Close ad

جندي مصري من الحرب العالمية الثانية يفتخر بجيل أكتوبر ويكشف أسباب النصر| صور

3-10-2023 | 11:52
جندي مصري من الحرب العالمية الثانية يفتخر بجيل أكتوبر ويكشف أسباب النصر| صورحرب أكتوبر المجيدة
محمود الدسوقي

لم يشارك المهندس الزراعي عبد الفتاح عبد المقصود في حرب أكتوبر المجيدة، إلا إنه كتب مقالاً بمجلة "الزراعيين" في نوفمبر عام 1973م، قدم فيه التحية للشباب العربي الذي خاض الحرب واستطاع أن يحقق النصر على جيش الاحتلال، وقام بسرد ذكرياته وهو على الجبهة في الحرب العالمية الثانية والتي يصفها بأنها حرب لا دخل للمصريين ولا العرب بها.

موضوعات مقترحة

 يقول عبد المقصود، أنه عمل كمهندس شاب وقت نشوب الحرب العالمية الثانية حيث كان يعمل في لجان التدخين بخط القناة، وكانت طائرات الألمان في هجماتها تدك الحدائق، لأنها كانت تتخيل الخيام المنشورة في الصحراء لعلاج الأشجار معسكرًا فتقذفها بالقنابل، وكنا نهرب من الغارة ونختبئ في بطون المصارف، وكنا نقف في طوابير طويلة في منتصف الليل أمام المخابز لننال رغيف الخبز، لو لم نلتهمه سريعًا قبل أن يبرد لا نقدر على أكله لكثرة ما فيه من شوائب ومواد غريبة، وكنا لا نحصل على قماش من الكستور إلا ببطاقات وبعد الوقوف طويلا في طوابير.

 يوضح المهندس الزراعي وهو يروي للشباب ذكرياته فى الحرب العالمية الثانية ، أن قماش الكستور وتوزيعه كان غريبا فأحيانًا يصل لنا خمسة أمتار من قماش حريمي وتصل للنساء خمسة أمتار من قماش رجالي، وكنا نصادف أزمة في كل شىء، في الجاز والكبريت بل والملح، ولقد تحملنا كل شىء من أجل حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فهي حرب بين بلدان أوروبية دفعنا نحن الشعوب العربية ثمنها غاليا وكانت حربا لا تخصنا ولا ناقة لنا فيها ولا جمل .

شكلت الحكومة المصرية مصلحة وقاية المدنين من الغارات الجوية، وألحقتها بوزارة الداخلية، وتم تعيين المحافظين كرؤساء لهذه اللجنة، حيث تم تعيين كل محافظ في المديرية كرئيس، وتم تعيين عبد السلام الشاذلي باشا محافظ القاهرة مديرًا عاما للقاهرة، كما تم عمل مشروع إسعاف وعلاج المصابين برئاسة الخبير الطبي أوستن بيرن وعدد من الأطباء المصريين، وتم وضع خريطة احترازية في الشوارع منها: منع إضاءة المصابيح، والإبقاء على المصابيح الزرقاء، وتكون واحدة فقط، كما تم منع سير الدراجات النارية ليلا وكذلك السيارات وقت الغارة، كما فتحت الدولة التطوع للإناث والذكور في إعانة المنكوبين من الغارات ومساعدة اللجنة.

 وخلال الحرب العالمية الثانية صدرت الأوامر بزراعة الحبوب بما يزيد على مليون فدان على حساب محاصيل إستراتيجية أخرى، كما يؤكد اللواء حامد أحمد صالح في كتابه "معركة مصر في الحرب العالمية الثانية"، مضيفاً أن هناك إجراءات اتخذت في الزراعة، وكذلك الصحة، حيث تم منح 20 قطعة أرض لإقامة جبانات عسكرية عليها للدول المحاربة، حيث كانت مصر هي القاعدة الكبرى للشئون الإدارية والتجهيز للقتال، كما أصبحت الإسكندرية قاعدة الاحتياط للعالم، وهذا ما جعل الاحتلال البريطاني يقوم بتطويع العشرات من المهندسين الزراعيين.  

ويضيف عبد المقصود ، لقد عبر جيشنا البطل لأن فوران الشباب واندفاعه تطالب بالحرب ورد الشرف واسترداد الأرض المسلوبة هي براءة الشباب واندفاعه وكانت إسرائيل بصلفها وخرافة النصر الذي حققته في نكسة 1967 في غفلة من أثر الزمن تمعن في الصلف والعجرفة وتنشر بين العالم أن جيشها لا يقهر، إلا إن ما حدث هو العكس حيث ظهرت مصر عملاقة مقبرة الغزاة كما عهدها العالم وعاد جنودها البواسل إلى أمجاد أجدادهم الذين انتصروا على التتار والأوربيين، مؤكدا على أن هذه الحرب هي حربنا.


من أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973ممن أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973م

من أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973ممن أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973م

من أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973ممن أرشيف مجلة الزراعيين نوفمبر 1973م
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة