دراسة اجتماعية: إذاعة القرآن الكريم والتليفزيون أهم مصادر الإعلام لمواجهة التطرف

11-10-2023 | 20:40
دراسة اجتماعية إذاعة القرآن الكريم والتليفزيون أهم مصادر الإعلام لمواجهة التطرفإذاعة القرآن الكريم
أميمة رشوان
نصف الدنيا نقلاً عن

أكدت أحدث دراسة اجتماعية أجراها قسم الاتصال الجماهيري والثقافة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أهمية الإعلام الديني في مواجهة الفكر المتطرف، كما شددت على أهمية إنشاء مؤسسات إعلامية متنوعة ومتخصصة لنشر الفكر الديني الصحيح ومواجهة التطرف، وضرورة التدقيق في اختيار مقدمي البرامج والضيوف بحيث يكونون من المتخصصين.

موضوعات مقترحة

وأوصت الدراسة بضرورة تجديد الخطاب الديني، وأكدت أنه مجال متعدد التخصصات يحتاج إلى مشاركة من علماء الاجتماع والنفس وأساتذة الجامعات والمثقفين والشباب.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الإنترنت لا يمثل مصدرا ذا أولوية في الحصول على المعرفة الدينية، بينما ارتفعت نسبة متابعة البرامج الدينية التليفزيونية لتبلغ 79.5% بين المستجيبين.

جاءت هذه النتائج في الدراسة التي شارك فيها فريق بحث يضم كلا من الدكتورة هبة جمال الدين مشرفا ومحررا، والدكتور حسن عماد مكاوي مستشارا، والدكتورة إيمان ندا باحثا رئيسا ومشاركا، والدكتورة عبير صالح والدكتورة رانيا أحمد، والدكتورة سماح عبد الله، والدكتور أحمد الكتامى.. وفي هذا التحقيق نناقش نصف الدنيا نتائج الدراسة مع الخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام الديني.

الإعلام الديني يحض على العنف

في البداية، يقول الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام الأسبق: أنا ضد تصنيف الإعلام إلى إعلام ديني وإعلام سياسي وغيرهما، يبقى الإعلام هو الإعلام، والرسائل التي تصل إلى الجمهور هي التي تختلف، وصياغتها هي أيضا التي تختلف.

ومع الأسف فإن الإعلام الديني لدينا يحض على العنف والكراهية والتمييز ضد الآخر، ولابد من التوعية والتعليم حتى يكون لدينا مواطن يفهم واجباته وحقوقه، مواطن مميز يعرف أصول دينه وكيفية تطبيقه.

وطريقة تطبيق الدين هي التي تحتاج إلى إعادة نظر من خلال كثرة البرامج الدينية التي لا تعمد إلى التشدد والتطرف سواء الإسلامي أوالمسيحي، ولابد من أن توضع في إطار مجتمع يشجع عدم التمييز بين المواطنين بغض النظر عن الدين أو الجنس، مجتمع متقدم ومتسامح مع جميع فئاته.

إذاعة القرآن الكريم لها تأثير كبير

وتوضح الدكتورة هاجر سعد الدين رئيسة إذاعة القرآن الكريم السابقة رأيها في نتائج الدراسة قائلة: «تحقق البرامج الدينية في إذاعة القرآن الكريم رسالتها لأنها ملتزمة بمحاور معينة تغطيها، ولأنها تقدم القرآن الكريم مرتلا ومجودا، ويأخذ القرآن جزءا كبيرا من وقت الإرسال، كما تتناول إذاعة القرآن العقيدة والمعاملات، وتتحدث أيضا من خلال برامجها عن الحضارة الإسلامية وأثرها على العالم، وأعتقد أنها مؤثرة لأنني لمست ذلك من خلال البرنامج الذي أقدمه وأجد مردوده على الناس الذين يتواصلون معي تليفونيا».

وتتابع الدكتورة هاجر سعد الدين لا تزال إذاعة القرآن الكريم ذات وقع وتأثير في نفوس الناس، لكن بالطبع لا يمكن أن نتحدث عن الإعلام الديني متمثلا في إذاعة واحدة؛ لأنه لكي يؤتي ثماره المرجوة لابد أن يكون هناك تضافر في جهود كثيرة.

فليس من المعقول أن أقدم برنامجا دينيا ثم تأتي الدراما في خمس دقائق تهدم كل ما قدمته البرامج الدينية، فلابد من تضافر جهود كل الوزارات المعنية في الدولة، ومع الأسف لم نعد نرى الكثير من البرامج التي تبني الإنسان، ولابد أن نعود لنفهم أن الإعلام رسالة، ولابد أن يكون هناك هدف، ولابد أن نصل إليه وأن نحققه عبر هذه البرامج التي نقدمها، وأن يكون هدفنا الرئيسي هو بناء شخصية الإنسان المصري بحيث يكون إنسانا واعيا ومثقفا لذلك لابد من أن نقدم البرامج الدينية بوعي، ولابد من أن تتناول هذه البرامج فقه الواقع، ولا يكون حديث هذه البرامج في اتجاه والمستمع يعيش في اتجاه آخر، ولابد من أن تمس هذه البرامج حياة المواطن حتى تكون مؤثرة؛ ولتحقيق ذلك لابد من تضافر جهود كثيرة، بداية من الأسرة بحيث تكون على وعي وقادرة على أن تبني شخصية أفرادها، وأن يكون هناك تواصل وحوار بين أفرادها، وليس ما نراه اليوم كل فرد من الأسرة يجلس في مكان منشغلا بهاتفه ووسائل التواصل.

وأرى أنه لابد من أن تعود الأسرة إلى التواصل معا، وأن تجتمع في مواعيد محددة لتناول الطعام وتبادل الحديث، وأن تكون هناك قيم أسرية تحافظ الأسرة عليها وتعلمها لأولادها.

ثم لابد من أن يكون هناك دور لدور العبادة سواء المسجد أو الكنيسة، ولا نهمل الدور المهم للمدارس والجامعات وكذلك وزارة الأوقاف، فلابد من أن يكون هناك تنسيق بين جميع هذه الجهات التي تتحدث في الدين، وتكون جهودا موحدة حتى تعطي النتيجة المرجوة، والاهتمام بما يقدم من برامج دينية يكون على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى المحلي.

ومن خلال التنسيق المشترك تُوضع خطط البرامج والقضايا التي يتم تناولها، ومن المهم جدا أن نعيد النظر فيما يقدم من دراما وبرامج منوعات؛ لأنه حتى هذه البرامج لابد أن تحتوي على رسالة وثقافة وتقدم بشكل جيد حتى يتقبلها المستمع ويتثقف ويرتقي، ولن يتم ذلك بجهودنا نحن، ولابد أن يعي كل من يعمل في المجال الإعلامي أن الإعلام رسالة.

جهود مشتركة لمواجهة التطرُّف

ومن جانبها تقول الدكتورة هالة يسري أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء: أعتقد أن أهمية هذه الدراسة تنبع من حالة التخبُّط المرتبطة بانتشار الأفكار الغريبة التي لا تتفق والدين في شيء، وظهور دراسة في هذا التوقيت مهمة لوضع برامج محددة يتشارك فيها علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي وقادة الفكر والرأي وعلماء الاجتماع والنفس وقادة محليون لوضع خطط تطبيقية لتوعية المجتمع بالأخلاقيات القويمة وصحيح الدين سواء الإسلامي أو المسيحي. لأن الاختراق للمجتمع الآن يأتي من دمج بعض الأفكارالمتطرفة في أفكار صحيحة، ويتم تفسيرها بطريقة خاطئة، وهذا ما يحدث حالة من اللبس والبلبلة في أفكار المجتمع وبخاصة الشباب؛ لذا وجب العمل الجمعي لمحاربة ما هو دخيل على مجتمعنا المصري المعتدل الذي يتسم الوسطية، ونشر المحبة بين كل مواطني المجتمع، مع التركيز على ضرورة الرجوع إلى المصادر الرسمية في أفكارنا ومعلوماتنا وتكوين الرؤى الصحيحة اعتمادا على مصادر المعلومات الرسمية، والخروج برسائل محددة متفق عليها من الجميع في إطار الأخلاقيات القويمة، ثم تدريب القادة المحليين (نساء ورجالا) على تقديم هذه الرسائل بشكل يتفق مع طبيعة المجتمعات المحلية وخصوصيتها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة