تشهد القضية الفلسطينية حاليا منعطفا هو الأخطر في تاريخها وهو ما تتضح ملامحه وتتكشف أبعاده بمؤشرات تشير إلى أن هناك مخططا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم حيث تحدث بعض الداعمين لهذا السيناريو من الإسرائيليين أن يتم تهجيرهم إلى سيناء وهو السيناريو الذي قوبل بالرفض والاستهجان المصري القاطع.
موضوعات مقترحة
ولعل تصريحات الرئيس السيسي اليوم كانت حاسمة اليوم حيث أكد أن أمن مصر القومي مسئوليته الأولي ولا تهاون أو تفريط فيه تحت أي ظرف وأعرب الرئيس، أن مصر تأمل في حل وتسوية القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضى إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية، ولن نسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.
مصر تجهض مخططا إسرائيليا خبيثا
وحول هذا المخطط الذي يسعى لتصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة بتهجير أصحابها وإجبارهم على تركها، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري هذا سيناريو قديم، منذ فترة حكم الإخوان لمصر، مؤكدا أن تصريحات الرئيس السيسي اليوم جاءت حاسمة وواضحة حين أكد أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.
وأشار فرج إلى أنه عندما استدعت بعض الأطراف الإسرائيلية هذا السيناريو القديم أمس، أجهضته الدولة المصرية بموقف حازم ولذلك تقدم الطرف المحتل باعتذار اليوم ونفي أي طرح من هذا القبيل.
أحداث غزة
ووصف اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الإستراتيجي، طوفان الأقصى بالنصر العظيم وقال إن المقاومة الفلسطينية حققته ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، في أحداث غير مسبوقة.
المقاومة الفلسطينية تفاجئ جيش الدفاع الإسرائيلي
وأضاف اللواء سمير فرج، أن المقاومة الفلسطينية فاجأت جيش الدفاع الإسرائيلي بعملية نوعية على أعلى مستوى، لم يكن لأحد أن يتوقعها، لافتًا إلى أنها اعتمدت أفكارا جديدة، وعناصر غير متوقعة، وتمكنت من تحقيق انتصار عظيم على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي أصبح، بحسب وصفه، في ورطة كبيرة أمام شعبه وقيادته.
وأشار اللواء سمير فرج، إلى أن إسرائيل ترد بضربات مدمرة ضد الشعب الفلسطيني، وتقتل الأبرياء من المدنيين وهي كلها ممارسات تتعارض مع القانون الدولي وترقى إلى جرائم حرب موضحا أن صمود أصحاب الأرض خلال الفترة القادمة سوف يفسد مخطط إسرائيل.
فخ إسرائيلي خبيث للوقيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري
بينما قال السفير حسين هريدي، إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر سيناريو قديم تروجه إسرائيل وأعوانها لخلق حالة عداء بين الشعبين المصري والفلسطيني. لأن مصر لن تقبل بذلك بل إن الشعب الفلسطيني يرفضه أيضا ويتمسك بأرضه
الفلسطينيون يدخلون الأراضي المحتلة والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة ضمن عملية طوفان الأقصى .
وحذر "هريدي" من هذا السيناريو الذي وصفه بالفخ الإسرائيلي الخبيث الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة للوقيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري، قائلًا:"لا ينبغي أن نقع في هذا الفخ".
وطالب السفير حسين هريدي، المجتمع الدولي بإعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني، على ضوء ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي أمس، بفرض حصار شامل على قطاع غزة، بمنع الطعام، والمياه، والغاز، وقطع الكهرباء عن 2.5 مليون عربي، ما بين مسلم ومسيحي، وألا يكون المجتمع الدولي أداة الصهيونية ضد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
استفزاز إسرائيل للقاهرة
وقال مساعد وزير الخارجية السابق، إن الحكومة الإسرائيلية تشن حربًا نفسية تريد بها الوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني بغرض استدراج مصر لإحكام الحصار على غزة، وهذا ما يجب أن نفطنه.
المقاومة والمحتل.. كر وفر حول استعادة الأرض
بينما يرى السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن "طوفان الأقصى" الذي تشهده الأراضي المحتلة، وأطلقه الفلسطينيون ضد المحتل الإسرائيلي، جاء ردًا من المقاومة الفلسطينية على الاعتداءات اليومية المستمرة من إسرائيل في الضفة الغربية واستمرار الحصار على غزة منذ عام 2007.
مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية
ويقول مساعد وزير الخارجية السابق، إن المقاومة الفلسطينية أثبتت أنها قادرة على مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وأنها قادرة على الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني، والدفاع عن تلك الحقوق، في وقت تراجع فيه الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، بحيث لم تصبح أولوية بالنسبة للقوى الكبرى، والدول الأوروبية.
السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق
الحرب الأوكرانية والتنكيل بالشعب الفلسطيني
يشير مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن العالم قد ذاب في أحداث وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، على حساب أمن الشعب الفلسطيني، واستقراره، ما جعل إسرائيل تنتهز هذه الفرصة للتنكيل بالشعب الفلسطيني، بشكل يومي، في ظل حكومة إسرائيلية وصفها "هريدي" بأنها أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفًا منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948، قائلًا: "المقاومة الفلسطينية مارست حقها المشروع في الدفاع عن الشعب الفلسطيني".
الاتحاد الأوروبي والانحياز للسياسة الأمريكية
وما أن بدأ الصراع بين الفلسطينيين الذين يقاومون انتهاكات إسرائيل اليومية لهم، والإسرائيليين الذين يمارسون هذه الانتهاكات في تحد صارخ لحقوق الإنسان إلا وعلّق الاتحاد الأوروبي جميع مساعداته للفلسطينيين، وأعلن تراجعه عن المشاريع المشتركة بسبب تصاعد الصراع مع إسرائيل.
تعليق الاتحاد الأوروبي للمساعدات الفلسطينية
وبعد نحو 5 ساعات تراجع الاتحاد الأوروبي عن تعليق مساعداته للفلسطينيين والتي تقدر بقيمة 691 مليون يورو (730 مليون دولار)، وهو ما وصفه السفير حسين هريدي، بالتراجع الناتج عن قرار متسرع، وغير مدروس، جاء دون التنسيق والتشاور المسبق مع الدول الأعضاء في الاتحاد، مما يؤكد انحياز المفوضية الأوروبية، وتبعيتها التامة، للسياسة الأمريكية.
اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي
قرار مصري شجاع
وأشار السفير حسين هريدي إلى الدور المصري في إرسال الدعم للشعب الفلسطيني في محنته وهو الدور النابع من قلب القاهرة تضامنًا مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، واصفًا هذا الدور بالقرار المصري الشجاع الذي يعكس وقوف وتضامن مصر مع الشعب الفلسطيني بل وكافة الشعوب العربية، في مواجهة أي شكل من أشكال العدوان.
الهلال الأحمر المصري
وقد سلم الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مجموعة من المساعدات الطبية الطارئة، عبر معبر رفح البرى كدفعة أولى من حزم المساعدات المقرر وصولها لغزة .
وجاءت هذه المساعدات من مصر، استجابة منها لتداعى الأحداث بقطاع غزة، وتعمل جمعية الهلال الأحمر المصري، مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، على مدار الساعة، للتنسيق والوقوف على الأحداث الجارية بالقطاع، وقد تم تسليم المساعدات.
كسر الحصار على غزة
وقال مساعد وزير الخارجية السابق، نتضامن مع الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقوف بوجه العدوان الإسرائيلي السافر، على الشعب الفلسطيني الأعزل، وعلى المجتمع الدولي التمسك بالمطالبة برفع الحصار الجائر على قطاع غزة، الذي ينتهك كافة الحقوق، وينبغي أن نمد يد العون بكل الأساليب الممكنة، حتى نساعد الشعب الفلسطيني في كسر هذا الحصار.