Close ad

أرض الفيروز تتزين باليوبيل الذهبي.. سيناء النصر تعبر إلى إنجازات العصر

17-10-2023 | 10:48
أرض الفيروز تتزين باليوبيل الذهبي سيناء النصر تعبر إلى إنجازات العصرأرشيفية
قام بالزيارة: سعيد فؤاد
الأهرام التعاوني نقلاً عن

الأهالي: سيناء تحررت مرتين فى 50 عاما.. مرة من المحتل والأخرى من الإرهاب 

موضوعات مقترحة
المزارعون: الزيتون يفوق البترول فى قيمته التسويقية 
الصيادون: تعميق البحيرة يثري الإنتاج السمكي وتخفيض التأمين السنوى على المراكب حلم
مبادرة توزيع 101 مليون شجرة زيتون لأبناء شمال سيناء 

 لم تكن سيناء مجرد مساحة شاسعة من الأرض المصرية تم احتلالها فحاربت مصر لاستردادها، لكنها أرض الفيروز بحق، لاستراتيجية موقعها وحيثيات مكانتها التى التقت فيها كل الأديان السماوية.

سيناء التى ارتوت بدماء الآباء وهم يجودون بأرواحهم الطاهرة من أجلها، هى التى تشهد اليوم طفرة فى التنمية لم تشهدها من قبل.


وتأتى احتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة هذا العام بشكل يختلف عن ذى قبل، حيث مرور 50 عاما على معركة الكرامة واسترداد سيناء، وبعد ملحمة شديدة استمرت لسنوات ضد فلول الإرهاب من التكفيريين الذين حاولوا اختطاف شمال سيناء واعتبارها مسرحا لعملياتهم الإرهابية.

«الأهرام التعاونى» حرصت على مشاركة أهالى سيناء الاحتفال باليوبيل الذهبى لانتصارات أكتوبر، فتجولت في ميادين الإنجازات فى محافظة شمال سيناء..

ولأنها واحدة من البحيرات التى تمثل ثروة قومية لمصر وأحد أبرز مصادر الدخل لأبناء شمال سيناء بالإضافة إلى كونها محمية طبيعية، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وجه بسرعة تطويرها ضمن عدد من البحيرات المصرية، وعلّق على ذلك اللواء أركان حرب الحسينى فرحات المدير التنفيذى لجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية، بقوله: نحن ننتهج استراتيجية هدفها تطوير وزيادة الإنتاجية لمختلف البحيرات المصرية على مستوى الجمهورية، من بينها بحيرة البردويل، وعدم السماح بأى أعمال تضر أعمال الصيد بالبحيرات، من خلال تنسيق الجهود مع الجهات الأمنية لإجراء الدوريات البحرية داخل البحيرة، للحد من أعمال الصيد المخالف، والصيد الجائر، بما يزيد من المخزونات السمكية بالبحيرة، بالإضافة إلى ضرورة زيادة الوعى لدى صيادى شمال سيناء من خلال جمعيات الصيادين، لاسيما وأن البحيرة تعد هى مصدر دخلهم الوحيد.

أما الدكتور شكرى سالمان مدير بحيرة البردويل فقال إن البردويل هى أحد أهم البحيرات المصرية الشمالية التابعة لمركز ومدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وثانى أكبر البحيرات بعد بحيرة المنزلة، وتتميز بحيرة البردويل بجودة مياهها وخلوها من أى مصادر للتلوث، كما أن أسماكها تتمتع بسمعة محلية وعالمية نتيجة لعدم اتصالها بأية مصارف زراعية أو صناعية أو صحية، وتتصل بحيرة البردويل بالبحر عن طريق فتحتين صناعيتين على بوغاز رقم (1) شمال غرب البحيرة، وبوغاز رقم (2) شمال شرق البحيرة، وفتحتين طبيعيتين هما بوغاز أبو صلاح شرق البحيرة، وبوغاز الزرانيق أقصى شرق البحيرة.. هذه البواغيز تعمل على تجديد وتحسين التيارات المائية فى البحيرة من خلال تبادلها مع البحر، والحفاظ على مستوى ملوحة مناسب للمياه، وحفظ التوازن البيئى فى البحيرة وإلا تعرضت للجفاف، كما تسمح بخروج الأمهات إلى البحر للتكاثر والتفريخ، ومن ثم عودة الأمهات ومعها الزريعة إلى البحيرة حيث الغذاء الطبيعى والمياه الهادئة.

أعمال التكريك

ونظرًا لكون بحيرة البردويل أحد أهم مصادر الإنتاج للثروة السمكية المصرية، وتزخر بأجود أنواع الأسماك على المستويين المحلى والعالمي، ما جعلها تحظى باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، نفذت هيئة قناة السويس أعمال تكريك البحيرة تنفيذَا لتوجيهات القيادة السياسية باستعادة الدور الحيوى للبحيرات المصرية، كما أنها نفذت أعمال التكريك ببحيرة البردويل من خلال شركة القناة لأعمال الموانئ وهى إحدى الشركات التابعة لهيئة قناة السويس ضمن جهود تطوير البحيرة بمحافظة شمال سيناء، لزيادة المساحة المستغلة للصيد فى البحيرة وزيادة إنتاجيتها. كما بدأت الهيئة بالعمل على تطوير وتكريك بوغاز رقم (1) بهدف تقليل ملوحة الجانب الغربى من البحيرة، بما يسمح بالتنوع البيولوجى للأحياء المائية ضمن المرحلة الأولى لتنفيذ مبادرة سيناء البردويل لزيادة إنتاج البحيرة من الأسماك من 4 آلاف طن إلى 11 ألف طن واستعادة النظام البيئى بالمنطقة. وتضخ البحيرة نحو 4000 طن من اجود الأسماك إلى السوق بما يحقق عملية التوازن فى الأسعار. 

فرحة الصيادين

وداخل البحيرة التقنا عددا من الصيادين فقال محمد غنيمى: ينعكس تطوير البحيرة بالنفع الشديد على الصيادين حيث تنوع السمك عن ذى قبل وكنا نتمنى اعادة تطوير البوغاز فى الناحية الشمالية، علما بأنه من عامين لم يكن فى البحيرة أسماك القاروص ولا الدنيس، وحاليا بدأت هذه الأنواع تظهر ومعها البورى والتوبار والجمبري، وهذا كله ضمن نتائج تطوير البحيرة ومن ضمن التطوير ايضا ان الدولة منحتنا لكل مركب صيد 4 كيلو غزل وبدلة بحر وحزاء للصيد.

ويضيف زميله محمد سليمان قائلا: نحن ندفع سنويا مبلغتأمين كبير يصل إلى 8 آلاف جنيه للمركب ومدة العمل فى السنة لا تتجاوز الـ 8 شهور لذا فإننا نطالب الدولة بتخفيض هذا المبلغ خاصة فى هذه الظروف الاقتصادية التى نمر بها ونواجه غلاء المعيشة. 

وتعقيبا على ذلك قال مدير البحيرة: نحن نحاول حل هذه المشكلات مع شركة قناة السويس والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ولاشك أن مطالب الصيادين كلها شرعية وتصب فى المصلحة العامة ونحن نحاول بدورنا التغلب على هذه المشكلات وتلبية اغلب المطالب.وان عدد الكراكات العاملة فى التطوير تصل إلى 12 كراكة داخل المسطح المائى وقد انتهينا من 90% من الأعمال ولم يتبقى سوى 10% فقط ولايزال العمل مستمرا لتطوير البحيرة حتى يتمكن الصيادون من ممارسة الصيد، ونحن نسيطر تماما على عملية دخول البحيرة فلا يدخلها سوى من يحمل ترخيصا فقط وحاليا تم وقف التراخيص الجديدة.

وأشار مدير البحيرة إلى أن عملية التطوير تحافظ على الهوية البيئية والبيولوجية للبحيرة كمحمية طبيعية وكمصدر للرزق من المصادر الهامة لأبناء المنطقة.

 101 مليون شجرة 

ولما كان الزيتون مصدرا هاما من مصادر الدخل القومى عرفت به سيناء على مدى العصور وخاصة زيتون الزيت الذى نستورده بكميات كبيرة به فقد شهدت مدينة العريش مهرجانها الاول للزيتون منذ أيام قليلة. 

فقد حرصنا على رصد فعاليات المؤتمر ونقل توصياته وأهدافه فتوجهنا إلى المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة السابق بمحافظة شمال سيناء والمشرف العام على تنظيم المهرجان وقال: نظرا لكون الزراعة تمثل مصدرا هاما من مصادر الدخل عند المواطنين بمحافظة شمال سيناء وقد تأثرت كثيرا بالاحداث التى مرت بها المحافظة خلال السنوات العشرة الاخيرة جراء الأعمال الإرهابية التى شهدتها المحافظة فقد قمنا بإطلاق مبادرة أطلقنا عليها مبادرة ال 101 مليون شجرة زيتون تخليدا لاسم الكتيبة 101 التى أبلت بلاء حسنا فى مقاومة الإرهاب الغاشم وتهدف المبادرة التى يقوم عليها المهندس محمد رغام إلى احياء زراعة الزيتون فى شمال سيناء باعتبارها منطقة متميزة فى زراعته ويدر دخلا كبيرا للدولة خاصة زيتون الزيت الذى يفوق البترول فى قيمته التسويقية ونحن نطلق عليه الذهب الأخضر.

ويضيف قائلا: بالفعل نقوم بتوزيع الأشجار على المزارعين كل حسب مساحته ووفقا لحيازته بالمجانى وقد أطلقنا الموتمر الاول للزيتون من يوم الاول من اكتوبر وحتى اليوم الخامس بمشاركة الدكتور عادل عبد العظيم وكيل مركز البحوث الزراعية ممثلا عن وزير الزراعة وتضمن المؤتمر ندوات من كلية العلوم الزراعية جامعة العريش ومديرية الزراعة بشمال سيناء ومركز البحوث الزراعية متمثلا فى معهد بحوث البساتين ومعهد تكنولوجيا الاغذية وقد شارك فى المؤتمر عدد من رجال الأعمال والشركات الوطنية ومجلس القبائل والعائلات المصرية كل ذلك برعاية وزارة الزراعة وقد حرصنا فى المؤتمر على تكريم وكلاء وزارة الزراعة السابقين وقدامى المزارعين بالإضافة إلى تكريم افضل مزرعة وافضل مزارع ومسابقة ملكة جمال الزيتون ووصيفاتها كما تضمن المهرجان فقرات ترفيهية وخدمات صحية وقافلة طبية من الجيش الثانى الميدانى فضلا عن معارض المنتجات من زيت الزيتون والمائدة والمشغولات والتراث السيناوى ضمن احتفالات مصر باليوبيل الذهبى لانتصارات اكتوبر.

وعلى هامش المؤتمر تم زراعة 100 ألف شجرة زيتون بأصناف تناسب المناخ بشمال سيناء فى حضورالدكتور عادل خيرت رئيس مجلس الزيتون المصرى وعبداللطيف خضيرة رئيس مجلس الزيتون العالمى وبعد نجاح النسخة الاولى من المهرجان سوف نحرص على استمرار إقامته كل عام فى نفس التوقيت ضمن مراسم الاحتفالات بانتصارات اكتوبر.

وتابع مطر بالقول: لكى نضمن نجاح مبادرة ال 101 مليون شجرة زيتون نتمنى أن تكون المبادرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية حتى تتحول إلى مبادرة قومية ونضمن نجاحها فقد نجحت كل المبادرات التى تبناها الرئيس وحققت الهدف منها.

وطالب بفتح باب التقنين لتملك الأراضى للمزارعين الجادين بعد اتخاذ الإجراءات القانونية للتمليك وتوفير الاسمدة بالجمعيات التعاونية بالإضافة إلى توفير التقاوى المعتمدة بأسعار مدعومة وتوفير شتلات الزيتون معتمدة بأسعار منخفضة وكذلك سرعة الانتهاء من توصيل مياه ترعة الشيخ جابر لخدمة منطقة بئر العبد والتى من شأنها استهداف استصلاح 156 الف فدان ونصف من اجود المناطق الزراعية لتنمية شمال سيناء كما نتمنى سرعة الانتهاء من الاستفادة من المياه المعالجة من مصرف بحر البقر للتوسع فى الرقعة الزراعية لمنطقة جنوب الشوخا وجنوب القنطرة وشرق شرق البحيرات لزيادة الرقعة بحوالى 350 ألف فدان بما يخدم تنوع المحاصيل الزراعية.

كما نتمنى الانتهاء من المرحلة الثانية للتجمعات التنموية بوسط سيناء بواقع 11 تجمعا بشمال سيناء و7 تجمعات بجنوب سيناء بما يحقق جذب 3 مليون مواطن من كل محافظات مصر وتشمل هذه التجمعات منزلا على مساحة 200 متر 20% مبانى و30% حوش وكذلك 5 أفدنة على أقساط تصل إلى 30 عاما. وسرعة عودة أهالى الشيخ زويد ورفح إلى قراهم وتوفير الطاقة الكهربائية لإعادة زراعة أكثر من 150 ألف فدان تعتبر ضمن اجود الأراضى بشمال سيناء. 

ومن ضمن برامج التنمية التى تشهدها محافظة شمال سيناء انشاء أكبر ميناء تجارى فى العالم بمدينة العريش وهو مايفتح الآفاق لتوفير فرص عمل متعددة للشباب 
من جانبه يرى الدكتور عبد العزيز الطويل استاذ الزيتون وفاكهة المناطق شبة الجافة المتفرغ بمعهد بحوث البساتين أن الزيتون شجرة مباركة كرمتها الديانات السماوية واستحوذت على اهتمام الحضارات القديمة التى قامت حول البجر الأبيض المتوسط الذين جعلوا منها شجرة مقدسة ورمزا للسلام ومنبعا للثروة بها الشجرة والتى سمحت لها بالانتشار جغرافيا وبيئيا.

والاستفادة من المنتجات الثانوية لعصر ثمار الزيتون (مياه العصر-التفل) يعتبر هدفا اقتصاديا وزراعيا وبيئيا هاما يساهم فى تطوير هذا القطاع العام ومن الضرورى ايجاد استراتيجية مناسبة للتخلص من مياه عصر الزيتون والاستفادة منها كمحسن للتربة الزراعية فى محاولة للتحقيق قدر الامكان من الأخطار البيئية وزيادة الاستفادة الاقتصادية لقطاع الزيتون.

وقد بينت الابحاث التى قام بها قسم بحوث الزيتون معهد بحوث البساتين مركز البحوث الزراعية ان يقوم الاستفادة من الماء الخضرى والتفلة فى التسميد وتقليل استخدام الاسمدة الكيماوية.

استخدام مخلفات الزيتون

وتعد ثمار الزيتون ومن ثم زيت الزيتون جزءا من مجموع الكتلة الحيوية لشجرة الزيتون، فى الحقيقة ان ثمار الزيتون تعادل فى الوزن تقريبا بقايا التقليم بينما يشكل زيت الزيتون حوالى 20% من وزن الثمار حسب الصنف، كما ان بقايا عصر الزيتون اذا أعيد استخدامها يمكن اعتبارها منتجات ثانوية، أما اذا لم يتم ذلك فتعرف بأنها بقايا يجب التخلص منها وفقا للقوانين والأنظمة الموجودة فى كل بلد.

كذلك تفل الزيتون الناتج من المعاصر يحوى عادة على نسبة من الزيت المتبقي، وعادة ما تستخلص هذه الكمية كيميائيا أو ميكانيكيا، والتفل الناتج بعد الاستخلاص يمكن اعتباره من البقايا التى تستخدم كمصدر للوقود أو كأساس لتصنيع الكمبوست ويضاف بعدها إلى التربة حسب الحالة الخصوبية، كما ان تفل الزيتون وكذلك مياه عصر الزيتون تعتبر من المنتجات الثانوية كما أشارت الدراسات العلمية الخاصة بذلك وبعض التشريعات والقوانين الأوروبية، وبذلك يمكن توزيعها بطرق وكميات مضبوطة فى التربة لأغراض زراعية.

وأجمع المنتجون ان المشكلة الرئيسية فى مياه عصر الزيتون هو صرفها بشكل عشوائى غير مضبوط من قبل أصحاب المعاصر فى مناطق الانتاج والعصر مما يتسبب ببعض الأخطار الملوثة، ان هذه المياه ليست سامة لكن لها قدرة تلويث عالية فيما لو تم صرفها بشكل عشوائى لأنها تحوى كمية كبيرة من المادة العضوية. وللأسف لا توجد قاعدة بيانات لكل المعاصر وبالتالى معاصر كثيرة لا نعلم كيف تتخلص من مخلفات عصر ثمار الزيتون.

ووجهوا بأن الطريقة الأمثل لحماية البيئة ولتحسين خواص التربة هو توزيع مياه عصر الزيتون بشكل مضبوط فى الأراضى الزراعية ان هذا التطبيق مرخص ومسموح فى بعض الدول الأوروبية وذلك ضمن قوانين خاصة تحدد الكميات المسموح اضافتها وطرق التوزيع المناسبة. ورغم أن تفل الزيتون يستخدم بشكل صحيح فى انتاج الزيت المكرر أو الصناعى فهذا لا يمنع أنه يمكن أن يستخدم فى الأراضى الزراعية كمنتج غنى بالمادة العضوية المحسنة لخواص التربة.

ومن ناحية الأخرى يمكن أن تشير إلى الأهمية التى يمتلكها تفل الزيتون حيث يمكن أن يشكل أساسا لتصنيع الكمبوست بدءا من المنتجات الثانوية حيث يعتبر بمثابة محسن عضوى ويفضل استخدامه فى الزراعة العضوية.

اما المياه التى تنتج من عصر ثمار الزيتون خلال عملية استخلاص زيت الزيتون من الثمار وتحوى هذه الثمارعلى كميات كبيرة من المواد العضوية وذلك خلال المراحل المختلفة لعملية الاستخلاص، ان التخلص من هذه المياه يشكل مشكلة كبيرة لأنها إلى جانب احتوائها على كميات كبيرة من المادة العضوية فهى ذات قابلية بطيئة للتحلل. كما ان توزيع هذه المياه في التربة لا يهدف فقط إلى التخلص منها ولكن من أجل تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية 

الفرحة فى عيون الأهالى 

لم يكن أهالى شمال سيناء بعيدين عن مسرح الأحداث فكما عاش آباءهم وأجدادهم مراحل الاحتلال الغاشم بعد هزيمة 1967 واليوم قد عايش الأبناء مرحلة التصدى للإرهابيين.

وفى هذا الصدد قالت نهلة سليمان مهندسة زراعية أن ماعشناه فى عشر سنوات من الخوف والرعب يفوق فترة الاحتلال الاسرائيلى لسيناء فقد كانت المرأة فى هذه المرحلة فى نظر هولاء كافرة إذا خرجت من بيتها أو توجهت إلى العمل وكنا لانستطيع السير فى الشوارع وعندما نتجه إلى أعمالنا نعتقد أننا فى أية لحظة سوف نقتل على أيديهم فما أسهل القتل وأرواح الناس لديهم لاقيمة لها وقد اباحوا لأنفسهم إراقة الدماء واعتبروا أنهم ولى الأمر.

حقا فترة عصيبة عشناها فى منطقة بئر العبد اصعب من وصفها لولا الجيش المصرى والشرطة الباسلة الذين ضحوا بزهور شبابهم من أجل تحرير الأرض لظل هذا الجو الملبد بالغيوم.

والآن تشهد المحافظة حياة كريمة ويكفى قبل البنية التحتية التى تنطلق فى كل الشوارع أننا نعيش فى حالة أمن واستقرار ونتوجه لاعمالنا ونسير فى الليل والنهار بدون خوف فما اجمل نعمة الأمن.

اما حمدى عطية أحد شباب بئر العبد فيروى تفاصيل ساعات الرعب قائلا التكفيريين بدأوا يظهرون بمظهر الدين فى البداية ثم تعمقوا فى التشدد فأصبح كل من يخالف رداءهم أو معتقداتهم يكفرونه وهم يهتمون بالشكل فقط دون المضمون ولهم شرع مختلف وعقيدة من نسج خيالهم. وفى مرحلة العملية الشاملة كانوا يرصدون الشباب المتعاون مع الجيش ويعتبرونه ولاءنا لقواتنا المسلحة خيانة واستباحوا دماءنا، هم يطلقون علينا كلمة خوات اى متعاونين مع من يطلقون عليهم لفظ الطواغيت ويقصدون رجال القوات المسلحة والشرطة.

ولم يكن شباب شمال سيناء مؤيدا لهولاء التكفيريين فكنا تعتبرهم إساءة لنا ولسيناء عامة ووجودهم بيننا كان يمثل اعتداء على الحرية وعائق فى طريق التنمية فلو لم يكونوا بيننا لكانت الدولة أنفقت مبالغ طائلة على التنمية وعمل المشروعات بدلا من الانفاق على الحرب والمواجهة ولذلك فإن فرحتنا بالتطعير والقضاء عليهم لاتوصف ونتمنى أن تستكمل الدولة خطة التنمية وفتح فرص عمل للشباب لان البطالة والفراغ يمثل أحد أسباب التطرف الفكري.

واختتم بقوله: أتمنى ان ينشط الأزهر الشريف والأوقاف فى التوعية الدينية والتركيز على الشباب لإنقاذه من بين أيدى الخلايا النائمة التى قد تكون موجودة داخل  بعض القبائل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة