أي عقيدة تجعل شباب في بداية حياتهم يضحون بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أرض الوطن؟! أي عقيدة تجعل أبطال ينتظرون الشهادة بل يتنافسون مع بعضهم البعض للحاق بها؟ أي عقيدة تجعل شبابًا أبطالًا من رجال الجيش والشرطة يقفون بكل بسالة ويتصدون للخونة أعداء الوطن؛ سواء أكانوا من الداخل أم من الخارج كالأسود؟ إنها عقيدة حب الوطن، عقيدة الجيش والشرطة الذين يعلمون جيدًا ما معنى الوطن وقد تعلموا ذلك في كلٍ من كلية الشرطة والحربية العريقة، فمن يتمعن في شعار أكاديمية الشرطة (العلم، الخُلق، الواجب)، يعلم جيدًا أن هؤلاء تعلموا أن هناك واجبًا يجب أن يقوم به الكل تجاه الوطن، وشرف الدفاع عنها حتى الموت، والوطن هو السند والظهر.
كما أن شعار وزارة الداخلية هو الصقر الذي يرمز للكبرياء والعزة والحرية كما أن الصقر لا يأكل إلا فريسته بعكس النسر الذي يقتات على جيف الحيوانات التي تقع فريسة غيره من الطيور والحيوانات، فالعنصر الأول من شعار الكلية ووزارة الداخلية: الصقر في وضعية التأهب وهذا يعني الخريجين في بداية حياتهم المهنية، كما أن العلمين يحتضنان الصقر والعلم بما يمثل السلام والاستقرار والأمن وهو من أهداف إستراتيجية وزارة الداخلية وهو تحقيق أمن واستقرار الوطن.
كما أن شعار الكلية الحربية (الواجب-الشرف-الوطن)، فتعلموا هؤلاء أن هناك واجبًا يجب أن يقوموا به تجاه وطنهم حتى لو كلفهم الأمر التضحية بأرواحهم، فهم يعلمون أن الوطن هو السند والظهر، وذكرني ذلك بأنشودة كان السوفييت في الحرب العالمية الثانية ينشدونها تقول: "إذا فقد الجندي ساقيه في الحرب، يستطيع معانقة الأصدقاء، إذا فقد يديه، يستطيع الرقص في الأفراح، وإذا فقد عينيه، يستطيع سماع موسيقى الوطن، وإذا فقد سمعه، يستطيع التمتع برؤية الأحبة، وإذا فقد الإنسان كل شيء، يستطيع الاستلقاء على أرض وطنه، أما إذا فقد أرض وطنه، فماذا بمقدوره أن يفعل؟".
وأيضًا شعار أكاديمية ناصر العسكرية (الفكر- الإيمان- النصر)، فتعلمت من ذلك الشعار كيف استغل الفكر في كل ما هو مفيد وكيف استخدمه وأسخره لتطوير بلدي، وتعلمت أن تحليل الخبر أهم من الخبر نفسه؛ لذا لا يجب تصديق أي أخبار متداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلا إذا كانت من مصدر مختص كالمتحدث الرسمي للقوات المسلحة، حتى لا يستقطبنا كل من يريدون العداء للوطن للكيد لوطننا، كما علمت من شعار الإيمان أن حب الوطن من حب الله، أما آخر كلمة في الشعار فاعطتني الأمل في أن وراء كل محنة منحة، وأن النصر دائمًا وأبدًا حليف لمصر وجيش مصر، ووضعت في اعتباري إما النصر وإما النصر.
فكم نحتاج إلى تجديد الشعور كل عام مع ذكرى انتصارات حرب أكتوبر التذكير بعظمة الجيش المصري والحديث عن دور البواسل منهم، فكان لابد أن يعلم الجميع الدور الهام الذي يقوم به هؤلاء وأنهم رجال الظل الذين يعملون ليلًا ونهارًا في سبيل أن نعيش نحن بأمان وفي سبيل الحفاظ على كل شبر في مصر وأيضًا تطهير مصر من الخونة والجماعات الإرهابية، فيجب أن نُعلم أبناءنا ما معنى الوطن وعظمة رجال الشرطة المصرية والجيش المصري ومدى تضحياتهم في سبيل الوطن وفي سبيل أن يعيش أبناء الوطن في أمن وأمان، وأن يتم تعميم شعارات كل من الكلية الحربية وأكاديمية ناصر العسكرية على جميع الطلاب في جميع المراحل التعليمية من الابتدائية حتى المرحلة الجامعية حتى يعلموا ما معنى الوطن ويعرفوا قيمة هذا الوطن، وأن يحافظوا عليه بل أن يفنوا حياتهم في سبيل حمايته والدفاع عنه حتى الموت.
تحيا مصر بجيشها وشعبها وأجهزتها الأمنية.