شهد قطاع النقل، أولوية كبرى لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير منظومة النقل والطرق، في سبيل الاعتماد على الطاقة الخضراء النظيفة، وتوطين صناعات مكونات النقل محليا، فضلًا عن التوسع في التعاون المشترك مع القطاع الخاص والخبرات الدولية في مجالات النقل، وذلك بهدف الحرص على توفير أفضل وسائل الراحة والأمان في وسائل النقل خاصة مع النقل الجماعي، وملاءمتها للشكل الحضاري للجمهورية الجديدة.
موضوعات مقترحة
ونجد دائمًا متابعة من الرئيس السيسي باستمرار للموقف التنفيذي وسير العمل بمشروعات النقل الجديدة التي تعمل بالطاقة الخضراء النظيفة للحفاظ على البيئة والتي تتسم بالاستدامة، بهدف الحد من التلوث وترشيد الطاقة وتقليل الحوادث وتحسين الصحة العامة.
اتفاقيات لتوطين الصناعة المحلية لوسائل النقل النظيفة
في البداية يقول الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية: تولي القيادة السياسية اهتماما أكثر باستخدام الطاقة النظيفة في وسائل النقل، ومن أجل ذلك جاء الاهتمام المستمر بعمل اتفاقيات مع بعض الجهات ما بين الصين والإنتاج الحربي وهيئة التصنيع بهدف توطين الصناعة المحلية في مصر.
الدكتور رشاد عبده
وتستهدف إقامة مشروعات النقل النظيف التي يهتم بها الرئيس السيسي ربط التجمعات العمرانية والأحياء السكنية في القاهرة الكبرى، وكذلك على مستوى محافظات الجمهورية، وهي وسائل النقل الحديثة المتمثلة في القطار الكهربائي السريع، وقطار المونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف LRT، والأتوبيس الترددي السريع BRT الذي سيعمل بالطريق الدائري، بالإضافة إلى التوسعات والخطوط الجديدة الخاصة بمترو الأنفاق، وتمهيد كافة الطرق والكباري بالإضافة إلى الاهتمام بنظم التشغيل والكوادر الفنية التي ستعمل على إدارة هذه المنظومة، حتى يتم تأهيلها علميًا لمواكبة الحداثة والتطور الذي تتسم بها التكنولوجيا المستخدمة في إطارها، كما وجه الرئيس السيسي بتعزيز التعاون مع الشركات من القطاع الخاص لذلك الغرض بداية بمراحل التجميع وصولًا إلى التصنيع المتكامل.
ويستطرد: إن الاتجاه نحو استخدام وسائل النقل من خلال الطاقة النظيفة، يتماشى مع التوجه العالمي في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتحول الأخضر، وذلك نظرًا لمردودها الإيجابي الهام على الدولة والمواطنين اقتصاديًا وبيئيًا وصحيًا، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص إلى جانب نشر البنية الأساسية لمحطات الشحن الكهربائي للسيارات على أوسع نطاق على مستوى الجمهورية، بما فيها محطات الشحن متناهية السرعة، ومن خلال هذه الشراكة تم إنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي 3 خطوط يبلغ طولها حوالي 2000 كم على مستوى الجمهورية.
ومن أجل تشغيل القطار الكهربائي تم التعاون بين وزارة النقل وشركة سكك حديد ألمانيا، لتشغيل وإدارة منظومة القطار الكهربائي السريع بخطوطه الثلاثة، بالإضافة إلى شريك وطني من القطاع الخاص، كما يتم الاهتمام بأن تتولى الشركة الألمانية تأهيل وتدريب المهندسين والفنيين، لامتلاكها الخبرة في مجال نظم الإدارة والتشغيل والتي تتسم بالحوكمة الدقيقة.
ويقول الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن وسائل النقل النظيف في مصر هي سمة العصر بخاصة أن العالم يتجه لها، وفي هذا الشأن مصر نظمت مؤتمر المناخ 27، وبالتالي مصر حصلت على منح جيدة لكي تتحول إلى الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى أن العالم يعتبر ثروة كبيرة في هذا المجال.
وبالفعل مصر تستعد لهذه المرحلة الجديدة نظرا لأن محطات الطاقة جميعها من السولار وهو ملوث للبيئة كما أنها تستهلك أموالا كثيرة، أما الطاقة النظيفة فهي تنقسم إلى جزءين، جزء أساسي منها مرتبط بالتكلفة والمال، والجزء الآخر مرتبط بصحة الإنسان وتكلفة علاج ضخمة نتيجة التلوث وهذا ما تخلصنا منه الطاقة النظيفة، ولذلك عندما عقدت مصر مؤتمر المناخ توصلنا إلى مبالغ وصلت 80 مليار دولار، لكي نستثمر في استثمارات الطاقة النظيفة وهذه معظمها منح وهذه المنح قد استفدنا منها لأنها تخدمنا وتخدم العالم، لأنها تساعد على تصدير طاقة بلا تلوث ومعها تزدهر الاقتصاديات، لأننا حصلنا على منح وقروض بتكلفة منخفضة، ونفذنا مشروعات سيتم تصديرها في صورة طاقة للعالم مما يساعد على دخول عملة صعبة.
ويكمل: نتيجة الملوثات والإصابة بالفشل الكلوي وجه رئيس الجمهورية بتنفيذ برنامج 100 مليون صحة، ومن هنا تأتي أهمية استخدام الطاقة النظيفة التي تمنع وجود كل هذه الأزمات والأمراض، وبالتالي يتم التوفير في تكلفة الجانب الصحي الذي يتم استيراد جزء منه من الخارج، مما يجعلنا نحتاج عملة صعبة، لكن عندما نستخدم الطاقة النظيفة سنوفر هذه العملة الصعبة التي يمكن توجيهها للشعب المصري في صورة السلع الأساسية والغذائية ومستلزمات الإنتاج.
خطة الدولة لتكثيف استخدام وسائل النقل النظيفة
ويرى اللواء سعيد طعيمة مدير الإدارة العامة للمرور سابقا، أن وسائل النقل الذكية في الفترة الحالية تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة المتنوعة، ونجد أن خطة الدولة الآن هي استخدام الطاقة النظيفة والكهرباء، بدلا من المواد البترولية حتى تصبح مصر في مصاف الدول في استخدام الكهرباء في وسائل المواصلات، وهذا سيؤثر تأثيرا كبيرا جدا على المناخ وسيؤثر أيضا على تقييم الدول الأجنبية لمصر.
اللواء سعيد طعيمه
كما أن حركة المرور إن لم يتح لها بدائل وتوفير وسائل نقل جماعية مثل المترو والقطارات الكهربائية التي تعتمد على الكهرباء والطاقة النظيفة، سيصبح صعبا في المرور، ولكن بعض أنواع النقل لكي يتم تنفيذها للسير في الطرق يجب أن تخصص لها حارات على الطرق مثل الأتوبيس الترددي، فمثل هذه الأتوبيسات تساعد الفرد على معرفة ميعاد وجود الأتوبيس ومدة بقائه في الطريق ومتى يصل لوجهته وهذه ميزة للمواصلات الكهربائية، وهذا ما يحتاجه السائح عند الوجود في مصر، وهو أن يعرف الوقت الذي يحتاجه للوصول إلى مكان ما في خلال وقت محدد، حيث إن المترو وحده لم يعد كافيا لتحقيق ذلك للجميع، لذلك يتم التوسع في جميع الأنواع المواصلات التي تعمل بالكهرباء، وبذلك تصبح مصر لها شأن أمام العالم الخارجي، لذلك فهي تأخذ بالتطور الموجود في هذا المجال.
الاهتمام بتطوير الموانئ
ويقول اللواء سعيد طعيمة: تولي القيادة السياسية اهتماما كبيرا بالموانئ والموقف التنفيذي لمشروعات ميناء الإسكندرية الكبير الذي يضم (ميناء الدخيلة، وميناء المكس الأوسط، وميناء الإسكندرية الرئيسي)، وما يتعلق بساحات البضائع العامة، والبوابات، وساحات الحاويات، والمنظومة اللوجيستية الخاصة بالميناء والأرصفة البحرية، مع الاهتمام بدراسة الاستعانة بالخبرات العالمية في الإدارة والتشغيل، لتطوير الأداء وتعظيم الناتج لصالح عملية التنمية الشاملة.
ويتوالى الاهتمام حيث يتم التركيز على عملية استكمال وتطوير ميناء السخنة، وإنشاء المناطق اللوجستية بالميناء والساحات الجديدة، وأعمال تطوير ميناء دمياط؛ خاصة ما يتعلق بحواجز الأمواج والممر الملاحي والتكريك، وكذلك الموقف التنفيذي للمحاور الجديدة الإضافية الجاري إنشائها على النيل، خاصةً ما يتعلق بمحاور بديل خزان أسوان، وديروط، وطما، حيث إنها تُعد وسيلة آمنة فيما يتعلق بسلاسة تنقل الأفراد، وتعد كذلك مردودًا اقتصاديًا يتمثل في تسهيل عملية التجارة وعبور الشاحنات، ويجري على قدم وساق الموقف التنفيذي لمراحلها الإنشائية، والمراحل المستقبلية لمختلف المشروعات، فضلًا عن توفير الموارد التمويلية.
كما يهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتماد مشروعات وزارة النقل على المكونات المصنعة محليًا والمطابقة للمواصفات العالمية، بالتعاون مع القطاع الخاص، بهدف النهوض بالبنية الأساسية للدولة، مع التشجيع على إنتاج الطاقة الخضراء والوقود النظيف للسفن، لذلك جاء الاهتمام بالتعاون لإنشاء شبكة وطنية متكاملة لإنتاج وتوزيع الطاقة الخضراء والوقود النظيف للسفن، اعتمادًا على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، في ضوء سلسلة الموانئ الحديثة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة الى الممر الملاحي لقناة السويس.
مشروعات النقل النظيف
ويضيف اللواء سعيد طعيمة أن إستراتيجية الدولة في الاهتمام بالمحاور في الطرق لا تقتصر فقط على تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، ولكن لكي تصبح شرايين جديدة للحياة تدعم جهود الامتداد العمراني المنظم، والتجمعات السكنية الحديثة، وتعزز العوائد الاقتصادية والتجارية، وتوفر فرص عمل، كما تربط المشروعات القومية لتتكامل مع بعضها، وذلك انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة وفلسفة علمية عميقة نحو البناء والتعمير والتنمية.
مدينة متكاملة للسيارات
وفي سياق متصل يقول اللواء سعيد طعيمة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كذلك يتابع الموقف التنفيذي لمدينة السيارات المتكاملة، والتي تقع على مساحة 57 فدانًا على تقاطع محور محمد نجيب مع طريق المحاجر، وتسع 400 سيارة، وتضم بنية نظم ومعلومات متكاملة، وقد وجه الرئيس السيسي، بتزويد مدينة السيارات بالمرافق العامة بكافة أنواعها، لاستيعاب التدفق المتوقع من الزوار والمترددين وتلبية كل احتياجاتهم، وتعزيز نظام الأمان في المدينة عن طريق كاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية، وذلك للتحكم والسيطرة على دخول وخروج السيارات والأفراد.
أنواع القطارات التي تعتمد على الطاقة النظيفة
1- القطار الكهربائي السريع
2- محطات الأتوبيس الترددي السريع BRT على الطريق الدائري:
3- القطار الكهربائي الخفيف LRT