يحدٌث في أمريكا.. من واشنطن هٌنا تل أبيب

17-10-2023 | 15:20

مع تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة وسقوط آلاف الشٌهداء وتدمير كامل البنية التحتية وحرمان الملايين من المدنيين الفلسطينيين من ضروريات الحياة من مأكل ومشرب وعلاج بعد أن قطعت إسرائيل عن القطاع الكهرباء والماء ومنعت دخول أي مواد غذائية أو أدوية وأحكمت الحصار على غزة وتمترست الآلة العسكرية الإسرائيلية ومئات الآلاف من قوات الاحتياط استعدادًا لاجتياح بري أجلته الظروف الجوية لعدة أيام..

وعلى الرغم من سقوط الآلاف من الشهداء ومن بينهم حوالي 600 طفل، ومشاهد مٌروعة من الدمار.. وسط كل ذلك يتواصل الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل وأرسلت واشنطن حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، وأرست أمام شواطئ تل أبيب في رسالة واضحة لدعمها لنتنياهو وحكومته اليمينية المٌتطرفة، رغم أنها ادعت بأن إرسال حاملة الطائرات المٌرعبة جيرالد فورد هو لردع أي طرف يسعى لتصعيد الوضع - في إشارة الى إيران - أو توسيع منطقة الصراع، وفي وقت سابق أمر البنتاجون المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات جيرالد فورد بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتكون جاهزة للتدخل.. 

وبينما تواصل إدارة بايدن دعمها السياسي والإعلامي والدبلوماسي والعسكري لإسرائيل تعمل الأجهزة الأمنية الأمريكية على نقل المزيد من العتاد والرجال إلى المنطقة مع استمرار عملية "طوفان الأقصى" لليوم العاشر على التوالي، ويعمل مسئولون أمريكيون وراء الكواليس وبالتعاون مع عدد من الدول الحليفة التي لها علاقات طيبة مع حماس، على رأسها بالطبع مصر، لتجميع صورة دقيقة عن عدد الأسرى الأمريكيين في غزة وما الذي يمكن فعله حيال ذلك، وكان بايدن قد وجه إدارته لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وكلف خبراء إضافيين من جميع أجهزة الحكومة الأمريكية للتشاور مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن جهود استعادة أسراهم.

وبالفعل توجد حاليًا قوات خاصة أمريكية في إسرائيل لتقديم خبراتها في التعامل مع أزمة الرهائن، وحسب ما أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عن مقتل 22 مواطنًا أمريكيًا في عملية "طوفان الأقصى"، وأن هناك 17 أمريكيًا آخرين في عداد المفقودين موجودون ضمن الأسرى لدى حماس.. 

ويتواصل القصف ويتواصل الدعم الأمريكي والغربي، وذلك في محاولة مٌستمية من إسرائيل لتهجير سٌكان قطاع غزة.. في الوقت نفسه فشل وزير الخارجية الأمريكي في زيارته لدول المنطقة من الحصول على تصريح عربي لإدانة حركة حماس، وأكدت روسيا ودول عربية رفضها حصار غزة، في الوقت الذي يستمر فيه الدعم الأمريكي في تحد كبير، ويٌصرح بايدن بالقول: (سنواصل العمل مع شركائنا في إسرائيل، وفي جميع أنحاء العالم لضمان أن لدى إسرائيل ما يلزم للدفاع عن مواطنيها ومدنها، والرد على هجمات حماس)، وأمر بايدن بتقديم مساعدات إضافية لإسرائيل، في الوقت الذي حاصرت فيه إسرائيل قطاع غزة ومنعت عن سكانه الحياة.. 

وفي موقف رائع ومٌتوقع من مصر ومن الرئيس السيسي رفضت مصر فتح معبر رفح فقط من أجل عبور الأمريكيين والفلسطينيين الحاملين الجنسية الأمريكية؛ إلا بشرط السماح بعبور المٌساعدات التي تقدمها مصر وشعبها لأشقائنا في غزة، وهذه هي مصر العظيمة بمواقفها وجيشها وشعبها.. وللحديث بقية

كلمات البحث
الأكثر قراءة