المولد الشريف والنصر العظيم

10-10-2023 | 16:42
الأهرام المسائي نقلاً عن

  • من حسن الطالع وجميل الأقدار تواكب حدثين جليلين وجميلين معاً هذا العام، هما ذكرى مولد النبي الكريم وذكرى نصر أكتوبر فمولد النبي كان فاتحة الخير لهذه الأمة وهو الذي أخرجها من الظلام إلى النور، ومن التمزق إلي الوحدة، ومن اليأس إلي التفاؤل، ومن الهزيمة إلي النصر، ومن الجاهلية إلي الإسلام، وكذلك حرب أكتوبر نقلت العرب جميعاً من الهزيمة واليأس والإحباط إلي قمة النصر والتفاؤل، تحية للنبي الكريم وصحبه الكرام وتحيه لأبطال وشهداء أكتوبر.

  • في 6 أكتوبر تم تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر، وسلاح المدرعات والطيران الإسرائيلي، تهاوت الطائرات والدبابات الإسرائيلية علي رمال سيناء، لم يعرفوا الجندي المصري بحق حينما يؤمن بربه ووطنه وقيادته ويتدرب جيداً.

  • كل شيء في 6 أكتوبر كان مختلفاً عن 5 يونيو، القيادة، التدريب، الإعلام العسكري، الإيمان واليقين، الترتيب والتخطيط، الانضباط.

  • لقد ظلت مصر أيام الحرب نظيفة عفيفة طاهرة من كل سوء، حتى الأخلاق بلغت الكمال فلم تسجل الشرطة محضراً واحداً، كل من شهد نصر أكتوبر وساهم فيه يعتبرها الحسنة العظمي في حياته والفخر الأكبر له.

  • 6 أكتوبر لحظ فارقة في تاريخ مصر، وهي التي جلبت الغني واليسر للخليج فقد كان برميل البترول بــ 4 دولارات فارتفع لأربعين، ونهضة الخليج الحديثة تعد بركة من بركات نصر أكتوبر، كادت الأمة العربية أن تموت فإذا بنصر أكتوبر يحييها من جديد.

  • يحكي الجندي السيد خليل من الإسكندرية، حينما جاء الشهيد إبراهيم الرفاعي لاصطحاب مجموعة من مجموعات صواريخ الموليتكا من قاعدة الصواريخ في ألماظة، تحركنا بالسيارات إلي منطقة الثغرة بالدفرسوار، كنت اركب خلفه مباشرة ونحن في الطريق وجد سيدة تبكي بحرقة ومعها بعض أغراضها فوقف لها فقالت إنني من الإسماعيلية وليست هناك سيارة تمر وكل السيارات رفضت ركوبها، فالحرب قائمة على أشدها، والطيران الحربي الإسرائيلي يدك المناطق المتاخمة، للإسماعيلية والمدفعية الإسرائيلية تدك مناطق الدفرسوار، فإذا بالشهيد إبراهيم الرفاعي يوقف قول السيارات وينزل من سيارته ويأمر إحدى السيارات العسكرية بإيصالها للإسماعيلية، وبعد وصولهم بأيام إلي منطقة الثغرة استشهد بطل الصاعقة العظيم إبراهيم الرفاعي الذي سطر بجهاده أنصع تاريخ عسكري مصري وعربي ، وكان يقول دوماً لجنوده"نحن نقاتل في سبيل الله" وكان يتمنى الشهادة ونالها، ويومها فرحت إسرائيل فرحة غامرة إذ كانت تعتبره العدو الأخطر عليها.

  • في ذكرى نصر أكتوبر تحية لأبطال وشهداء المعركة عامة وتحية خاصة للأبطال من أسرتي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر شقيقي وأستاذي الفاضل ومعلمي الأول الأستاذ /صلاح إبراهيم الذي عبر القناة ضمن تشكيلات  الدبابات البرمائية في الفرقة الثانية مشاة وأبلى بلاء حسناً وأصيب شرق القناة بعد إتمام العبور ودحر الهجمات المضادة الإسرائيلية وقضى سبع سنوات كاملة في الجيش.

  • وكذلك تحية إعزاز لابن خالتي الشهيد/ مراد سيد بطل المظلات والحاصل على نجمة سيناء وهو الثاني في بلدتنا الحاصل على هذا الوسام العسكري الرفيع مع الشهيد العظيم بطل كبريت المقدم/ إبراهيم عبد التواب.

  •  وهناك مدرسة في بلدتنا تحمل اسم الشهيد مراد، وتحية لأسرته الطيبة التي نفخر بها جميعاً.

  • وقد أصدرت وزارة الدفاع كتيباً خاصا عن بطولة الشهيد مراد اسمه "الحصان الأبيض الشهيد مراد سيد" ولدى الأسرة نسخة منه حتى الآن ويا ليت وزارة الدفاع تعيد طبع هذه الكتيبات وتوزعها على المكتبات العامة فقد سجلت معظم بطولات الحاصلين على نجمة سيناء في كتيبات جميلة، ولكنها غير موجودة الآن في أي مكتبة ومن أبطال أكتوبر من أسرتنا لاعب  ديروط الشهير عربي سيد والذي كان أفضل من يلعب دبل كيك أثناء المباريات.

  • كان شقيقي صلاح و أ/عربي سيد تابعين للفرقة الثانية مشاة وهي الاحتياطي الإستراتيجي للقيادة وعبر أ/ صلاح يوم 6 أكتوبر مع فوج الدبابات البرمائية، وعبر أ/عربي يوم 8 أكتوبر وكان ضمن فوج المدفعية المضادة للطائرات، وكلاهما أصيب شرق القناة.

  • والفرقة الثانية هي التي أسرت العقيد عساف ياجوري ودمرت لواءه المدرع ، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي ، وكان يقود الفرقة العميد/حسن أبو سعدة، الذي أسقطت فرقته في يوم واحد قرابة 14 طائرة إسرائيلية ، جرح الاثنان في أيام مختلفة ونقلوا إلى نفس المستشفى وزارتهم الأسرة ، والآن أصبح كل منهما على المعاش منذ فتره.

  • تحية لهم جميعاً، ولكل الأبطال والشهداء.


كلمات البحث
اقرأ أيضًا: