-
الرئيسية
-
محليات
لحظات الفراق فى مجلس الوزراء.. "دموع خفية" و"ابتسامات صفراء"
3-3-2011 | 18:37
أشرف بدر
لحظات فارقة عاشها الدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء "المستقيل" منذ حلوله ضيفاً بالأمس على برنامج بلدنا بالمصرى على قناة "أون تى فى" بحضور الروائى علاء الأسوانى والإعلامى حمدى قنديل ،وبحضور نجيب ساويرس رجل الأعمال وصاحب القناة أيضاً، تلك الحلقة التى شن فيها الأسوانى هجوماً شرساً على شفيق.
بعدها غادر شفيق استوديو القناة فى حالة غضب عارمة ، متجهاً إلى منزله ليظل – حسب مقربين منه –ساهراً حتى اللحظات الأولى من صباح اليوم الخميس.
استقل شفيق سيارته وكأن لسان حاله يقول "مش هقعد تانى..كفاية كده"، واسترجع بذاكرته شريط البرنامج ليتذكر الاتهامات التى وجهت إليه، وفجأة وجد سيارته واقفة أمام مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
لم يستغرق وجود شفيق فى مقر المجلس الأعلى بضع دقائق، حيث كان مقررا عقد الاجتماع الوزارى فى التاسعة صباحاً، بينما كان جميع الوزراء ينتظرون بشغف وصول شفيق إلى مجلس الوزراء لعقد الاجتماع الذى تمت الدعوة إليه منذ يومين، إذ بشفيق يجرى اتصالا بمجلس الوزراء ليبلغ الجميع أنه تقدم باستقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وهنا خيم الهدوء وملامح الحزن على غالبية الوزراء القدامى والجدد.
رغم إبلاغ شفيق للجميع باستقالته، إلا أنه دعا الوزراء هاتفيا إلى اجتماع طارىء، فى الساعة الحادية عشر،وفجأة يصل شفيق إلى مقر المجلس ولم يستغرق وجوده أكثر من 25 دقيقة هى الفترة الى أعقبت اجتماع الاستقالة لحكومة أحمد شفيق والتى شهدت حوارات جانبية وعناقاً فى الوقت الذى اتجه فيه التفكير الى ماسيحدث فى الفترة القادمة.
لم يشارك وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فى الاجتماع فى حين كان الفريق شفيق آخر المغادرين برفقة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى فى الحكومة المستقيلة، حيث عانق الفريق شفيق الدكتور يحيى الجمل قبل مغادرته، كما قام بمصافحة السكرتارية الخاصة به والمراسم.
خرج معظم وزراء الحكومة المستقيلة فرادى وارتسمت على وجوه بعضهم علامات التجهم، فى حين بدا البعض الآخر غير مكترث، واكتفى غالبية الوزراء بمصافحة بعضهم على عكس ما كان يجرى فى السابق من حالات الود عقب اختتام كل جلسة.
لم يدل أى من الوزراء بتصريحات، باستثناء وزير الكهرباء حسن يونس ، الذى قال: إن الرسائل وصلتهم بأن الاجتماع تحول من عادى لمجلس الوزراء إلى شبه طارىء لتقديم استقالة الحكومة.
كان أول المغادرين لمقر مجلس الوزراء المستشار ممدوح مرعى وزير العدل، تبعه وزراء التنمية المحلية والقوي العاملة والاتصالات والبترول والبيئة والسياحة والصناعة ثم التعليم العالى والتربية والتعليم والإسكان والتضامن والأوقاف والثقافة. بينما تأخر خروج أحمد شفيق ووزيرى الداخلية والتعاون الدولى.
انعكس المشهد العام على مصافحة الوزراء المغادرين، حيث علت الابتسامات الفاترة الوجوه وارتسمت الدهشة على جبين معظم الوزراء بسبب الرحيل من الحكومة فجأة، علي الرغم من توقع الاستقالة.
علي سلالم مجلس الوزراء وقف وزير التضامن الاجتماعى جودة عبد الخالق، الذى كان أكثر الوجوه ابتسامة، وظهرت علامات الذهول الكبير على وزير الإسكان فتحي البرادعي. أما المهندس حسن يونس وزير الكهرباء فكان أكثر ثقة.
وصل الذهول أيضا إلى اللواء محمود وجدي وزير الداخلية، في المقابل كان محمد الصاوي وزير الثقافة اكثر اشراقا وابتساما وثقة.
جمع المشهد الأخير بين وزير الداخلية والدكتور أحمد شفيق وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي. وظهر شفيق وكأن لسان حاله يقول" الحمد لله عملت اللي عليا".
انتهى مشهد الوداع بالدموع التى أبت الكشف عن حقيقتها على وجه شفيق الذى ظل ينظر إلى حوائط وجدران مجلس الوزراء قبل نزوله من على سلالم المجلس ، ليجد كل الوزراء واقفين منتظرين نزوله معهم ويصافحهم لآخر مرة سيلتقون فيها ورفع يديه مودعاً لهم وركب سيارته ليرحل عن كرسى رئاسة الوزراء، رغم أن جلوسه عليه لم يتجاوز الأربعين يوما.
بالعودة إلى بداية فترة تشكيل الفريق أحمد شفيق للحكومة، يتضح أنها تنقسم إلى قسمين، الأول بعد تكليف الرئيس السابق حسنى مبارك بتشكيل حكومة جديدة يوم 29 يناير الماضى خلفا لحكومة أحمد نظيف واستمرت إلى حين تنحى الرئيس السابق عن الحكم يوم 11 فبراير الماضى والثانية بتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة باالاستمرار فى رئاسة حكومة تصريف الأعمال.
كلمات البحث