الرئيس السيسي و«عون» يجددان التأكيد على موقف مصر ولبنان الداعم للقضية الفلسطينية | شركة سيارات صينية تعتزم ضخ 300 مليون دولار استثمارات في مصر | الرئيس السيسي: شددت على موقف مصر الثابت في دعم لبنان.. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة | الرئيس السيسي: زيارة الرئيس "عون" تؤكد عمق العلاقات "المصرية - اللبنانية" وصلابتها | رئيس جهاز دمياط الجديدة: تخصيص محال تجارية بجلسة مزاد علني.. وحملة على المخالفات | وزيرة التخطيط تُناقش تنفيذ المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد المصري المقدمة من الاتحاد الأوروبي | الرئيس السيسي ونظيره اللبناني يعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا | وفد من كلية الشرطة الرواندية وكبار الضباط الأفارقة يزورون المجلس القومي للمرأة| صور | أسوشيتيد برس: شعور بالعجز يُسيطر على عمال الإغاثة بينما يدفع الحصار الإسرائيلي غزة نحو المجاعة | كبير مستشاري "ترامب" يشيد بدور "محرم وشركاه" في دعم الاستثمار والتحول الرقمي بإفريقيا |

تنتصر حين تبادر

11-10-2023 | 17:42
الأهرام العربي نقلاً عن

حين تبادر مصر تنتصر. التاريخ يسجل هذا على جدران المعابد القديمة، تحفظها الرواية الشعبية، حدث مع الهكسوس، مع غزاة شعوب البحر، مع المغول، وفى ظهيرة السادس من أكتوبر من عام 1973.

بعد عام واحد يكتب المفكر الفذ جمال حمدان سفرا خالدا، تحت عنوان ”6 أكتوبر فى الإستراتيجية العالمية”، يشرح فيه عبقرية التخطيط والتنفيذ والنصر، يكشف فيه أن السادس من أكتوبر أضاف إلى كتاب فن الحرب فصلا مصريا خالصا.

يكتب الرجل هذه الوثيقة قبل أن تتلاشى بفعل عوامل التعرية السياسية، وكانت دماء الشهداء لا تزال ساخنة على رمال سيناء المصرية، وعلى هضبة الجولان السورية، وكانت لا تزال الحرب نفسها تدور بوسائل أخرى فى عواصم العالم الكبرى.

وكعادته يشرح ويفيض عن سيناء، قدس أقداس مصر، ومسرح العمليات الكبرى، يجعل منها قصيدة شعرية قادمة توًا من الشعر الجاهلى الفذ، تتشكل من الجغرافيا والتاريخ والبشر.

أما عن الحرب نفسها فيقول: “إن التاريخ سوف يسجل 6 أكتوبر كأخطر وأفعل، مثلما هو أعظم وأروع، تحول مؤثر فى تاريخ الصراع العربى - الإسرائيلى المفعم، وبالتالى فى تاريخ العرب جميعا، ومن ثم، ودون إفراط فى المبالغة، فى تاريخ العالم المرئى كله”.
هل كان حمدان يبالغ؟ لا..

كانت حربا مقدسة حقا، تخطيطا، وتنفيذا، ونصرا، وتنتمى إلى فصيلة الحروب الكبرى، فبرغم أن ميادينها ضيقة، وتدور بين قوتين صغيرتين عالميا، فإن تأثيراتها كانت تمتد إلى شتى بقاع العالم، فالقوى العظمى كانت تنخرط وتنغمس فى مسرح العمليات، وكانت لا تصدق أنه يمكن لمصر أن تجتاز ثلاثة موانع طبيعية رهيبة، قناة السويس، الساتر الترابى، خط بارليف، وتنجو، لكن مصر المبادرة تقدمت ونفذت دون تردد، فانتصرت انتصارا خالدا.

يقول حمدان: “الخلاصة، لقد كانت ملحمة اكتساح خط بارليف فى جوهرها صراعاً بين الشجاعة والمناعة، شجاعة المقاتل البحتة، ومناعة الأبراج المشيدة، مثلما كانت مواجهة بين فلسفة الخطوط الزاحفة المتحركة، ونظرية الخطوط المحصنة الثابتة، وفى الحالين تغلبت الأولى على الثانية: تغلبت الإرادة على الأرض والإنسان على السلاح، وأصحاب الأرض على الغاصبين. لقد جاءوا، رأوا، وانتصروا.. عبروا.. اكتسحوا.. وانطلقوا”.

معجزة 6 أكتوبر حسب حمدان، جعلت حلف الناتو يفكر، وجعلت حلف وارسو المنحل يتأمل، وجعلت مصانع السلاح تغير خطوط الإنتاج والأنواع، وجعلت استخدام سلاح على حساب آخر أمرا طبيعيا، كانت كما يقول حمدان أول فى كل شىء، فى المبادأة، والمفاجأة، والحرب الشاملة، والحرب الطويلة، وهى العناصر الأربعة التى خططت بها مصر خوض المعركة حتى النهاية، وجعلت العالم ينظر إلى العرب نظرة مختلفة، ولا تزال المعاهد الأكاديمية العسكرية المعتمدة تفحص إستراتيجية هذه الحرب إلى الآن.

كانت معركة لا تشبه أى معركة جرت فى التاريخ بين بلدين، هكذا يقول حمدان، فلا تقارن بحرب الكوريتين الشمالية والجنوبية، ولا بحرب فيتنام الأمريكية، ولا بحرب الهند وباكستان، ويمكن أن تقترب فى بعض ملامحها من بعض الحروب الكبرى فى الحرب العالمية الثانية، لكنها كانت من حيث استخدام الأسلحة المختلفة، والمواجهة المباشرة والعنصر البشرى لا مثيل لها على المسرح الدولى.

قبل نصف قرن جرت المعركة، وقبل نصف قرن كتب جمال حمدان كتابه العمدة، ولا يزال النصر صالحا للاحتفاء كأنه أمس القريب.

كلمات البحث