تعد وسائل التواصل الاجتماعي أداة قيمة للتواصل الاجتماعي، فيمكن أن تساعد على البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، كما يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في تكوين صداقات جديدة لهم اهتمامات مماثلة، بشكل مجاني ومريح من وسائل الترفيه، مما يجعلها وسيلة سهلة لقتل الوقت والملل، ولا شك أن هذه الراحة هي التي ساهمت في أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من ثقافة اليوم، ومع ذلك أثارت شعبية وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها بعض المخاوف الكبيرة بشأن تأثيرها على الصحة العقلية خصوصًا للمراهقين.
وللحفاظ على صحة المراهقين العقلية والنفسية يجب على أولياء الأمور الانتباه إلى كيفية تعامل الأبناء مع السوشيال ميديا وما الفائدة العائدة منها عليهم، لذلك وضع دكتور علاء الغندور دكتور العلاج النفسي والتأهيل السلوكي ٦ نقاط يجب الالتفات إليها للحفاظ على جيل المستقبل من خطر السوشيال ميديا، وتتمثل تلك النقاط فيما يلي:
1- تحديد متى وأين يمكن لهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن أن يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أوقات غير مناسبة لاكتساب مهارات سيئة قد تضر بصحتهم النفسية والعقلية، لذلك أكد علاء الغندور دكتور العلاج النفسي والتأهيل السلوكي أن متابعة المراهقين في أوقات استخدامهم للسوشيال ميديا قد يحول حجم الضرر النفسي والأثر السلبي إلى سلوك إيجابي، وذلك بإلاضافة إلى منعهم من تصفح وسائل التواصل أثناء تناول الطعام مع العائلة والأصدقاء، وعند التحدث مع شخص أكبر، مضيفًا أن سحب الهواتف المحمولة قبل النوم هو أمر ضروري؛ حيث عادة ما يقضي المراهق وقتا كبيرا في تصفح وسائل التواصل قبل الخلود إلى النوم، وكذلك وضع جهاز الحاسوب في مكان غير المخصص للنوم، فتنظيم كل هذه الأمور قد يساعد في عدم تعرض المراهق للسلبيات، مشيرًا إلى أن هذا سيحسن من تواصلهم مع الأشخاص الواقعيين المتواجدين في حياتهم بالفعل كما سيتحسن مستواهم الدراسي بشكل كبير إذا تم التنسيق بين أوقات الدراسة والمذاكرة وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
2- الحرص على فترات "التخلص من السموم"
طرح الغندور فكرة جدولة فترات راحة منتظمة لعدة أيام من وسائل التواصل الاجتماعي، فأظهرت العديد من الدراسات أنه حتى الاستراحة لمدة خمسة أيام أو أسبوع كامل من الفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التوتر والشعور بالغضب الذي كثيرًا ما ينتاب المراهقين، فربما قد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكنه سيصبح واقع أفضل إذا أصر أولياء الأمور على تنفيذه والاكتفاء فقط بمدة لا تزيد على ١٠ دقائق في اليوم، وكلما زادت الفترة بينها وبين الأخرى كلما كانت النتيجة أفضل، وأشار إلى حذف التطبيقات الخاصة بخدمات الوسائط الاجتماعية المفضلة ربما يكون حلا مناسبا في بعض الأوقات.
3- الانتباه لتصرفاتهم وحالتهم النفسية
على أولياء الأمور متابعة الحالة النفسية للمراهق قبل وبعد التصفح على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في أوقات مختلفة من اليوم ولفترات زمنية مختلفة، لمعرفة ما يشعر به أثناء كل جلسة، فقد يجد ولي الأمر أن بعض الفترات القصيرة قد تساعد على الشعور بالتحسن في حين أن زيادة المدة قد تأتي بنتيجة عكسية من وجهة نظر دكتور العلاج النفسي والتأهيل السلوكي.
4- حثهم على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بوعي
أغلبية المراهقين وحتى من لم يصلوا إلى هذه المرحلة لا يستطيعون استيعاب سبب رفض أولياء الأومور إلى تركهم لتصفح وسائل التواصل كما شاءوا، ومن هنا قد يبدأ العناد، فينصح علاء بمحاولة إعطاء أسباب واقعية تمنعهم من السماح لهم بتصفح السوشيال ميديا، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية التعامل مع وسائل التواصل بحرص وتفنيد المحتوى المعروض أمامهم وتمييز ما إذا كان مناسبا لسنهم ومستواهم الفكري أم لا.
5- التقليم
يؤكد علاء الغندور أنه بمرور الوقت من المحتمل أن يكون مستخدم وسائل التواصل قد جمع العديد من الأصدقاء وجهات الاتصال عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الأشخاص والمنظمات التي يتابعها، كما لا تزال بعض المحتويات مثيرة للاهتمام بالنسبة له، على الرغم من أن الكثير منها قد يكون مملًا أو مزعجًا أو مثيرًا للغضب أو أسوأ بمراحل لذلك، الآن هو الوقت المناسب لإلغاء متابعة جهات الاتصال التي لا ترغب كولي أمر أن يتابعها الابن، فقد وجدت دراسة حديثة أن المعلومات المتعلقة بحياة أصدقاء السوشيال ميديا قد تؤثر على الأشخاص وبشكل أخص المراهقين بطريقة سلبية، فتقليم بعض "الأصدقاء" وإضافة عدد قليل من المواقع التحفيزية أو المضحكة قد يقلل من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.
6- منعهم من استبدال وسائل التواصل الاجتماعي بالحياة الواقعية
يعد استخدام الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل بالنسبة للمراهقين طريقة للهروب من المهام المدرسية والاجتماعية بين أسرتهم، فغالبًا ما يلجئون إلى خلق مجتمع افتراضي يختارونه بأنفسهم ويحددون أبعاده فيجعلهم منعزلين عن واقعهم الواقعي، فهم يعتقدون أن المحادثات الإلكترونية قد تكون ممتعة وجذابة، لذلك نبه الغندور من ضرورة منع هذه التفاعلات حتى لا تصبح بديلاً عن التحدث وجهًا لوجه، فعندما تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مدروس ومتعمد، يمكن أن تكون إضافة مفيدة للحياة الاجتماعية.