ليست كما تعتقدون.. «العيوب الخلقية» لدى الأطفال شكلية لا تؤثر على القدرات العقلية لهم

10-10-2023 | 16:27
ليست كما تعتقدون ;العيوب الخلقية; لدى الأطفال شكلية لا تؤثر على القدرات العقلية لهمصورة أرشيفية
شيماء شعبان

تُعد العيوب الخِلقية في الوجه والأطراف من الحالات الشائعة نسبيا، وقد يقتصر حدوثها على جزء معين من الجسم، مثل الفم (الشَّفَة المشقوقة أو الحنك المشقوق) أو القدم (حنفُ القدم).

موضوعات مقترحة

أو قد تكون جزءًا من مُتلازمة وراثية لكثير من الشذوذات، مثل مُتلازمة تريتشر كولينز؛ حيث لا يقتصر تأثير العيوب الخِلقيَّة على الوجه، ولكنها قد تشتمل أجزاء أخرى كثيرة من الجسم أيضًا.

ويمكن أن تكون أسباب التشوهات الخلقية وراثية أو بيئية أو متعددة العوامل.. تشمل الأسباب الجينية للعيوب الخلقية الانحرافات الصبغية مثل تلك الموجودة في متلازمة داون وعيوب الجين المندلي المفرد.

في هذه الحالات، تحدث العيوب بسبب وجود عدد كبير جدًا من الكروموسومات أو قلة عددها، أو تنتج عن مشاكل هيكلية في الكروموسومات.

تشمل الأسباب الجينية أيضًا الوراثة السائدة؛ حيث يمر أحد الوالدين عبر جين واحد معيب، والوراثة المتنحية، حيث ينقل كلا الوالدين، اللذين لا يعانيان من المرض، جين المرض إلى الطفل، إن خطر حدوث عيوب خلقية وراثية يكون أكثر انتشارًا في حالات زواج الأقارب والنساء اللائي يلدن بعد سن 35 عامًا.

 

وبهذا الصدد، يقول الدكتور كرم علام، أستاذ جراحة التجميل، بجامعة سوهاج، لـ"بوابة الأهرام": دائما الانطباعات الأولى تؤثر بشكل كبير علي علاقتنا بالآخر، وهذه الانطباعات تتأثر بشكل كبير ببيئتنا الثقافية وأسلوب التنشئة، والوجه بوابة التواصل مع العالم الخارجي وكل انحراف بسيط عن المقاييس الطبيعية يمكن ملاحظته بسرعة شديدة إذا وضعت هذه النقاط جنبا إلى جنب يمكننا أن نتصور حالة الطفل المولود باختلاف في شكل الوجه أو الرأس عند دخوله المدرسة مع أقرانه من الأطفال الذين لم يشاهدوا وجه يمل علامات الاختلاف من قبل، ربما باستثناء ما شاهدوه في القصص وأفلام الكرتون وكلها في إطار سلبي يشوه النظرة لأصحاب الوجوه المختلفة؛ مما ينبئ عن توقع لما سيتعرض له الطفل المختلف تكوينيا من تنمر ومضايقات وتساؤل عن ضرورة وجود ثقافة منزلية لدي كل أسرة لتهيئة أطفالهم للتعامل مع المختلفين تكوينيا وشكليا وحصص أولية في المدارس تظهر أهمية تقبل الآخر المختلف تكوينيا وتحذر من كل أشكال التنمر.

 

علامات غير مألوفة للعين

وتابع: الاختلافات الخلقية والتكوينية عبارة عن علامات غير مألوفة للعين على الوجه والرأس خصوصا وأشهر أسبابها العيوب الخلقية والتي قد ترسخ في نفوس الأطفال الشعور شعور بالخجل والرغبة في الانطواء، ولأن الإنسان عدو ما يجهل فتعريف المجتمع بطبيعة هذه الاختلافات الخلقية يساعد بشكل كبير في القدرة علي تقبل المختلفين والاندماج معهم، في مسار إنساني يسير بالتوازي مع المسار الطبي المتمثل في التدخلات الطبية العلاجية والجراحية لإزالة قناع التشوهات وإظهار جمال الوجه حتى يشعر الصغير والمجتمع حوله بأنه إنسان طبيعي وصورته ويستطيع تكوين صداقات دون خجل ولا يتعرض للتنمر.

 

مراحل علاجية

وأضاف، تزداد أهمية هذا إذا علمنا أن الكثير من الاختلافات الخلقية تحتاج إلى مراحل علاجية مرتبطة بمراحل في نمو الوجه قد تمتد إلى سنوات الدراسة ولا يمكن إزالتها بشكل كامل قبل دخول الطفل للمدرسة، موضحًا من أشهر هذه الاختلافات الخلقية الموجودة في مصر مثل باقي العالم- وربما معدلاته أكثر حدوثا- "الشفة الأرنبية، وشق سقف الحلق، والالتحام المبكر لعظام الجمجمة، وتغير شكل الجمجمة، والوحمات الدموية والصبغية وضمور نصف الوجه والعيوب الخلقية للأذن وغيرها".

 

تطور التقنيات الجراحية

ولفت إلى أن الأمر المبشّر في الحديث عنها هو أن التقنيات الجراحية تتطور بشكل كبير بحيث تعطي نتائج شكلية ووظيفية أفضل، ولكن هناك حالات معقدة ربما يكون التعامل معها أصعب وتحتاج إلى وقت طويل ومراحل متعددة، مؤكدًا على استهداف عملية العلاج الكلية في الخطوة الأولى الأسرة والأم بالأساس؛ حيث إن بعض الأمهات تفقد القدرة علي التواصل مع الطفل إذا كان التشوه كبيرا.


الدكتور كرم علام

التشوهات الخلقية في معظمها شكلية

وأوضح أستاذ جراحة التجميل، أن التشوهات الخلقية في معظمها شكلية لا تؤثر علي القدرات العقلية للطفل ولا يجعله مصدر خطر علي الطفل الجالس إلى جواره في المدرسة ولا تؤثر أيضا علي ذكاء الطفل وقدرته علي الفهم والتحصيل ولا تحتاج إلى إخراجه من فصول التعليم العادية.

وأكد علام أن العمليات الجراحية تزيل الغالبية العظمى من هذه التشوهات وتعيد الأمل إلى قلوب الأطفال والأسر في أعمار مبكرة تبدأ من الشهور الأولى لحياة الطفل كما في عمليات شق الحلق والشفة الأرنبية وإصلاح تشوهات الجمجمة واستئصال بعض الرحمات جراحيا وعلاج بعضها بالعقاقير أو الليزر في فترات مبكرة من العمر.


صورة ارشيفية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة