثابة ضغط على إسرائيل للمطالبة بالاستجابة للتوصيات الصادرة عن القمة، ولذلك كان من الحنكة توسيع دائرة المنضمين.
كما يؤكد وزير الخارجية السابق، أن بناء السلام مبدأ مهم تعمل عليه مصر منذ فترة طويلة، ونحاول بناء سلام في الإقليم الذي نعيش فيه، وأتمنى نجاح المؤتمر واتخاذ قرارات نهائية تضع حدا للعدوان الإسرائيلي وتتيح أفقًا سياسيًا جديدًا يحقق للفلسطينيين أملهم وطموحاتهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أولويات الحوار في مؤتمر إنقاذ فلسطين
والأولوية مرتبطة الآن بوقف الاعتداءات والهجوم البري الإسرائيلي ووضع حد للاقتتال، بحسب السفير محمد العرابي، مؤكدا أن الأساسيات مرتبطة بوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية على غزة لأن أهالي القطاع يعانون كثيرا، ثم وضع القضية على مائدة التفاوض، وهو هدف مهم صعب تحقيقه في ظل الاحتقان الحالي، وإجلاء الأجانب ملف مهم يجب أن يوضع في الاعتبار، ولا بد من الوصول إلى أفق سياسي جاد يعطي الفلسطينيين الأمل ويقلل دائرة العنف التي تزداد.
دور مصر الرئيسي في حل القضية الفلسطينية
ويقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الشعب الفلسطيني يقدر مواقف مصر الدائمة والتاريخية للقضية الفلسطينية، وجهود القيادة السياسية المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسي الذي يعطي وقتا وجهدا كبيرين في علاج القضية الفلسطينية، فمنذ اللحظة الأولى لأحداث 7 أكتوبر تدعم فلسطين، وأشارت بشكل أساسي أن سبب هذه الحرب هو الدور الإسرائيلي الرافض لأي عملية سلام وإحباط الفلسطينيين.
كما يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أنه في قمة العقبة وشرم الشيخ الماضية، كان الحديث بشكل واضح بضرورة أن يقوم الجانب الأمريكي والإسرائيلي بوضع حد للضغط على الفلسطينيين لأن هذا سيولد انفجارا.
قضايا يتم مناقشتها في المؤتمر
ويتوقع من المؤتمر الإقليمي الدولي، الذي سيعقد يوم السبت القادم بحضور عشرات من قادة ورؤساء العالم والمنطقة، بأن يتم مناقشة عدد الأمور، أولها، وقف هذه الحرب على غزة بكل تفاصيلها، وأن يوضع حد للاستمرار بالحرب وقتل المدنيين، وثانيا إسقاط فكرة الوطن البديل وطرد الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وهذا الأمر تم الرد عليه بشكل كامل.
أما الأمر الثالث المتوقع مناقشته في المؤتمر الدولي الإقليمي، هو عملية السلام لأن من أوصل الأمور لذلك الانفجار هو غياب عملية السلام بشكل كامل وتنكر الحكومة الإسرائيلية الحالية لعملية السلام، وأن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته، وبالتالي سيعاد بشكل كبير جدا عملية السلام.
دور المجتمع الدولي في وقف الحرب
ويؤكد الدكتور أيمن الرقب، أن هدف دعوة القيادات العالمية والإقليمية لتحمل مسئوليتهم تجاه القضية الفلسطينية، فمصر تريد أن يتحمل المجتمع الدولي الذي صمد 67 عاما مسئوليته تجاه فلسطين، من خلال إحياء عملية السلام الحقيقية، ووضع حد لهروب الاحتلال من أي التزامات سياسية والحديث عن فتح آفاق حقيقية للشعب الفلسطيني خلال قيام دولته المستقلة عاصمتها القدس.
ويهدف المؤتمر أيضا، بحسب السفير مجدي عامر مساعد وزير الخارجية السابق، إلى بدء تنفيذ الحل السياسي للقضية الفلسطينية، والمشاكل التي تحدث في غزة واستمرار الاحتلال فيما يفعله هو أحد الأسباب العاجلة التي تؤدي إلى ضرورة وضع الدول خاصة الكبيرة هذا الهدف موضع التنفيذ، لأهمية وجود تسوية سياسية، فعدم وجود التسوية السياسية سيجعل الوضع ينفجر من آن لآخر.
ويوضح السفير مجدي عامر، أن حدوث تسوية سياسية للقضية الفلسطينية هو هدف مصر، فلابد أن يكون الطرف الأمريكي مدركا لهذه الحقيقية، ولكن اعتقد بنسبة 90% أن إسرائيل غير مستعدة لهذا، هي فقط تلجأ للحل العسكري، تعتقد أن يمكن إنهاء القضية الفلسطينية بالحلول العسكرية خاصة مع الحكومة المتطرفة الإسرائيلية وهو ما يؤدي للانفجارات المتتالية.
والدولة المصرية لها دور رئيسي في القضية الفلسطينية في كل الحالات، فهي على تواصل دائم بكافة الأطراف لحل الأزمة والنزاعات، لافتا إلى ضرورة تحريك الأمور ووضع أساس ليدوم السلام في المنطقة التي ينسفه الاحتلال دائما بمساندة أمريكا.