موضوعات مقترحة
أصوات المدافع والطائرات فوق رؤوس الجنود أشعلت حماسهم ورفعت روحهم المعنوية
-
عودة الثقة للمقاتل المصري أبرز مكتسبات الحرب بعد عملية تشويه استمرت قرابة ربع قرن
قال الكاتب الصحفى عبده مباشر المحرر العسكري المراسل الحربي للأهرام في حرب 73 إن أصوات المدافع والطائرات بميدان المعركة في يوم 6 أكتوبر أشعلت حماس الجنود ورفعت روحهم المعنوية، مشيرًا إلى أن عودة الثقة للمقاتل المصري كانت من أبرز مكتسبات الحرب خاصة بعد عملية التشويه التى حدثت للجندية المصرية والتى استمرت لمدة 25 عامًا.
الكاتب الصحفى الأستاذ عبده مباشر خلال حواراه مع بوابة الأهرام
وأكد "مباشر" خلال حوار مع "بوابة الأهرام" سينشر لاحقٍا أن المشهد الافتتاحي للحرب والمعركة لم يتم تسجيله، وهذا كان أفضل إجراء وأهم قرار للقيادة العامة؛ حيث إن حرب أكتوبر 73 كانت أول معركة هجومية تخوضها مصر منذ أيام محمد علي والخديو إسماعيل باشا، وجميع الحروب المتتالية التي خاضتها مصر كانت جميعها دفاعية؛ حتى في سنوات الصراع العربي - الإسرائيلى في 48 و56 67، لكن القوات المسلحة خصصت كتيبتين بعد ذلك للواء سعد مأمون لإجراء مشاهد مماثلة للهجوم.
الكاتب الصحفى الأستاذ عبده مباشر خلال حواراه مع بوابة الأهرام
وأشار "مباشر" إلى أن الملاحظ فى أول يوم للحرب هو ارتفاع الروح المعنوية والقتالية للجنود عقب انطلاق الحرب فى تمام الساعة الثانية و5 دقائق ظهرًا لعدة أسباب؛ أولها مشاهدتهم لـ220 طائرة حربية مصرية تحلق فوق رؤسهم على مسافات وارتفاعات منخفضة، ودخولها لضرب أهدافها ثم عودتها، وكذلك انطلاق أكثر من 2000 مدفع في نفس التوقيت للتعامل مع المواقع الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحول ساحة المعركة لنار ودخان وأصوات وانفجارات كل هذه المشاهد أدت إلى رفع الروح المعنوية لجميع الجنود والظباط المقاتلين.
وأشار كذلك إلى المشاهد التى عمت ميدان وساحة القتال ومشاهد السعادة والفرحة الغامرة للجنود على جبهة القتال، وظهر ذلك بشكل قوي في الأغاني التي أطلقوها مثل (قدف يابني وأوعى تهدي خلي الموجة التانية تعدي)، و(يلا بينا نحرر سينا)، وغيرها من الأغاني الحماسية.
وكشف عبده مباشر المواقف الصعبة للحرب والتي تمت مواجهتها بأبسط الحلول، وكان أبرزها اختلاط الكتائب والقوارب مع بعضها بقناة السويس، وتم مواجهة ذلك من خلال مقترح وفكرة بسيطة للفريق سعدالدين الشاذلي من خلال تحديد لون معين لكل كتيبة تجنبًا لاختلاط القوات مع بعضها وللتسهيل على كل قائد لمعرفة قواته.
وأكد المراسل الحربي للأهرام في حرب 73 أن الانتصار العظيم تحقق من خلال عنصرين ومحوريين أساسيين الأول عنصر المبادأة والمفاجأة، حيث كانت أول إشارة بأن القيادة العامة للقوات المسلحة تمكنت من مفاجأة العدو وإحراز المبادأة على مختلف المستويات الإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، فيما كان العنصر الثاني الذي حقق هذا الانتصار هو التخطيط والإعداد الجيد للمعركة من قبل القيادة العامة، وهذان العنصران تحقق بهما النصر.
وأضاف أن عودة الثقة للمقاتل المصري كانت من أهم وأبرز مكتسبات الحرب بعد عملية التشويه الممتدة التي تعرضت لها الجندية المصرية على مدار ربع قرن طوال الفترة من 48 لـ73 وما صاحب هذه الفترة من نشر اليأس والإحباط بين المقاتلين المصريين، وأنهم يجيدون الدفاع ولايجيدون الهجوم، وكذلك هروبهم من ميدان المعركة عندما يتعرضون للضغط ، لكن عندما جاءت حرب أكتوبر غير المقاتل المصرى هذه السياسة؛ فكان يفتح صدره لاستقبال النيران، ويفرح بالمعارك، ويحتل المواقع الحصينة؛ لدرجة أنهم أطلقوا على معركة 73 معركة "بدر الثانية".