Close ad

طمى النيل في جوفه الذهب ساكن.. ولكن.. 140 مليون طن مشبعة بالمعادن النفيسة رهن التجميد

10-10-2023 | 11:08
طمى النيل في جوفه الذهب ساكن ولكن  مليون طن مشبعة بالمعادن النفيسة رهن التجميد طمى النيل
محمد عبد الكريم
الأهرام التعاوني نقلاً عن

سدود الجوار تحجب 90 % من الرواسب الطينية القادمة إلى بحيرة ناصر

موضوعات مقترحة
توجيهات رئاسية بدراسة سبل استغلاله فى التنمية الزراعية
الكميات تكفى لاستصلاح الصحراء الشرقية.. وضعف الإمكانات يهدد استثمارها
روافد النيل العملاقة تستحوذ على كامل الحصة الطميية
80 % من طمى النيل ببحيرة النوبة و20 % خلف السد العالى
الذهب والمنجنيز والفوسفات يحملها طمى النيل إلى مصر

اختلفت الآراء بين عدد من الجهات البحثية، حول أثر السد العالى فى حرمان الأراضى الزراعية من الطمى الخصب منذ إنشائه مع بداية الستينيات، بالرغم من الاتفاق على دور السد فى حماية مصر من الفيضانات الضخمة، والاستفادة من مياه السد وخزان اسوان وبحيرة ناصر خلال سنوات الجفاف، او ضعف مياه الفيضان. وأكد الخبراء ان الكميات الأكبر من الطمى تتواجد فى الأراضى السودانية بقاع بحيرة ناصر حيث يطلق عليها السودانيون «بحيرة النوبة» لأنها تمتد بمساحة 150 كيلو داخل اراضيهم، بخلاف الكمية المتراكمة خلف السد العالى والتى تصل لـ 140 مليون طن، يمكنها تغيير خريطة الأصناف الزراعية ومضاعفة انتاجيتها فى اراضى الدلتا، بخلاف التوسع فى الزراعات الصحراوية التى تحتاج لكميات كبيرة من المخصبات الزراعية والمعادن وهى التى تتوافر بنسب كبيرة فى طمى النيل الذى يأتى إلى مصر عبر ثلاث روافد رئيسية هى النيل الأزرق القادم من اثيوبيا ويحمل 70 % من طمى النيل بإجمالى 136 مليون طن، ونهر عطبرة ويحمل 25 % من الطمى بإجمالى 40 مليون طن، ونهر السوباط او النهر الأبيض القادم من غرب اثيوبيا ويحمل نحو 5 % من الطمى القادم إلى بحيرة السد العالى عندما يلتقى الثلاث روافد فى النيل الموحد عند الحدود السودانية المصرية.

«الأهرام التعاونى» يكشف اراء الخبراء والجهات البحثية فى كيفية الاستفادة من طمى النيل المتراكم خلف السد العالى بقاع بحيرة ناصر لحماية اراضى الدلتا، والتوسع فى الزراعات الجديدة، بخلاف استخراج العديد من المعادن اهمها الذهب والمنجنيز.

وكشف الدكتور احمد فوزى دياب، خبير ادارة المشروعات بالأمم المتحدة واستاذ الموارد المائية، ان كميات الطمى المحتجزة ببحيرة السد العالى تتعدى الـ 140 مليون طن، وهى تكفى لزراعة الصحراء الشرقية بنظام «زراعات الأورجانيك»، بخلاف استخراج المعادن الثمينة واهمها الذهب والمنجنيز والفوسفات وغيرها، لافتا إلى ان الاتحاد الاوروبى يدرس مشروع لتحقيق الاستفادة من طمى النيل، خاصة بعد زيادة المؤشرات التى تؤكد وجود كميات كبيرة من الذهب وبعض المعادن الثمينة فى مكوناته، بخلاف الفائدة الاقتصادية من استصلاح الأراضى الصحراوية

طمى ناصر

وأشار خبير الموارد المائية الى وجود كميات كبيرة من الطمى الناتج عن الفيضانات فى بحيرة السد، «بحيرة ناصر» وليس خلف السد، التى تبعد عن السد بحوالى 400 كم والكميات الكبيرة من الطمى متراكمة اكثر فى الأراضى السودانية بقاع بحيرة النوبة وهى جزء من بحيرة ناصر وتقدر مساحتها بنحو 150 كيلو متر، لافتا إلى أن بعض الجهات البحثية العالمية اجريت العديد من الابحاث والدراسات للاستفادة من كميات الطمى الموجودة ببحيرة السد، إلا ان تكلفة عملية النقل والتكريك من اكبر العقبات لتنفيذ هذه الدراسات، مطالبا بضرورة البدء فى مشروع قومى لدراسة افضل سبل الاستفادة من طمى النيل، خاصة ان الكميات المخزنة قادرة على دعم مشروعات استصلاح وزراعة الصحراء الشرقية، بخلاف قدرتها على اعادة طبيعة التربة بأراضى الدلتا وزيادة انتاجيتها من المحاصيل الزراعية.

إصلاح تربة الدلتا

أكد الدكتور احمد فوزى دياب الخبير بالأمم المتحدة، انه حتى الان لم نحقق اى استفادة من الطمى المحجوز بقاع بحيرة ناصر خلف السد العالى سواء فى الجانب المصرى او السودانى، رغم اثر استثمار الطمى فى قطاعات الزراعة والتعدين خاصة بالنسبة لإصلاح واعادة تهيئة التربة بأراضى الدلتا بخلاف استخراج الذهب وبعض المعادن الأخرى، لافتا إلى ان الدولة تدرس مشروع مقدم من الاتحاد الأوروبى للاستفادة من طمى النيل فى استصلاح الاراضى الصحراوية ودعم مشروعات التنمية الزراعية.

مشروعات اقتصادية

وعلى صعيد متصل، أضافت الدكتورة هدى الملاح مدير عام المركز الدولى للدراسات الاقتصادية، أن أعمال المسح الدورى التى تقوم بها الدولة سنويا أكدت أن معظم كميات الطمى المترسبة لا تتواجد خلف السد العالى بشكل مباشر، بل تتواجد فى قاع بحيرة ناصر بكميات كبيرة اغلبها فى بدايات البحيرة بالأراضى السودانية، وتصل نسبتها إلى 82 % اما الطمى الموجود فى نفس البحيرة داخل مصر فيقترب من الـ 20 % ويوجد على اعماق كبيرة يصعب على الكراكات العملاقة الوصول اليها، مشيرة إلى ان جهات علمية كثيرة من اوروبا واليابان تقدمت بمشروعات لأستغلال طمى النيل واستخراجه بعد ثبات جدواه الأقتصادية وكان اشهرها العرض اليابانى الذى كان بنظام الشراكة مع مصر بنسبة 50 %، خاصة ان الأبحاث اثبتت احتواء الطمى على المعادن الثمينة والذهب والماس والرمال السوداء، وبالطبع رفضت مصر المشروع برمته، لحقها الكامل فى حصتها من الطمى دون التفريط فيه او بيع جزء منه، وبحث افضل طرق الأستفادة الأقتصادية منه لدعم التنمية الزراعية

ارتفاع التكاليف

وشددت خبيرة الاقتصاد على ان الدراسات العلمية لمشروعات استخراج الطمى من قاع بحيرة ناصر أثبتت ارتفاع تكاليفه خاصة مع صعوبة جلب الكراكات العملاقة القادرة على انتشالة من قاع بحيرة ناصر، بالرغم من عوائد المشروع الخيالية خاصة بعد ثبات احتوائه على المعادن الثمينة مثل الذهب، بخلاف قدرته على اعادة تخصيب اراضى الدلتا القديمة ودعم عمليات استصلاح الاراضى الصحراوية.

مشروع قومى للطمى

واشارت الدكتورة هدى إلى ان دراسات الجدوى الاقتصادية أثبتت حجم الاستفادة الهائلة لمصر عند نجاح استخراج طمى النيل وهو ما اكدته صور الأقمار الصناعية، حيث تبين احتوائه على نوعية من الذهب، ولذلك تقدم العالم المصرى الدكتور محمد على حسن أستاذ النانو بالجامعة اليابانية بدراسة جديدة لمصر لمقترح إنشاء قطار لنقل الطمى بعد استخراجه بجانب إنشاء شركة مصرية للتكريك تنحصر مهمتها فى استخراج الطمى خاصة بعد الخبرة التى اكتسبها المصريون عقب نجاح انشاء قناة السويس الجديدة وتعميقها بالحد الذى سمح بعبور اضخم سفينة تجارية فى العالم، بخلاف، إنشاء خط أنابيب لنقل المياه المشبعة بالطمى من بحيرة توشكى لمنخفض القطارة.

توجيهات رئاسية
ونوهت الدكتورة هدى، إلى انه خلال شهر أغسطس الماضى وهو الموعد السنوى لموسم فيضان النيل قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى اعادة دراسة المشروع من جديد بأسلوب علمى ووضعه فى اطار المشروعات القومية لأسخراج الطمى من بحيرة ناصر واستغلاله فى مشروعات التنمية الزراعية، بجانب تخفيف الضغط على جسم السد العالى، وزيادة السعة التخزينية لبحيرة ناصر من مياة الفيضان الموسمية، مشيرة إلى عمل دراسات جدوى لفصل المعادن الثمينة واستخراجها من الطمى.

مصنع للتعبئة

واضافت مدير عام المركز الدولى للدرسات الأقتصادية ان الدولة تدرس افكارا لمشروعات تخدم الاستثمار فى طمى النيل عند النجاح فى استخراجه الذى يعتمد على خبرة المصريين فى استخدام الكراكات العملاقة، ومنها التغلب على ارتفاع تكاليف استخراج الطمى بإنشاء مصنع لفصل مكوناته وتعبئته بحسب نوعية النشاط المستخدم فيه سواء كمخصب للأراضى الزراعية، او تجهيزة لاستخراج المعادن الثمينة منه مثل الذهب والفوسفات والمنجنيز وغيرها، مشيرة إلى ان بعض الأفكار طرحت لاستغلال طمى النيل فى تحسين خواص التربة بأراضى توشكى لأنها الأقرب، اما النقل للصحراء الشرقية او الغربية او محافظات الدلتا فقد يرفع تكلفته بالرغم من انه قادر على دعم اراضى الدلتا وزيادة انتاجية محاصيلها.

140 مليون طن من الطمى

واوضح الدكتور نادر نور الدين استاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، والخبير الاستراتيجى بالجمعية العمومية لمنظمة الفاو، ان نجاح المشروع القومى بتوسعة وازدواجية قناة السويس باستخدام كراكات عملاقة، جعل العديد من الباحثين يفكرون فى استخدامها فى عمليات استخراج طمى النيل من قاع بحيرة ناصر، حيث تتعدى كميات الطمى المحتجزة 140 مليون طن يمكنها بالفعل اصلاح تربة اراضى الدلتا، لزيادة انتاجية المحاصيل الزراعية خاصة القمح والأرز والذرة الصفراء، مع ضبط معدل اراضى الدلتا التى بدأت تنخفض بشكل ملموس مما يهدد بارتفاع مياه النهر. 

منابع النيل الثلاثة

وكشف استاذ الموارد المائية، ان طمى النيل بشكل رئيسى من 3 منابع رئيسية الأول من شرق اثيوبيا عبر النيل الأزرق والذى يعد الرافد الأعظم لمياه النهر ويحمل نحو 70% من إجمالى طمى النيل، وتقدر عند خروجها من الأراضى الإثيوبية بـ 136.5 مليون طن سنويا، ثم يأتى الرافد الثانى وهو نهر عطبرة الذى ينبع من شمال إثيوبيا فى الحدود مع اريتريا ويحمل نحو 25% من إجمالى طمى النيل بنسبة تصل لـ 40 مليون طن سنويا، وكلا الرافدان يصبان فى النيل الموحد فى تلك المسافة بين الخرطوم والحدود المصرية، بينما يشارك الرافد الثالث للنيل من المنابع الحبشية وهو نهر السوباط الذى يخرج من الحدود الجنوبية الغربية لإثيوبيا ويصب فى النيل الأبيض بالقرب من حدود السودان الجنوبية ويحمل نسبة 5% من طمى النيل، وسمى بالنهر الأبيض لطبيعة الطمة المميزة لهذا الرافد المائى، ويتبقى بعد الـ 3 روافد الكبرى بحيرات صغيرة لا تشكل قدرا كبيرا فى نقل الطمى، حيث لا تذكر بها اى كميات كبيره مثل بحيرات فيكتوريا وكيوجا .

طمى بحيرة النوبة

وأشار الدكتور نادر نور الدين إلى ان معظم كميات الطمى بنسبة تصل لـ 82 % تتركز فى بحيرة ناصر فى الأراضى السودانية وهى المساحة التى يطلقون عليها بحيرة النوبة، وتصل مساحة بحيرة السد بين مصر والسودان لمساحة 500 كيلو متر منها 350 كيلو فى الأراضى المصرية و150 كيلو فى الأراضى السودانية وهى التى يكثر بها نسبة الطمى المتراكم فى القاع، لافتا إلى ان بحيرة النوبة مياه ساكنة وهى المصب الحقيقى لمياه الفيضان، وتصرف مصر يوميا من 170 إلى 220 مليون متر مكعب فى الأغراض المنزلية والزراعية والصناعية، ومن الصعب زيادتها خشية تعرض جزر النهر للغرق.

مسار مياه النيل

 وكشف خبير الموارد المائية وعضو منظمة الفاو، مسار نهر النيل حاملا الطمى المخصب، حيث يأتى سريعا من تأثير الفيضان عبر رافدى النيل الأزرق وعطبرة ليصل إلى مدخل بحيرة السد فى الأراضى السودانية، وهى «بحيرة النوبه» ومساحتها 150 كلم، فيقع الصدام بين المياه الهادرة بقوة الفيضان، وبين المياه الساكنة فى البحيرة التى تستوعب قوة مياه النهر المحملة بالطمى مخلفة دوامات متتالية، حيث يسقط على اثرها معظم الطمى المخصب فى القاع ويترسب ببطء، لافتا إلى انه مع الوقت ينتقل الطمى من بدايات البحيرة إلى اخرها داخل لأراضى المصرية وهى «بحيرة ناصر» بمساحة 350 كلم، ولكن بكميات قليلة من الطمى تصل لـ 20 % من اجمالى الطمى القادم من روافد النهر الثلاثة، وهذا ما اكدته صور الأقمار الصناعية الملتقطة خلال السنوات الأخيرة، حيث اتضح بداية تكون دلتا جديدة للنهر قبيل التقاء النيل الموحد ببحيرة النوبة داخل السودان بسبب تراكم الطمى الذى يصل لـ 190 مليون طن سنويا

أزمة السدود

وأضاف خبير الموارد المائية ان الدراسات والبحوث اكدت انه سيتم حجز ما يقرب من 90% من طمى النيل الازرق والذ يصل لـ 136.5 مليون طن، بخلاف سد مروى بالسودان، مما سينتهى معه وصول الطمى المخصب إلى بحيرة ناصر خلف السد العالى، لافتا إلى ان معظم كميات الطمى تترسب فى بحيرة النوبة بالأراضى السودانية ومساحتها تصل لـ 150 كلم والجزء المصرى منها هى بحيرة ناصر ومساحتها 350 كلم.

كراكات قناة السويس

ويشدد الدكتور نادر نور الدين على امكانية استخراج الطمى بأسلوب اكثر سهولة من بحيرة النوبة، وذلك بالتنسيق مع الجانب السودانى، حيث ان حصة مصر من مياه الفيضان تقدر بـ 55.5 مليار متر مكعب، وحصة السودان تصل لـ 18.5 مليار متر مكعب، وهى نسبة 3 إلى 1، الأمر الذى يؤكد حق مصر فى طمى بحيرة ناصر سواء فى بدايتها او نهايتها، رغم صعوبة استخدام الكراكات العملاقة التى عملت فى توسعة وتعميق قناة السويس للعمل فى بحيرة السد، بسبب عمق مياه بحيرة ناصر الذى يصل لـ 590 قدما وهو ما يساوى 180 مترا، بينما لا يتعدى عمق قناة السويس عن 66 قدما بما يساوى 24 مترا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة