جمل كثيرة تتردد في مجتمعنا، ونظل ننادي بها وهي ليست صحيحة، وتعد تمييزا ضد المرأة، وتحتاج إلى إعادة تصحيح المفاهيم لدى المجتمع، لتأكيد المساواة بينها وبين الرجل، ومبادرة «احكي» تبنت عدة مفاهيم تنادي بتغييرها وعدم الاعتراف بها وترديدها كأنها مسلمات.
موضوعات مقترحة
من جمل البديهيات التي سنظل ننادي بتغييرها، وأنه يجب التوعية بخطورتها حتى لا يتم ترديدها والتعامل معها بأنها مسلمات في المجتمع «خلفة البنات مش هم للممات والبنات مش عبء ولا مشروع مشكلة».
من أكثر الجمل التي تتردد أن خلفة البنات هم وعبء، على الرغم من نجاح الكثيرات من السيدات في أهم المواقع القيادية وأحيانا يتفوقن على الرجال بالمواقع نفسها.
فترى نجلاء سالم أم لثلاث بنات «لديّ ثلاث بنات ولم أسع أبدا أنا أو زوجي إلى إنجاب ولد، فهن سندي وحياتي كلها، ويجب أن تتغير نظرة المجتمع بالفعل تماما تجاه خلفة البنات»، وترى «أن البعض يسعى إلى إنجاب ولد لضمان الحقوق في حالة وفاة الأب مثلا، لكن في العادي هناك بنات أكثر تحملا للمسئولية من الرجال».
«التربية مش للبنات بس الولاد كمان محتاجين يتربوا بنفس قواعد الغلط والصح».
من أكثر المفاهيم المنتشرة أن التربية شيء أساسي للبنت برغم أن المجتمع يضم الجنسين، فما الفائدة من تربية نصفه مثلا؟ فالتربية أساس للجنسين لضمان مجتمع أخلاقي متوازن.
فيقول محمد علي – أب لولد وبنت: «التربية تكون للولد والبنت طبعا، ويجب أن نهتم بتربية الأولاد وكيف يحترمون البنت ومعرفة الصح والغلط، فماذا يستفيد المجتمع بتربية البنات فقط، فالمجتمع به الذكور والإناث وكلاهما بحاجة إلى تربية، مضيفا أن الصح والغلط والحقوق والواجبات تطبق على الرجالة والستات من دون تمييز، ويرى أنه يجب تربية الجيل بأكمله على الصح والغلط حتى يستقيم المجتمع، وحملة (أخلاقنا الجميلة) من أهم الحملات.
«الست مش المفروض تستحمل العنف والاعتداء علشان المركب تمشي...المركب كده تغرق».
لا للعنف مفيش حاجة اسمها الست تستحمل الإهانة والعنف والاعتداء عشان تكمل، هذا بالتأكيد يؤثر على نفسيتها وتتحول إلى شخص غير منتج فتقبل الإهانة، وفقدانها لكرامتها وضع لا يمكن تشجيعه أو قبوله.
أميرة كمال ناشطة حقوقية بمؤسسة المرأة الجديدة ترى أن العنف ضد المرأة غير مقبول مهما كانت الظروف، فله آثار نفسية مدمرة، ولا يمكن تشجيعه تحت أي ظرف، وتضيف أن المؤسسة تستقبل العديد من شكاوى المرأة من العنف وبخاصة العنف المنزلي، ويجب التوعية بكيفية التعامل مع أي عنف تتعرض له المرأة ومحاربته بكل السبل؛ حتى لا يكون مجرد واقعة تقف عندها حياتها، بل تتجاوزها وتشجع غيرها على تجاوزها.
«مفيش حاجة اسمها تخصصات شغل حكر على رجالة أو ستات بس اللي بيحكم الخبرة والشطارة مش النوع»
«للرجال فقط» هناك بعض المهن التي ترفع هذا الشعار، ولكن المرأة أثبتت أنها قادرة على العمل بالكثير من المواقع الصعبة، وأغلب الوظائف تصلح للنساء والرجال، وليست حكرا على الرجال.
تقول حسناء علي تعمل سائقة تاكسي: إنها «واجهت بعض الانتقادات أثناء عملها في البداية، ولكن مع الوقت أصبحت أجد التشجيع والدعم، فلا يوجد مهنة في رأيي تقتصر على الرجال فقط، فالمرأة قادرة على أن تتفوق على الرجال ببعض المهن، وبرغم أي عقبات يكون لديها الحافز والقدرة على التحدى والتغلب علي أي مشكلات».
«الست إنسان كامل الأهلية وتقدر تاخد قراراتها بنفسها مش محتاجة وصاية»
التعامل مع المرأة كأنها غير أهل للثقة أو لا تتمكن من اتخاذ قراراتها بنفسها من أهم البديهيات التي يجب أن تتغير بالمجتمع، فالأم هي من تنظم حياة أبنائها، وتتخذ أهم القرارات في الحياة، فهي مدير حياة أبنائها ومنزلها، فكيف نصفها بأنها غير كاملة الأهلية؟.
تقول قمر عبد الله أم لثلاثة أطفال: «الأم هي التي تتخذ القرارات كافة بحياتهم، وقادرة على إدراة أمورهم، وهناك الكثيرات من الأمهات هن الأب والأم، فالأم أكيد ليست بحاجة إلى وصاية حتى تأخذ قرارات حياتها وحياة أبنائها».
«الشرف في العقل مش في الجسم واللبس»
البعض يلوم على الفتيات أن لبسهن هو سبب تعرضهن للتحرُّش، ولكن المؤكد أن اللبس هو حرية شخصية وليس معيارا للحكم على شرف البنات مطلقا، فترفض مروة فتحي محامية بجمعية درة أن اللبس ليس هو السبب الرئيس للتحرُّش أو معيار الحكم على البنت؛ لأن التحرُّش يكون في أماكن العمل وتعرض له حتى المنتقبات، فلا يمكن القاء اللوم على البنت، فهو سلوك منحرف من المتحرِّش، ولا يجب تحميل البنت هذا الخطأ.
وأخيرا فهناك الكثير من البديهيات التي تقلل من وضع المرأة وهي ليست أمرا صحيحا مطلقا، وعلينا التوعية بالمفاهيم الصحيحة، ودعم المرأة وليس إضعافها أو التعامل معها كأنها شخص ليس له أهمية؛ لأنها عمود المجتمع الذي لا يمكن الاستغناء عنه.