Close ad

"خطاب العرش" بالأردن.. تفويض دستوري للملك وإعلان بداية دورة عادية لمجلس الأمة

11-10-2023 | 17:51
 خطاب العرش  بالأردن تفويض دستوري للملك وإعلان بداية دورة عادية لمجلس الأمةالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني
أ ش أ

في كل عام مع انتهاء الأجازة البرلمانية في الأردن، تبدأ الأوساط السياسية والأردنية في انتظار خطاب للملك يتضمن أهم المستجدات السياسية والاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية كتقليدي أردني حسب الدستور والقانون.

موضوعات مقترحة

واليوم الأربعاء، ألقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خطاب العرش لعام 2023، وهو بداية وإعلان لافتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة والذي يتضمن مجلسي النواب والأعيان، فيما تمثل دورة أخيرة في هذا الفصل التشريعي ربما يعقبها انتخابات برلمانية على أسس حزبية ضمن المشروع التحديث السياسي والإداري والاقتصادي الذي أطلقه العاهل الأردني العام الماضي.

وخطابات العرش، تعد خطابات رسمية يفوض الملك بإلقائها بموجب الدستور الأردني، في افتتاح الدورات العادية لمجلس الأمة، وفيها يستعرض العاهل الأردني السياسات الوطنية ومرتكزات القضايا الحيوية الهامة في المنطقة.

وتتطرق خطابات العرش، حسب ما تم إلقاه خلال السنوات الماضية وأيضا ما تم إلقاه اليوم، إلى خطط التنمية والسياسات المحلية، داعية إلى التعاون بين جميع الأجهزة والسلطات الحكومية لتحقيق أهداف وطنية محددة، بما في ذلك، على سبيل المثال، المشاركة السياسية الموسعة والتي تنطلق حاليا من خطة التحديث التي أطلقها الملك عبدالله الثاني وتعمل عليها أجهزة الدولة الأردنية منذ عام وأكثر.

خطابات العرش عادة ما ترتكز على القيم الرئيسية المحورية والتطلعات الوطنية التي تنطلق من المبادئ التأسيسية للثورة العربية الكبرى، والالتزام الهاشمي الأردني بالأمة العربية، والأمة الإسلامية، والمجتمع الدولي، فيما يقدم مجلسا الأعيان والنواب ردهما الرسمي، كلاً على حدة، على كل خطاب للعرش، خلال أسبوعين من تاريخ بدء الدورة العادية لمجلس الأمة.

ووفق المادة 79 من الدستور الأردني، فإن الملك يفتتح الدورة العادية لمجلس الأمة بإلقاء خطاب العرش، ويمكن له بدلاً عن إلقاء الخطاب، أن يكلف دولة رئيس الوزراء بإلقائه، فيما لم يمارس هذا الحق إلا الملك الراحل عبدالله الأول ابن الحسين، الذي كلّف رئيس وزرائه بالقيام بهذا الواجب البروتوكولي في ست مناسبات، ما بين عامي 1929 و1947، ومنذ ذلك الحين، يقوم الملك الذي يتولى سدة الحكم بإلقاء خطابات العرش، وهو تقليد حافظ عليه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

وبعيدا عن المضمون الذي يكون عليه خطاب العرش وكل حسب الظروف الداخلية والمحلية والدولية، هناك زي خاص للعرش، يرتديه الملك في مناسبتين فقط، الأولى هي يوم الجلوس على العرش، والثانية هي مناسبة إلقاء خطاب العرش أمام مجلس الأمة.

ويتميز لباس العرش لدى الملك بالبساطة والجمال اللذين يعبران عن الفخامة والهيبة، ولباس العرش دائما هو مظهر سيادي للدولة، ويتفق مع الاستحقاقات الدستورية التي توضح مؤسسية الدولة ومنهجيتها في الحكم المؤسس على الدستور والذي يأتي في نص مادته الأولى: "أن نظام الحكم نيابي ملكي وراثي".

واليوم وخلال خطاب العرش لعام 2023، سيطر الوضع الإقليمي وخصوصا الأوضاع في غزة على خطاب العاهل الأردني، حيث أكد أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.

وأضاف قائلا "فلا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد، وستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا".

وأشار إلى أن موقف الأردن سيظل ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية، وسيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب.

وتحدث العاهل الأردني عن الأوضاع الداخلية حيث أكد أن هذه الدورة الأخيرة من عمر مجلس الأمة، الذي وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من مستقبل بلدنا، نستعد معها لفصل جديد من حياتنا السياسية، بعد التعديلات التي قمتم بإنجازها على التشريعات الناظمة للعمل الحزبي والبرلماني.

ولفت إلى أنه ومنذ ما يقرب ربع قرن ونحن على العهد، نسعى مع أبناء شعبنا لحماية مسيرتنا الديمقراطية. وها نحن نمضي بها بخطى جديدة وثابتة من البناء والتعزيز والتحديث، وسنواصل العمل من أجل الحفاظ على هذه المسيرة الممتدة منذ نشأة الدولة.

ونوه إلى أن العام المقبل، سيشهد إجراء الانتخابات النيابية، ونسعى أن تكون الأحزاب البرامجية جزءا أصيلا ورئيسا في نظامنا البرلماني، مؤكدا أن نجاح هذه المرحلة يعتمد على المشاركة الفاعلة من أبناء شعبنا وبناته، وتحمُّل كل طرف، مؤسسات وأفراد، مسؤولياته بروح وطنية عالية، لتعميق مسارنا الديمقراطي.

وشدد على أن الأردن قطع شوطا مهما على طريق تنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري. وأملي كبير أن تواصل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التعاون لدفع العملية إلى الأمام وعدم إعاقتها، لأن شعبنا يستحق مستقبلا أفضل.

مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان كان حاضرا لخطاب العرش الذي ألقاه اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وخلال ذلك كان التفاعل والاستماع بدقة هى السمة الرئيسة لدى أعضاء مجلسي النواب والأعيان الذين حضروا الخطاب وكانوا يستمعون لملك عبدالله الثاني، فيما كان هناك الحضور يؤكد على ما يقول العاهل الأردني وخصوصا فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة بالمنطقة محل تقدير واحترام للرؤية الملكية وذلك من خلال التصفيق الحار واستقبال كلمات الملك بتركيز ودقة وتحية.

ومنذ الصباح الباكر، كانت الإجراءات الأمنية بمحيط مقر مجلس الأمة والذي يقع في منطقة العبدلي وسط العاصمة عمان، فيما وصل العاهل الأردني إلى مقر المجلس عبر الموكب الأحمر وهو عبارة عن مجموعة من السيارات الملكية الحمراء من نوع "جيب" مفتوحة تحيط بسيارة الملك عبدالله منذ خروجها من القصر الملكي حتى تصل إلى مقر مجلس الأمة مع عدد كبير من الموتسكلات ذات اللون الأحمر أيضا وسط مجموعة من قوات الحرس الملكي.

وكانت قد صدرت الإرادة الملكية بإرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى تاريخ 11 أكتوبر الجاري ، كما صدرت الإرادة الملكية بدعوة مجلس الأمة إلى الاجتماع في دورته العادية اعتبارا من اليوم الأربعاء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة