Close ad

ملحمة حرب أكتوبر.. كيف فتح النصر أبواب التنمية الشاملة في سيناء ؟

5-10-2023 | 15:27
ملحمة حرب أكتوبر كيف فتح النصر أبواب التنمية الشاملة في سيناء ؟حرب أكتوبر
إيمان البدري

نصف قرن من الزمان مضت على حرب العزة والكرامة حرب أكتوبر المجيدة، التي أعادت للمواطن المصرى والعربى العزة والكرامة وجعلته يرفع هامته فى عنان السماء ويتباهى بمصريته وعروبته بين الأمم بعد أن حققت مصر انتصارها الباهر بجهد وعرق ودماء أبنائها ودعم أشقائها وحررت أرضها المسلوبة  وارتفعت أعلامها شامخة خفاقة.

موضوعات مقترحة

خمسون عاما مرت على نصر أكتوبر بدأت بالحرب ثم التفاوض ثم التحكيم والتي أعيدت معهم كل جزء من أرض الوطن واستعدنا معها أرض الفيروز أرض سيناء الغالية التي لم تتركها القيادة السياسية الحالية خاوية ولكن كان إصراره في تعمير  وتنمية سيناء  لكي يسطر في التاريخ ملحمة جديدة في التنمية واستكمال نجاحات وانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

حيث أن تاريخ مصر عبر العصور ما هو إلا سلسلة من النضال والكفاح متصلة الحلقات، ففى حين تحتفل مصر هذا العام بالذكرى الـ50 لنصر أكتوبر المجيدة تشرع الآن فى بناء جمهوريتها الجديدة التي تضعها في مصاف الدول الكبرى التى يشار اليها بالبنان ، ونجد العنصر المشترك فى ذلك هو الإنسان المصرى، متخذا من روح أكتوبر دافعا له الى الأمام.

روح نصر أكتوبر المجيدة  تمكنا من استكمال مسيرة بناء الجمهورية الجديدة

بداية يقدم المؤرخ العسكري الدكتور أحمد على عطية الله، ومؤسس جمعية أصدقاء المحارب  للتنمية، لعل أهم ما نستخلصه  من ذكرى حرب أكتوبر الخالدة في بناء الجمهورية  الجديدة هو أن أهم عوامل النصر كانت وستظل هي وحدة الصف ووقوف شعب مصر العظيم فى جبهة واحدة خلف قائدها وجيشها، وهو يعتبر  أهم مقومات النجاح وتحدي الصعاب والتمسك بالعزيمة القوية والإرادة التي لا تلين والإصرار على تحقيق النجاح بعدم الاستماع إلى الشائعات من أعداء الخارج وجهلاء الداخل الذين ليس لهم سوى عرقلة مسيرة التقدم والنجاح.

المؤرخ العسكري د.أحمد علي عطية

دور حرب أكتوبر المجيدة  في تنمية سيناء

ويضيف المؤرخ العسكري علي عطيه، أن  سيناء تعتبر جزءا عزيزا وغاليا من مصر، ومن المعروف أن مساحة سيناء  تصل إلى 61 الف كيلو متر مربع وهذه المساحة تعادل 6% من مساحة مصر، ولكي نعي ونعرف  ما هو المقصود من ذكر حجم هذه المساحة التي تتميز بها سيناء، هنا نقول أن الدلتا ووادي النيل من البحر المتوسط حتى أسوان مجموع مساحتها تصل إلى 7% من مساحة مصر، والمقصود من هذه المقارنة في المساحة يؤكد أنه تكاد تكون سيناء بشمالها وجنوبها مثل  مساحة مصر كاملا.

"ونظرا  لهذه المساحة الضخمة التي تتميز بها سيناء فهي تحتاج إلى تصميم وإرادة، خاصة أن مساحة سيناء وحدها تعادل مساحة 4 دول أخرى قريبة ومجاورة  لمصر، وتعتبر كل هذه  المساحة الضخمة لسيناء تحتاج إلى التنمية فيها مما يتطلب جهد وأموال طائلة، وبالطبع كان نصر أكتوبر المجيد  تمهيدا لتحقيق ذلك لأنه فتح الباب أمام التنمية في سيناء.

ويكمل، ولذلك تعتبر التنمية  الآن في سيناء هو أهم دفاع عنها والذي يتم من خلال زراعة الأشجار والمحاصيل وبالحجر عن طريق بناء مجتمعات عمرانية ومن خلال وجود الإنسان بها من  كل أبناء مصر على أرض سيناء من كافة محافظات مصر في  أن يكونوا متواجدين في سيناء من أجل البناء والتعمير فيها، وأن يظلوا متواجدين في سيناء مثلما كان الجيش المصري يحارب الإرهاب في سيناء وطهرها من الإرهاب، لأنه إذا ظلت سيناء صحراء سيجعل عليها مطامع.

" وتعتبر مجالات التنمية في سيناء متعددة  نظرا لوجود البحار الموجودة بها مثل البحر المتوسط أو خليج السويس وخليج العقبة التي تقع عليهم سيناء، وكل ذلك يسمح بوجود مجال  للاستثمار السياحي  من خلال استغلال  الخلجان والشواطئ والشعاب المرجانية هذا بالإضافة إلى الثروة السمكية بخلاف الصيد ، حيث يتوافر في سيناء بحيرة البردويل  والذي يتاح من خلالها تصدير الأسماك إلى الإتحاد الأوروبي   نظرا لنقاء الأسماك في بحيرة البردويل.

حرب أكتوبر تكشف الاستغلال الأمثل  لكنوز سيناء في الزراعة وتشييد مدن جديدة

وفي سياق متصل يقول المؤرخ العسكري أحمد علي عطية، إن  حرب أكتوبر و تحرير سيناء سمح باستغلال أراضي سيناء في الزراعة، حيث  إن الزراعة تجود في سيناء زراعة خاصة شجرتين تم ذكرهما في القرآن وهما التين والزيتون  وهما مشهور زراعتهما في سيناء، كما أن نصر حرب أكتوبر المجيدة سمح بوجود التنمية في مجال الزراعة من خلال استصلاح الأراضي الزراعية مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يوجد  400 ألف فدان جار استصلاحها  خاصة أن الأرض  في سيناء صالحة للزراعة، مما يسمح بوجود تنمية.

" ولذلك نجد أن الدولة بقدر المستطاع تضخ أموالا لتنفيذ مشاريع على أرض سيناء من خلال سعيها لتوفير  الآبار  ووجود مجتمعات عمرانية لبدو سيناء،  لكى يحيا أبنائهم حياة كريمة ولكن رغم وجود صعاب  إلا أن  الدولة على على دربها في الاستمرار في التنمية وخير دليل على ذلك أنه يوجد 4 أنفاق أسفل القناة بهدف الوصول لسيناء وهي تعتبر شرايين حياة لسيناء.

ويكمل ، استكمالا لنصر حرب أكتوبر يتم الآن التنمية في سيناء حيث نجد إنشاء مجتمعات عمرانية في سيناء متمثلة في بناء مدينة الإسماعيلية الجديدة  في شرق القناة  والتي تصل مساحتها إلى 11 كيلو مترا أي تمتد على مساحة  11 كيلو مترا  من قناة السويس، وهذه المساحة تضم عدد 6 أحياء  وهذا يعتبر تمهيد  للتنمية  والعمران الذي سيتم في منطقة التنمية في منطقة خليج السويس وقناة السويس، وهذا سيجعل هناك احتياج إلى الأيدي العاملة واستضافة الخبراء الذين سيكونون موجودين جنبا إلى جنب  مع العمالة المصرية، وكذلك يوجد تعمير أيضا  في جنوب سيناء من خلال إقامة مدن سكنية.

خطوط للسكة الحديد داخل سيناء

ويشير المؤرخ العسكري أحمد علي عطية، أن من ضمن  التنمية والعمران  الجيدة جدا في سيناء  وجود خط  سكة حديد، حيث  سيمتد هذا الخط بداية من  منطقة الفردان  القنطرة شرق القناة  ويصل إلى منطقة بالوظة  ثم يمتد إلى بئر العبد والعريش ثم يمتد هذا الخط جنوبا حتى منطقة طابا، ومع وجود خط سكة  حديد  يساعد على بناء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة.

 "وتستمر الدولة في وضع الخطط وتنفيذها  ومن أجل ذلك يجب علينا جميعا  أن نساند  القيادة الحالية   نظرا لاهتمامه  بكل بقعة على أرض مصر ونتمنى التوفيق لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه عامل أساسي في استكمال نجاحات نصر أكتوبر المجيدة في سيناء، وذلك   من خلال استمرار التنمية في سيناء وعلينا أن نساند الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه المسؤولية الكبيرة  لأن اهتمامه بالتنمية هو امتداد  لإنجاز حرب أكتوبر  حيث أننا استعدنا الأرض ثم نعمل الآن على تنميتها لحمايتها من أي أطماع .

ويكمل، أن نصر حرب أكتوبر المجيدة ساعدنا في الحفاظ على ثروات سيناء التي تتوافر في أراضيها ثروة معدنية من الخامات المعدنية  التي يتم استثمارها بالفعل حاليا من خلال إقامة مصانع لها في سيناء، وهي ليست مجرد محاجر نستخرج منها  المعادن والأحجار فقط  أو تصديرها خام، لكن مع إنشاء المصانع في سيناء يتم تصنيع هذه الخامات ثم بيعها بأسعار مرتفعة  لتحقيق أقصى استفادة من التصنيع لهذه المواد الخام .

توعية الأجيال الجديدة بقيمة حرب أكتوبر

ويتابع المؤرخ العسكري أحمد علي عطية، أن الشعب المصري بطبعه أصيل ويظهر حبه لوطنه دائما ولكنه يحتاج إلى زيادة التوعية والعمل على زيادة كل ما يرفع من الروح المعنوية لديه، ويحدث ذلك من خلال أن نضع أمام المواطن المصري دائما القدوة ونماذج التضحيات وليس في  ذكرى حرب أكتوبر فقط ولكن أن تستمر هذه التوعية على مدار العام، ومن الجميل أيضا  أن تهتم  وزارة التربية والتعليم  بوضع مزيد من تضحيات أبطال أكتوبر في كل وقت وزمان من أجل الوطن  سواء عن أبطال أكتوبر أو سواء عن شهداء الواجب في حرب مصر  ضد الإرهاب في سيناء  ونحن على استعداد لتقديم وإمداد الوزارة بكل ما تحتاجه من تاريخ حول كل  الأبطال.

" مع استمرار  تقديم مزيد من التوعية، ونحن بالفعل نزور المدارس  ونقدم عرض لشخصيات أبطال  أكتوبر  من الجنود والقادة من وعرضها من خلال أوراق مطبوعة ومنحها للطلاب لتعريفهم بمدى  الجهد والتضحية  التي قام بها كل بطل أو شهيد خلال حرب أكتوبر  وما هي تضحياته في سبيل أن  يرفع علم مصر.

 ويكمل، أنه في دأب تام في تقديم  هذه التوعية لجميع المراحل التعليمية  وحتى مدارس الصم والبكم قمنا بزيارتها  في منطقة حلوان  مع الاستعانة بمدرس إشارات لتوصيل معلوماتنا للطلاب، مع اصطحاب الأبطال ممن شاركوا في الحرب  لكي نشرح لهم أسماء أبطال حرب أكتوبر وكان الطلاب متحمسين جدا لسماع  ما يقدم لهم وأبدوا إعجابهم  من خلال التهليل نظرا لعجزهم عن الكلام لأنها كانت مدارس للصم والبكم .

" ولذلك نحن على  استعداد تام لتقديم كل ما يطلب منا لتقديم توعية لأبنائنا عن حرب أكتوبر المجيدة، وذلك بهدف تحقيق أقصى استفادة للجميع من تعلم الدروس من حرب أكتوبر المجيدة ونسعى دائما لتحقيق ذلك حتى نزيد التوعية لدى الشباب الحالي لأن الأبواق الإعلامية من خارج مصر هدفها هو هدم مصر.

ملحمة حرب أكتوبر تقودنا إلى ملحمة التنمية بهدف دمج سيناء مع باقي أرض الوطن

ومن جانبه يقول الدكتور نجاح الريس أستاذ العلوم السياسية كلية سياسة واقتصاد.، بداية نقدم تحية  إلى الجيش المصري الذي  استرد سيناء وقدموا لنا الانتصار في حرب العزة والكرامة، لأن انتصار حرب أكتوبر لم يتوقعه العدو حيث إن حرب أكتوبر المجيدة بانتصارها خدعت  الدول الكبرى والاستخبارات العالمية، حيث أبدع العقل الاستراتيجي المصري في التخطيط الجيد لها والذي أثمر في النهاية عن هذه الملحمة العظيمة، لأن حرب أكتوبر كان ذات تخطيط استراتيجيا ملهما أدى إلى عبور أكبر مانع مائي في التاريخ  وتحطيم خط بارليف  أكبر خط دفاع  في التاريخ وذلك نتيجة تخطيط  العقل المصري الذي أدى بنا إلى العبور العظيم واستعادة جزء كبير من سيناء خلال الأيام الأولى  من حرب 73 المجيدة .

الدكتور نجاح الريس

"ولذلك نستلهم من حرب العزة والكرامة العبر ونستلهم منها كل تضحيات أبائنا  وأجدادنا الذي ضحوا بكل غال ونفيس من أجل أن نسترد أرضنا ونسترد  البقعة العظيمة من الأرض المصرية،  ثم استكملت القيادة الحكيمة  هذه الملحمة بملحمة أخرى وهي ملحمة السلام   إلى إن عادت سيناء بأكملها إلى أرض الوطن   من خلال التفاوض والتحكيم حيث استخدمت مصر كافة الطرق الممكنة لاستعادة سيناء  من خلال الحرب ثم التفاوض ثم السلام حتى  تم استرداد طابا عن طريق التحكيم وبذلك أطلق على حرب أكتوبر الملحمة.

ويكمل ، أن مصر الآن تستكمل إنجازات حرب أكتوبر  من خلال استمرار ملحمة التنمية  الكبيرة  والتي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي  لبداية تنمية سيناء تنمية حقيقية لتصبح بالفعل أرض الفيروز كما يطلق عليها  أرض المصانع و المزارع والتنمية الاقتصادية  في تلك البقعة الغالية  بهدف أن تندمج اندماجا كاملا مع باقي أرض الوطن  وهذا ما تفعله القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

" وكما كانت حرب أكتوبر بداية لتحرير الأرض من الأعداء إلا أنها كانت بداية أيضا للتنمية، حيث لا توجد تنمية في أرض محتلة والآن سيناء محررة وتحت السيادة المصرية وقد أحسن الرئيس عبد الفتاح السيسي  الاستغلال الأمثل لهذا التمهيد في سيناء.

حيث أتيح إنشاء مصانع للإنتاج مثل مصانع الرمال  السوداء ومصانع الأسمنت  ونجد الآن الجامعات في العريش كما تم من خلال ملحمة التنمية التابعة لانتصار حرب أكتوبر المجيدة  وجود ربط بين سيناء والوادي بالإضافة إلى الأنفاق التي أنشئت  في مدن القنال  التي تربط مباشرة الوادي بسيناء  مما يسمح بالتنقل والحركة السريعة من خلال توافر خطوط النقل في سيناء التي تربط موانئ سيناء  على البحر  الأحمر بالبحر المتوسط وربط  موانئ العريش بموانئ الإسكندرية .

 "وكافة هذه المشاريع  لم تكن  تحدث لو لم تحرر الأرض،  ومن هنا كانت حرب أكتوبر هي بداية  التحرك للتعمير حتى وإن كان تأخر لكن في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحرك كل شيء كان راكدا وأصبح هناك حركة  دائبة ومتصلة للتعمير الكامل لسيناء، و لكي تصبح أرض الفيروز دائما  التي ننظرها والتي ستكون بمثابة الأرض الخصبة التي سيخرج منها كل خير لخدمة وازدهار لصالح مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة