الزراعة التعاقدية والإرشاد بداية حل مشاكل القطاع الزراعى
موضوعات مقترحة
نأمل أن تنظر الدولة للتعاونيات كشريك فى التنمية والاقتصاد
جمعية الحاصلات تسعى للمشاركة فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة
فى ظل الارتفاع الكبير فى اسعار الخضروات والفاكهة والتخبط الذى يسود السوق الآن حول أسباب هذا الارتفاع ويعزية البعض إلى الأحوال المناخية والبعض الآخر الى مواسم الزراعة والمحاصيل الشتوية والصيفية.. ألم يحن الأوان الى الاتجاه الى التصنيع الزراعى للحفاظ على تواجد المحاصيل الزراعية طوال السنة بأسعار تكاد تكون ثابتة ومناسبة للمستهلك؟
ألم يأت الوقت لتقليل الفاقد من المحاصيل والفواكه فى عمليات النقل العشوائى للأسواق وغيرها مما يزيد من كميات السلع الموجودة فى الاسواق؟ وهو ما يؤثر على الاسعار وكله فى النهاية لصالح المستهلك.
حول التصنيع الزراعى وآلية التوسع به ووضع الجمعيات التعاونية الانتاجية فى مجال التصنيع الغذائى ومدى تواجدها داخل السوق والمعوقات التى تواجهها ودور الجمعية العامة والاتحاد التعاونى فى دعم هذه الجمعيات كان حوار «الأهرام التعاوني» مع محمد توفيق عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الإنتاجى ورئيس الجمعية العامة للحاصلات الزراعية وخدمات القطن ورئيس الجمعية التعاونية الانتاجية لتصنيع وتعليب الحاصلات الزراعية للتسويق والتصدير ورئيس جمعية تنمية المزارعين بمركز ناصر بنى سويف..
ـ ألا ترى أن الاتجاه للتصنيع الزراعى للخضروات والفاكهة أصبح ضرورة ملحة الآن فى ظل ارتفاع الأسعار؟
ـ بالتأكيد، فالتصنيع الزراعى يتيح عدة فوائد اهمها الحفاظ على الخضروات والفاكهة اطول فترة ممكنة بدون فاقد كما انه يحافظ على نظافة هذه السلع من التلوث وهو ضرورة صحية ويجب تغيير ثقافة المجتمع فى هذا الإطار فالشراء للمنتجات الزراعية من الاسواق المفتوحة والعشوائية به مخاطر صحية كبيرة فى مقابل اننى يمكن الحصول على منتج مغلف ونظيف وبنفس السعر وربما يكون ارخص لان الفاقد اقل ولا يوجد وسطاء وهو ما يؤثر على الاسعار الى جانب ان مجال التصنيع الزراعى يساهم فى الحد من البطالة خاصة بين شباب الريف فمعظم من سيقوم بالعمل فى هذا المجال هم ابناء القرى وبالنظر له من عدة جوانب فهو اتجاه يجب علينا التوجه له وبقوة للحفاظ على المنتجات الزراعية وعلى استقرار الاسواق
ـ هل مشروعات التصنيع الزراعى مكلفة ام يمكن للشباب الانخراط فى هذه المجالات؟
ـ التصنيع الزراعى كلمة كبيرة تشمل العديد من المشروعات بعضها مكلف والاخر تعتبر تكلفته بسيطة قى متناول الشباب فمثلا تفريز وتغليف الخضروات يستطيع اى مجموعة شباب وفتيات من الفرية القيام به لانة غير مكلف هو فى الاساس يعتمد على الايدى العاملة وبالتالى هو مشروع جيد ويحافظ على الخضروات والفاكهة اطول فترة ممكنة نظيفة وطازجة ويوفر السلع الغذائية بشكل حضارى ومناسب لنوعية المستهلك الان الذى اصبح يهتم لجودة المنتج ونظافته واصبح هناك ثقافة صحية لدى المواطنين مما يساعد على التوسع فى هذه الصناعات.
ـ كيف يمكن السيطرة على الارتفاع الكبير فى أسعار الخضروات والفاكهة؟
الأسعار الموجودة فى الاسواق الان مبالغ فيها ولا يأخذ الفلاح منها الربع حتى وذلك نظرا لوجود العديد من الحلقات الوسيطة ولكن اذا اخذت الجمعيات المحاصيل والمزروعات من الفلاحين مباشرة وحيث انها لا تهدف للربح فان الاسعار ستمون قى متناول الجميع فمثلا الفاصوليا الخضراء من الفلاح فى الأرض بـ 6 جنيهات ولكن فى الاسواق تباع بـ 15 جنيها، أى أن القيمة تضاعفت بشكل كبير ولكن عندنا فى الجمعية مثلا عملنا تعاقدات مع الفلاحين بسعر السوق او اعلى شوية واذا كان السعر اقل من السوق نرفع السعر للفلاحين ونأخذ المنتج ونفرزه فى محطة التعبئة ونغلفه ويباع بوزن الكيلو وبالرغم من كل هذه المعاملات مع المنتج الا انه باع بسعر ارخص من السوق.
ـ ما الذى يعوق التوسع فى التصنيع الزراعى لإتاحة المحاصيل الزراعية طوال العام بالرغم من مواسم الزراعة؟
الخطة الزراعية فى الدولة تحتاج الى اعادة نظر غياب الدورة الزراعية ادى الى وجود عشوائية فى الزراعة فالفلاح يجد محصول سعرة ارتفع العام الماضى فيقبل الجميع على زراعته بدون دراسة وبالتالى يكون هناك زيادة فى محصول على حساب محصول آخر مما يؤثر على المنتج النهائى داخل السوق فالزراعة بالنسبة للفلاح هى رد فعل لظروف الموسم السابق وبالنسبة للجمعيات التعاونية الانتاجية فان نقص الموارد المالية يؤثر على التوسع فى اشهار جمعيات جديدة فى هذا الإطار لان بعض الصناعات تحتاج لمبالغ مالية كبيرة للحصول على التجهيزات اللازمة للمشروع مثل محطة تعبئة مثلا.
ـ وكيف يمكن حل مشكلة الزراعة فى مصر؟
لابد من عودة دور المرشد الزراعى فى مصر فهناك مراكز ارشاد موجودة فى كل القرى وهناك مهندسين بها ولكن لا دور لهم قديما كان المرشد الزراعى لا يجلس فى مكتبه ولكن موجود فى الحقول وسط الفلاحين يوجههم ويشرح لهم ودورة الان اصبح مهم جدا فى ظل تغير المناخ الذى نعانى منه والذى يؤثر على المحاصيل وكذلك عدم الوعى فلى استخدام المبيدات فالافلاح يشتريها من محل كل هدفة الربح بعيدا عن جودة المنتج او ملاءمته للمحصول كل هذه اسباب تؤكد على ضرورة عودة دور المرشد الزراعى
ـ ما الآلية التى يمكن العمل من خلالها على التوسع فى مجال التصنيع الزراعى؟
أى دولة تريد ان تنهض تطبق نظام الزراعة التعاقدية فانا كدولة أتعاقد مع الفلاح على زراعة منتج معين طبقا للدراسة التى وضعتها الوزارة pول عدد الافدنة المطلوب زراعتة من كل محصول وبالتالى لدى خريطة زراعية دقيقة للمحاصيل الزراعية وكمياتها ومدى توافر احتياجات السوق من كل محصول ونحن فى الجمعية نقوم بذلك بقدر امكانياتنا فنقوم بالتعاقد على بعض الزراعات مثلا فى المنفذ الخاص بالجمعية الفاصوليا الخضراء بـ 12 جنية معباة فى اطباق ومفرزة ونظيفة ولكن فى القاهرة فى الاسواق تباع كما هى بـ 20 جنيها لاننا نتعاقد من المنبع.
ـ ما عدد الجمعيات التعاونية الانتاجية العاملة فى قطاع التصنيع الغذائى؟
للاسف تقلص عدد الجمعيات الاساسية العاملة فى هذا المجال الى 4 جمعيات تعمل فى مجال تعبئة وتغليف المنتجات الزراعية وفى تسويق المنتجات الزراعية وجمعية تعمل فى تفصيص الرمان وتوريدة للسوق المحلى والتصدير واخرى تعمل فى مجال النباتات الطبية والعطرية وتعبئتها وتسويقها ودور هذه الجمعيات هو اخذ المنتج الزراعى واضافة قيمة مضافة علية وتسويقة سواء للتصدير او للمصانع وتعمل فى جميع انواع الخضروات والفاكهة وهذه الجمعيات هى المنضمة للجمعية العامة ولكن هناك اكثر من 100 جمعية انتاجية تعمل فى مجال التصنيع الزراعى وتابعة للاتحاد التعاونى الانتاجى ولكن ليست منضمة للجمعية العامة.
ـ لماذا هناك عزوف من الجمعيات عن الانضمام للجمعية العاملة؟
بصراحة الدور الذى تقوم به الجمعية العاملة للتصنيع الزراعى تقلص بشكل كبير نظرا للامكانيات المحدودة للجمعية واقتصر على دور الارشاد او الدعم الفنى للجمعيات وبالتالى بعض الجمعيات ترى ان هذا الدور غير كاف لهم وانهم فى غير حاجة له وبالتالى لا يوجد حافز له للانضمام وبالتالى لا يحاول الانضمام للجمعية بالرغم ان الجمعية العامة كلما كان عدد الجمعيات المنضم لها كبير كلما كان لها ثقل تستطيع المطالبة بحل المشاكل التى تواجه الجمعيات وتصعيد مطالبهم الى الجهات المسئولة ايضا نقوم بقدر الامكان بالتعاقد مع المصانع لتسويق منتجات الجمعيات ونقوم بذلك بالفعل مع بعض مصانع تجفيف البصل لتوريد منتجات الجمعيات ويتم تصديره لبعض الدول خاصة السعودية.
ـ رغم التوسع الذى تشهده مصر فى الزراعة.. لماذا تقلص عدد الجمعيات العاملة فى مجال التصنيع الغذائى؟
أولا كان لدينا جمعيات تعمل فى مجال فرفرة القطن وتصنيع الخيش لتعبئة الاقطان وتوريد القطن وغيرها مع تقلص زراعات القطن اصبح دور هذه الجمعيات محدود جدا او يكاد يكون منعدم وبالتالى تم تصفيتها هذا من ناجية ومن ناحية اخرى كان هناك بعض المستثمرين ينضمون للجمعيات للحصول على مزايا القطاع التعاونى ولكن مع تقلص هذه المزايا اصبح هناك عزوف عن الانضمام للجمعيات التعاونية ولكن هناك مجالات يستطيع الشباب العمل بها والدخول فى مجال التصنيع الغذائى وهى التجهيز للمصدرين مثلا تجهيز الخضروات مثل البامية والفاصوليا والرمان ودبس الرمان وغيرة وهى مجالات لا تحتاج راس مال كبير وتمتاز بانها تحتاج ايدى عاملة كثيرة مما يتيح فرص عمل للشباب ويسام فى الحد من البطالة فى الريف وقد قمنا كجمعية بعمل مجموعات من البنات والشباب وقمنا يتدرييهم للعمل.
ـ لماذا لا تقوم الجمعية العاملة بنشر هذا الفكر بين الشباب؟
بالطبع مشروعات التصنيع الزراعى وخاصة البسيطة منها تستطيع ان توفر فرص عمل للمئات من شباب القرى خاصة السيدات وقد قمت بهذا المشروع منذ اكثر من 15 سنة واحضرت افراد مؤهلين لتدريب البنات وتم تدريبهم على اعلى مستوى وكانوا فرحين بانهم استطاعوا العمل فى مكان جيد ومعاملة جيدة وهناك مصدر رزق لهم ونحاول كجمعية عامة ان نقوم بنشر فكر العمل فى مجال تهيئة المنتج الزراعى للمصانع الكبيرة وتجهيز المنتجات لهم بين الاهالى فى القرى كما نقوم بالتوعية حول طريقة جنى المحصول لان الخطا الذى يقع به بعض الفلاحين فى الجنى يكبده فاقدا يصل الى 30 % من المحصول وهنا نعود الى نفس المشكلة ضرورة عودة دور الارشاد الزراعى.
ـ ما المشاكل التى تواجه الجمعيات التعاونية الانتاجية العاملة فى مجال التصنيع الزراعى؟
اولا هناك بعض الجهات الادارية التى لا تعترف بالقانون 110 والذى ينظم عمل الجمعيات التعاونية الانتاجية والذى يتيح بعض المزايا والاعفاءات الضريبية للجمعيات حتى تتمكن من اداء دورها خاصة انها منشآت غير هادفة للربح كنا سابقا كجمعيات لنا الاولوية فى العمل قبل اى منشاة خاصة الان الوضع تغير ايضا عدم تعاون بعض الجمعيات الاساسية مع الجمعية العامة من حيث سداد التزاماتها تجاه الجمعية العامة مما يتيح لها اداء دورها من اتمام بعض التعاقدات لصالح الجمعيات الاساسية جانب ان التصنيع الغذائى تكلفتة عالية جدا لا تستطيع الجمعيات الاساسية الوفاء بها
ـ كيف يساند الاتحاد التعاونى الانتاجى والجمعية العامة جمعيات الحاصلات الزراعية؟
لولا الاتحاد التعاونى الانتاجى لكانت بعض الجمعيات توقفت عن العمل تماما حيث يقدم قروض للجمعيات تصل الى مليون جنيه وهذه اقصى امكانيات الاتحاد وهو ما يحافظ على ان تحفظ الجمعية مكانها داخل السوق ولكن لا يتيح لها التوسع فى العمل والجمعية العامة تسعى بالتعاون مع الاتحاد الانتاجى لضم الجمعيات التعاونية الانتاجية لمبادرة الحكومة والبنك المركزى فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال القروض لمساعدة الجمعيات على التوسع فى نشاطها وتطوير امكاناتها بما يناسب العصر حيث ان معظم الجمعيات تعمل بالات صغيرة وبامكانيات محدودة.
ـ كرئيس للجمعية العامة ماذا تطلب من الحكومة؟
أطالب الحكومة بالنظر للتعاونيات كشريك فى التنمية والاقتصاد الوطنى خاصة اننا كيانات لا تهدف الى الربح وانما صالح الاعضاء والذين هم جزء من الشعب المصرى الى جانب ان الجمعيات دائما يتعدى دورها الى خدمة البيئة المحيطة بها فنحن نتحمل جزء كبير من العبء الموجود على الحكومة تجاه الشعب ولذلك نطالب بتوفير البيئة المناسبة للعمل حتى يمكننا الوفاء بالتزاماتنا تجاه الوطن ونحن نتعامل مع وزارتى التموين والزراعة فى توريد بعض المحاصيل الزراعية خاصة القمح وجمعيات التصنيع الزراعى تساهم بشكل كبير فى الحد من البطالة خاصة فى الريف حيث فرص العمل محدودة جدا،
ـ كيف ترى تراجع دور الجمعيات التعاونية الزراعية فى الفترة الحالية؟
هناك اسباب كثيرة لذلك منها ان الجمعيات كانت توفر كافة مستلزمات الزراعة للفلاح من تقاوى وبذور واسمدة وغيرها الان لا توجد هذه الميزة وترك الفلاح عرضة لجشع بعض التجار الى جانب عدم تواجد المرشد الزراعى والذى كان ينزل الى الاراضى الزراعية يتابعها وينبه المزارعين عن اى مشكلة موجودة وطرقة حلها وهذة الامور كانت دائما ما تربط المزارع بالجمعية الزراعية الان أصبحت مفقودة وبالتالى اصبح هناك تراجع كبير فى دور الجمعيات الزراعية طبعا الى بعض القرارات التى صدرت بخصخصة بعض الجهات وتدنى اسعار المحاصيل وغيرها.
ـ ما رؤيتك لدعم اتجاه الدولة للاهتمام بالزراعة والتصنيع الزراعى؟
اولا هذا شىء جيد جدا وكنا ننتظره منذ عقود ولكن هناك بعض الامور التى يجب مراعاتها فمثلا المستفيد الاكير من هذا التوجه هو المزارع الكبير وليس صغار المزارعين فلابد ان يتم تجميع صغار المزارعين اصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة بحيث يكون هناك حقل كبير استطيع التعامل معه من حيث مقاومة الافات والميكنة الزراعية لتقليل الفاقد من المحصول وتقليل التكلفة عدم اهدار المياه وغيرها من الفوائد التى تعود فى المقام الاول على الفلاح البسيط كما يمكن عمل محطات تعبئة للمحاصيل فى كل محافظات الجمهورية
ـ مشاكل القطاع الزراعى فى مصر كثيرة نريد روشتة لحل مشاكل هذا القطاع؟
أولا لابد من الاتجاه للزراعة التعاقدية حتى استطيع وضع خطة زراعية بقدر الامكان دقيقة احسب عن طريقها المحاصيل الزراعية وكمياتها ونوعياتها وما الى ذلك حتى استطيع رصد اى زيادة او نقصان فى اى منتج فيمكننى السيطرة على الوضع واوجه لزراعة هذا المنتج وبالتالى لا يحدث عندى اى اختناق فى اى سلعة وهو ما يساعد فى ضبط الاسعار ثم اعادة دور الارشاد الزراعى ومعاملات ما بعد الحصاد خاصة فى الخضروات حتى استطيع الحفاظ على كميات المنتج من الفقد وايضا الحفاظ على جودتة وهذا سيوفر ما يزيد عن 30 % من المحصول كانت فاقد نتيجة التعامل الخاطى فى الحصاد او جنى المحصول.