على وقع عدوان غاشم أقل ما يوصف به أنه حرب إبادة تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، جاءت القرارات التي صدرت اليوم عن مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس السيسي لتحمل مجموعة من الرسائل المصرية المهمة التي تمثل في مجملها موقف مصر الثابت والواضح، بل والحاسم تجاه ما يحدث في غزة من تطورات متلاحقة وعدوان وحشي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وما ترتب على ذلك من تدمير وتشريد للمواطنين يتعارض مع كل المواثيق والقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، إذ أكدت القرارات على أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.
موضوعات مقترحة
وأن مصر من منطلق مسئوليتها - توجه الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل بحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية. مع مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الاغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة، كما شددت على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلية على الفلسطينيين
استراتيجية مصر الفترة القادمة
تعقيبًا على هذه القرارات، يقول اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، حين يجتمع مجلس الأمن القومي يكون لاتخاذ قرارات تخص الأمن القومي المصري.
ولذلك، جاء اجتماع اليوم، ليؤكد على سياسة واستراتيجية مصر خلال الفترة القادمة، تجاه ما يحدث في غزة وهي نفس الاستراتيجية التي تتبعها مصر والمعلنة.
وطبقًا للتطورات والمتغيرات التي حدثت في المنطقة، وبالتحديد ما حدث بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فإن قرارات مجلس الأمن القومي اليوم، لمصر، بمثابة إعلان لسياسة مصر القادمة.
قمة إقليمية دولية لمستقبل القضية الفلسطينية
وهذه السياسة التي تعبر عنها قرارات مجلس الأمن القومي اليوم، باتت واضحة لكل الأطراف في المنطقة، سواء كانت إسرائيل، أو المقاومة الفلسطينية، أو حتى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، أو دول حلف الناتو، والدول العربية.
وقال اللواء سمير فرج، إن قرارات مجلس الأمن القومي اليوم، جاءت بعد العديد من الاجتماعات بين الرئيس السيسي، ووزراء الخارجية، ورؤساء الوزراء الذين زاروا مصر، والمكالمات الهاتفية التي جرت بين مصر و الدول الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية .
ويضيف الخبير الاستراتيجي، إن توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، يعبر عن أن القرار في هذه القضية ليس قرار مصر فقط، وإنما هو قرار عربي، ولذلك تدعو مصر كل الدول الإقليمية للاجتماع من أجل اتخاذ موقف، متوقعًا أن يحدث ذلك تحت مظلة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية.
اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلية على الفلسطينيين
الأمن القومي المصري خط أحمر
ويؤكد المفكر الاستراتيجي، أن أمن مصر القومي خط أحمر، ولا تهاون في حمايته – كما قال الرئيس السيسي في اجتماع مجلس الأمن القومي اليوم – ويشدد "فرج" على أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب هذه الدول، مؤكدًا أن الفلسطينيين أنفسهم لن يتخلوا عن أرضهم ولا تاريخهم، ومصر لن تسمح بإجبارهم على ذلك .
وحول إبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام، أوضح اللواء سمير فرج، أن مصر في آخر أربعة اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، هي التي قامت بدور التهدئة بين الجانبين، وتبني دعوات وقف إطلاق النار، فدائمًا ما تكون مصر في مقدمة الدول الحاضنة لدعوات السلام وتحصين المدنيين من المخاطر، والتحذير من تصاعد حدة العنف الذي يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة .
ودائمًا ما تدعو مصر أيضًا الأطراف الفاعلة دولياً، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
اللواء سمير فرج
إسرائيل لا تعرف قانونا
لكن، إسرائيل لا تعرف قانونا، فما زالت ترفض وصول الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في تعنت جسيم وتحدٍ صارخ للقانون الدولي الذي تنص مبادئه وضوابطه على ألا ينجم عن الحرب، اعتداء على المدنيين .
وبحسب المستشار بهاء الدين أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، فإن تعنت إسرائيل في منع وصول الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، مثل المساعدات الغذائية، والعلاجية، وغيرها من المساعدات التي تحافظ على حياة المدنيين، يمثل مخالفة صارخة للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والمواثيق المنبثقة عنها، ليصبح جريمة من جرائم الحرب تعاقَب عليها إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م، ولكن .. من يحاسب إسرائيل ؟!
المستشار بهاء أبو شقه
قرارات مجلس الأمن القومي
كان مجلس الأمن القومي قد عقد اجتماعا اليوم برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي تناول الأحداث في غزة وأصدر القرارات التالية :
- مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين.
- تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة.
- التشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
- إبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام.
- تأكيد أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.
- توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.