Close ad

جرار نبيذ لم تُفتح منذ 5 آلاف سنة تكشف أسرار أولى ملكات الفراعنة.. حكاية كنز أبيدوس الأخير| صور

1-10-2023 | 22:14
جرار نبيذ لم تُفتح منذ  آلاف سنة تكشف أسرار أولى ملكات الفراعنة حكاية كنز أبيدوس الأخير|  صورالاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوس
محمود الدسوقي

أخذت مدينة  أبيدوس اسمها "أبدو" بمعنى العرابة باللغة اليونانية القديمة، وهى من أكبر مدن محافظة سوهاج، التي خرج منها الملك "مينا" موحد القطرين ومؤسس الأسرة الأولى، وكانت عاصمة لمصر لفترة نافست فيها "منف" بالجيزة.

موضوعات مقترحة

كان لأبيدوس أهمية كبيرة في تاريخ مصر الديني عبر العصور من خلال الاحتفال بـ "أوزير" سيد الأبدية والموتى وحاكم العالم الآخر ورمز للبعث والاخضرار ذلك بدءا من الأسرة الخامسة (2450 – 2321 ق.م) وحتى دخول المسيحية، حيث كانت بمثابة الحج عند قدماء المصريين، ونظرًا لأهمية المكان الدينية حرص ملوك وملكات الأسرة الأولى والثانية أن تقام مقابرهم في أبيدوس.

 بدوه يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن الملوك ظلوا بعد نقل العاصمة لمنف يقيمون مقابر رمزية ومعابد لهم في أبيدوس، وقد كانت "ميريت نيث" والتي تعنى "محبوبة المعبودة نيث" ملكة مصر في الأسرة المصرية الأولى، وهى أول امرأة تحكم في تاريخ مصر والبشرية، حيث حكمت مصر حوالي 10 سنوات ما بين عامي "2939 ـ 2929 ق.م".

 ويعتقد عالم الآثار بيتر كابلونى أنها كانت ابنة للملك جر، حيث عُثر على آثار تحمل لسمها في مقبرته، وأنها كانت زوجة "جت"، ويعتبرها علماء الآثار امرأة ذات طموح للسلطة، فلم يتمكن أحد من شئون الحكم إلا من خلالها، وقامت بالوصاية على العرش لابنها دن مخالفة التقاليد الدينية المُقيدة للحكم آنذاك، وأن الحاكم هو حورس الذكر على أرض، فكان هذا اللقب "الحوري" هو أول الألقاب الملكية الذي اتخذه ملوك مصر منذ عصر مؤسس الأسرة الأولى الملك نعرمر.

ويضيف شاكر، أنه حين تمكنت "ميريت ـ نيت" لابنها "دن" الحكم حتى انسحبت من المشهد السياسي كملكة مشاركة في الحكم، بل وصاحبة القرار فيه، إلى دور الملكة الأم التي تساند ابنها، وتقف خلفه بالمشورة والنصيحة وبالمشاركة في الرأي.

وتشير بعض المخطوطات بأنها ربما حكمت البلاد بمفردها خلال فترة من الزمان ويقترن اسم "ميريت نيث" بالإلهة المصرية القديمة نيث معبودة هامة خلال الأسرة الأولى، ومعنى اسمها "محبوبة نيث" وكان مركز عبادتها في سايس، ونجد بعض الآثار وأدوات من عهدها تحمل أسماء أخرى، مثل "نيث حتب" أي نيث راضية و "نخت نيث" ومعناها "نيث القوية" ويظهر اسمها "أم الملك" (موت نسوت) على العديد من الأختام الملكية للملك دن، وربما يعنى ذلك أنه كان ابنها.

 وتشير الآثار التي عُثر عليها إلى أنها كانت زوجة الملك "جت" واختلف العلماء في كونها حكمت البلاد أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، وقد اختلف الباحثون الذين رأوا فيها ملكة حاكمة في ترتيبها، فمنهم من جعلها الثالثة، ومنهم من جعلها الرابعة أو الخامسة ويرى بعض العلماء في كونها حكمت البلاد، بعد حور عحا ودجدر، ودجت، ويؤيده فى ذلك إيمرى، وإن إختلفا فى ترتيبها؛ إذ يعتبرها الثالثة بعد حور عحا، ودجر.

 ويؤيد إيمرى رأيه بلوحة عُثر عليها بتري في إحدى مقابر أبيدوس نُقِش عليها اسم الملكة "ميريت نيت" وحدها، ويرى إيمرى أن هذه الملكة هي الوحيدة من بين سيدات الأسرة المالكة التي عُثِر لها على مقبرتين، إحداهما في سقارة، والأخرى في أبيدوس بجوار مقابر الملوك، وقد يدل هذا في رأيه وبشكل مؤكد على أنها كانت ملكة حاكمة.

ويوضح مجدي شاكر، أن اسم الملكة قد ظهر أيضا على ختم عُثِر عليه في "أبيدوس" (أم القعاب) بين قائمة للملوك من "عحا" إلى دن، وقد وُجدت الأخيرة في القائمة، وقد ذُكرت في حجر پالرمو (متحف پالرمو، بإيطاليا)، بينما لم يذكرها مانيتون، كذلك ورد اسمها على ختم ملكي عُثر عليه في مقبرة بسقارة، كما ظهر في السرخ الملكي (واجهة القصر الملكي) الذي أُكتشف في مقبرة دن، فلُقبت الملكة "ميريت نيت" بـ"أم الملك"، وقد بقى اسمها جزئياً من عهد دن، وأغلب الظن أنها كانت زوجة دجت، وربما ابنة سلفه دجر، ويعتقد البعض أنها كانت وصية على ابنها دن قبل أن يصبح ملكاً، وتعتبر مقبرتها من أعظم مقابر الأسرة الأولى، ولها لوحتان، إحداهما بالمتحف المصري، وهناك تمثال عليه اسمها، ولكن مشكوك في أنه يخصها.

دُفنت "ميريت نيث" في مقبرتها Tomb Y في أبيدوس؛ وتبلغ مقاييس المقبرة 19,2 × 16,3 متر وارتفاعها غير معروف بدقة، ويماثل تصميم المقبرة مقابر الملك جر وجت ودن وعج إب وسمر خت وقاع.

ووجد في وسط المقبرة تابوتًا خشبيًا كما هو الحال مع الملوك الآخرين، ويوجد حول الحجرة 8 حجرات للمخزونات، ويحيطها 41 حجرة للموتى، دُفن فيها كبار الموظفين وخدم الملكة من النساء والرجال وكلاب، ولم يوجد اسم "ميريت نيث" على أختام في مقبرة الفرعون قاع، وهو ثامن فرعون حكم الأسرة الأولى، ومذكور عليها جميع حكام مصر في تلك الفترة الأولى، ويبدو أن الملكة "مريت نيث" قل صيتها التاريخي على الأقل منذ عهد الفرعون قاع.

ونجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية النمساوية العاملة في مقبرة الملكة "ميريت نيث" من الأسرة الأولى بمنطقة أم القعاب بأبيدوس بسوهاج في الكشف عن المئات من الجرار المغلقة والتي لم تفتح من قبل، يوجد بداخلها بقايا من النبيذ بالإضافة إلى العثور على مجموعة أخرى من الأثاث الجنائزي.

وقال د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الجرار المكتشفة كبيرة الحجم وفي حالة جيدة من الحفظ، وأن بقايا النبيذ الموجودة داخلها عمره حوالي 5000 عام.


الاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوسالاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوس

الاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوسالاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوس

الاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوسالاكتشافات الأثرية الأخيرة في أبيدوس
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: