في اليوم العالمي للاحتفاء بهم والتوعية بحقوقهم.. العزلة كابوس المسنين

4-10-2023 | 00:04
في اليوم العالمي للاحتفاء بهم والتوعية بحقوقهم العزلة كابوس المسنينصورة أرشيفية
عادل الشافعى
الأهرام العربي نقلاً عن

السفيرة هيفاء أبو غزالة: اهتمام عربى كبير بكبار السن والارتقاء بهم

محمود شعبان: إطلاق إستراتيجية وطنية لكبار السن لضمان حماية حقوقهم

د. ولاء وسام: ارتفاع عدد المسنين فى مصر نتيجة جودة الرعاية الصحية والخدمات المقدمة إليهم

أسرع زيادة بدول شرق وجنوب شرق آسيا.. وأقل زيادة فى أستراليا ونيوزيلندا وفى أوروبا وأمريكا الشمالية


مع تحسن جوانب الصحة العامة بفضل ما أحرزه الطب من قفزات هائلة، ارتفع عدد كبار السن، وأصبحوا يمثلون شريحة كبيرة فى الهرم السكانى فى كثير من الدول.
وكشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، أن متوسط عمر الإنسان عالميا  ارتفع بمقدار 6 سنوات منذ بداية القرن الجديد، ليصل إلى 73 عامًا، ومن المتوقع أن يتجاوز 77 عامًا بحلول عام 2050، بعدما كان لا يتجاوز 53 عاما مطلع ستينيات القرن الماضى.

وخلال احتفال العالم مطلع الشهر الجارى باليوم العالمى للمسنين، كان طب الشيخوخة أحد أهم النقاط التى حظيت بمناقشات كبيرة، حيث يؤدى استمرار ارتفاع الزيادة فى العمر إلى أن أصبح طب الشيخوخة مجالاً مهما، ومحل اهتمام طلاب الطب فى المستقبل، وأحد أهم المجالات الجاذبة للاستثمار.

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأول من أكتوبر يوما عالميا للمسنين، بهدف تشجيع البلدان على لفت الانتباه إلى الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة عن الشيخوخة والتحديات التى تواجههم.
ومن المتوقع خلال العقود الثلاثة المقبلة، أن يتضاعف عدد كبار السن فى جميع أنحاء العالم، ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار شخص فى عام 2050. وستشهد جميع المناطق زيادة فى حجم السكان الأكبر سنًا، وستكون أكبر زيادة (312 مليون) فى شرق وجنوب شرق آسيا، حيث يزيد من 261 مليونًا إلى 573 مليونًا فى عام 2050. ومن المتوقع حدوث أسرع زيادة فى عدد كبار السن فى شمال إفريقيا وغرب آسيا، حيث يرتفع من 29 مليونًا إلى 96 مليونا فى عام 2050.

ومن المتوقع أن تكون ثانى أسرع زيادة فى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمكن أن ينمو عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر من 32 مليونًا، ليصل إلى 101 مليون فى عام 2050. بينما ستكون الزيادة صغيرة نسبيًا فى أستراليا ونيوزيلندا  وفى أوروبا وأمريكا الشمالية،  وهى المناطق التى يكون فيها السكان بالفعل أكبر سناً بكثير مما هو عليه فى أجزاء أخرى من العالم. وستكون البلدان الأقل نموًا موطنًا لأكثر من ثلثى سكان العالم المسنين 1.1 مليار فى عام 2050.

وتولى الكثير من الدول اهتماما كبيرًا بالمسنين، وعلى رأسهم مصر التى خصصت العديد من برامج الحماية الاجتماعية والصحية والاقتصادية لكبار السن. حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان فى سبتمبر 2021 والتى وردت حقوق المسنين بها ضمن المحور الثالث، تحت عنوان "تعزيز حقوق الإنسان للمرأة، والطفل، وذوى الإعاقة، والشباب، وكبار السن".

ويقول محمود شعبان، مدير عام الإدارة العامة لرعاية المسنين بوزارة التضامن الاجتماعى، إن التحديات الرئيسية التى تواجه المسنين، التى تعمل عليها الدولة المصرية من خلال وزارة التضامن الاجتماعى، من إعداد وإطلاق إستراتيجية وطنية لكبار السن لضمان حماية حقوق المسنّين على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، والعمل باتجاه تقليص الفوارق الاجتماعية، وتحقيق العدالة والفرص المتكافئة للجميع، وتنمية المجتمعات، بما يضمن تأمين حياة لائقة وكريمة تحفظ حقوق كبار السن وكرامتهم الإنسانية، وكان قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 540 لسنة 2015 بشأن مشروع الدعم النقدى "كرامة" لدعم المسنين خارج التأمينات والمعاشات، بمبلغ شهرى منتظم

رفيق المسن
وعن دور الأسرة فى رعاية كبار السن، يضيف شعبان قائلا: يوجد مشروع أطلقته وزارة التضامن الاجتماعى بالقرار الوزارى رقم 533 لسنة 2021، بهدف الحفاظ على الترابط والتماسك الأسرى، من خلال توفير الرعاية المنزلية للمسن داخل أسرته لتكون بديلاً عن الرعاية المؤسسية للمسنين. وقد كفل الدستور المصرى الصادر فى عام 2014م، حقوق المسن كالحق فى الرعاية الاجتماعية والصحية، وبعض التيسيرات التى تعينهم على قضاء حوائجهم بكل يسر وسهولة .

وتؤكد د. ولاء وسام، مدير مستشفى المسنين بجامعة عين شمس، إن مصر وكل دول العالم تشهد زيادة فى أعداد المسنين، حيث بلغ عدد المسنين فى مصر 6.9 مليون مسن سنة 2020، وهذا يمثل 6.6 ٪ من إجمالى عدد السكان، ويأتى ذلك نتيجة جودة الرعاية الصحية والخدمات المقدمة، وتحسن جميع المنظومات الصحية المقدمة لكبار السن. ويوجد فى مصر مستشفيات جامعية خاصة بالمسنين، مثل كلية طب جامعة عين شمس ومستشفى الشهيد أحمد شوقى لطب المسنين، وهو مستشفى جامعى حاصل على الاعتماد من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وهو أول مستشفى جامعى تحصل على الاعتماد الجهار، ويوجد به عدة أنواع من الرعاية.

تضيف مدير مستشفى المسنين بجامعة عين شمس قائلة: يوجد دعم لكبار السن من مؤسسات حكومية ومؤسسات غير حكومية ومؤسسات المجتمع المدنى، التى تدعم كبار السن، ودور تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، حيث إن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية لها دور كبير على كبار السن، مثل بلوغ سن التقاعد، ومن المشاكل التى تواجه المسنين هى العزلة الاجتماعية، حيث لابد من وجود الأهل والأصدقاء والمجتمع المدنى أيضا بجوار كبار السن، لتحسين حالتهم الصحية والمزاجية، تجنباً لوصولهم إلى مرحلة الاكتئاب والعزلة.

من جهتها أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، أنه فى ظل تحديات اقتصادية واجتماعية تمر بها العديد من الدول العربية، وما زالت المنطقة تتعافى من وباء كوفيد 19 وتداعياتها والظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة، إلا أن ذلك كله لن يحول دون إطلاق العديد من المبادرات المهمة، التى تمس حياة المواطن العربى وبالتركيز على الفئات الضعيفة والهشة فى المجتمع العربى، وفى مقدمتها كبار السن والأطفال، خصوصا أن ذلك يتفق فى الاعتبار مع التوجه العربى على حد قولها، ذلك لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة 2030، مع الاستمرار فى تنفيذ كل الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق العربية والدولية التى تهتم بكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والارتقاء بهم، وتقديم الدعم لهم على كافة المستويات وبمختلف الأصعدة .

وأوضحت أن خفض معدلات الفقر والبطالة، وإيجاد العمل اللائق وتقديم الدعم لكبار السن، لن يتحقق إلا فى ظل مشروعات اقتصادية تنموية رائدة، وكذلك تفعيل السياسات التنموية القابلة للتنفيذ على واقع الأرض، مع ضرورة تعزيز التنسيق بين كل المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة، حتى تتمكن جميعها من العمل فى منظومة متكاملة، وفى إطار الشراكة العربية الدولية، ومع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدنى، ذلك لخدمة كل خطط التنمية المتعلقة بتحقيق كل وسائل الراحة والاستقرار، لكبار السن فى العالم العربى.

المسنون حول العالم

■ منذ عام 2020  تجاوز عدد من بلغت أعمارهم 60 عامًا فما فوق عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات
■ من المتوقع أن يتضاعف عدد كبار السن عالميا فى عام 2050ليصل إلى نحو 2 مليار شخص.. 80 ٪ منهم فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل
■ نمو متوقع للمسنين فى العالم العربى قدره سبعة أضعاف خلال الفترة من  2030 إلى 2050
■ عدد المسنين فى مصر بلغ 6.8 مليون مسن، بنسبة 6.7٪ من إجمالى السكان ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 17.9٪ بحلول عام 2052.
■ دول الخليج شهدت زيادة فى أعداد كبار السن تتجاوز5٪ فى الفترة من  2015 إلى 2020 وتوقعات، بأن يمثلون 10٪ من إجمالى عدد السكان خلال الفترة من 2030 إلى 2050.

 

كلمات البحث