ما يخطط له الاحتلال الصهيوني بغزة الآن هو بمثابة المخطط الأخطر في القضية الفلسطينية، وما تفعله الجماعة المحظورة -الإخوان- من استغلال ذلك المخطط للزج بالدولة المصرية في الصراع الحالي هو بمثابة مخطط خبيث ينم عن مشاعر الحقد والغل تجاه الدولة وشعبها.
ارتفعت مساء أمس نبرة نزوح الإخوة الفلسطينيين إلى سيناء، وهناك دعوات واضحة بهذا الأمر، خاصة بعد أن أعلنت حكومة نتنياهو بانقطاع الكهرباء في قطاع غزة، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت أمس، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، وقال يوآف غالانت إن الحصار الجديد سيكون تاما "لا كهرباء. لا ماء. لا وقود"، وجاء قرار وزير الدفاع الإسرائيلي عقب جلسة تقييم في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش بمنطقة بئر السبع، وقال في بيان: "كل شيء سيكون مغلقًا.
الدعوات الخبيثة التى توجه لسكان قطاع غزة بالنزوح إلى سيناء هي محاولات للزج بالقضية الفلسطينية إلى منعطف خطير، وتفريغ للقضية الفلسطينية من مضمونها، وهو مخطط واضح لخدمة الاحتلال الصهيوني.
تصدير فكرة توطين أهالي غزة في سيناء سيناريو كارثي ليس في صالح القضية الفلسطينية، لأن من مصلحة الجانب الصهيوني تفريغ غزة من الشعب الفلسطيني، والسيطرة على القطاع بشكل كامل وضرب مشروع إقامة الدولة الفلسطينية وخلق وطن بديل لهم، تصدير تلك الفكرة ليس في صالح القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني.
وفي المقابل تشهد مصر منعطفًا هو الأخطر في تاريخها أمام ذلك المخطط الخبيث، فلا أحد يستطيع أن ينكر دور مصر تجاه الدولة الفلسطينية، ولا يسعني كتابة ما لعبته مصر تجاه هذه القضية في عدة سطور، لأن التاريخ والشعب الفلسطيني يعلم جيدًا ماذا فعلت مصر تجاه الدولة الفلسطينية، مصر قدمت وما زالت تقدم الكثير للدولة الفلسطينية.
وأنا لا أعتقد أن الشعب الفلسطيني الصامد سيقبل بتلك الفكرة التي يروج لها الخبثاء، بل على العكس سيتمسك بأرضه لآخر نفس في حياة آخر فلسطيني.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين دور المجتمع المدني تجاه ما يتم في غزة؟
فقد تسبب القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة في تدمير 6 مساجد، و3 مصارف و4 مدارس، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس، أن "طائرات الاحتلال دمرت بالكامل أربعة مساجد في مدينة غزة، ومسجداً في خان يونس، وآخر في بيت لاهيا".
وأشارت إلى أن القصف طال حتى اللحظة 3 مصارف في قطاع غزة، لافتة إلى "قصف طائرات الاحتلال أربع مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودمرتها تدميراً جزئياً".
وارتفعت، حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع، إلى 493 قتيلاً، و2751 جريحاً، إضافة إلى دمار كبير في المنازل والبنايات السكنية، والممتلكات، والبنية التحتية، وكل هذه الأرقام ستزيد خلال الساعات المقبلة.
الشعب المصري لا يقبل أن تستباح حدوده أو تستباح أرضه، وأيضا لا يقبل أن يترك الشعب الفلسطيني أرضه، وأن يتنازل عن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
[email protected]