يتزايد يوميًا "خطر" الأغاني السيئة في مضمونها والمسيئة لشخصيات الأطفال والشباب لتأثيرها الضار على ما يستحقونه من الذوق الجميل والرقي وحسن اختيار الكلمات والحركات حتى أثناء الترفيه، وتنتشر بشدة خاصة بين الأجيال الجديدة؛ فتتسلل من خلالها ألفاظ سوقية ومعاني مبتذلة تهدد العلاقات "السوية" بين الناس كالعلاقة بين الأصحاب ومع الجنس الأخر وأيضا مع الأهل؛ فمع الموسيقى الصاخبة والمرحة "تتبعثر" الكلمات المرفوضة وتأخذ مكانها في ألسنة الكثيرين والأسوأ أن "تحتل" بعض المعاني السيئة مكانها في العقول والقلوب ثم التفكير والتصرفات..
يُقال عن حق: "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله" وإذا كنا لا نستطيع منع انتشار هذه الأغاني فبامكاننا بمشيئة الرحمن "حصار" أضرارها ما استطعنا؛ ولنحول القول الرائع إلى واقع "يخدمنا"؛: "لا نستطيع منع الطيور من التحليق فوق رؤوسنا، ولكن نستطيع منعها من بناء الأعشاش فوق رؤوسنا"..
الممنوع مرغوب؛ والواقعية "الذكية" مطلوبة وليست الانهزامية أمام ما نكره؛ فالواقعية الذكية تجعلنا "نرى" بوضوح أنه لا مجال لمنع أولادنا وبناتنا صغارًا وكبارًا من الاستماع للأغاني السيئة التي يؤديها أصوات "معظمها" نشاز وبها كلمات "سوقية" وتنتشر بسرعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرًا شاهدنا بعضًا منها في بعض حفلات التخرج من جامعات خاصة وحكومية، وشكا بعض أولياء الأمور من تواجدها في المدارس الإبتدائية والإعدادية والتي يدفع الأهل فيها عشرات الألوف سنويًا لضمان المستوى التعليمي الجيد، فقط وللفوز بمستوى اجتماعي راقٍ، ثم يفاجأون "بحفظ" أولادهم وبناتهم أغاني مسيئة ويؤدونها "بحماس" ويقومون بحركات مبتذلة مصحوبة أحيانًا بصراخ هيستري..
لن ننهزم ونردد الكلمة البغيضة والمرفوضة والتي يرددها بعض الأهل من الجنسين ومن كل الأعمار "ويخذلون" أولادهم وبناتهم ويقولون: "لم نعد نربي وحدنا كما كان الأهل في الماضي؛ فوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والأصدقاء يربون أولادنا وبناتنا معنا!!!".
نرفض ذلك جملة وتفصيلًا وندعو لطرد الروح الانهزامية فورا ونذكر الأهل بأنهم "سيرفضون" حتما تناول أولادهم وبناتهم الطعام الملوث -وإن انتشر-؛ وسيبذلون الجهد "برضا" وبمثابرة ويقين بأن الله عز وجل سيبارك جهدهم في التربية؛ متى استعانوا بالرحمن عز وجل "بقوة" وتوكلوا عليه سبحانه "بصدق" بعد الأخذ بالأسباب بجدية "ومثابرة" وعدم تعجل النتائج..
نذكرهم بالثواب الديني عن حسن تربية الأبناء ورعايتهم باستمرار وعن العقاب الديني عن إهمالهم فضلا عن المكاسب الدنيوية في الأولى بالرضا عن تمتع أولادهم وبناتهم بحياة ناجحة "ومحترمة" والخسائر المعروفة -لا قدر الله- في الثانية..
نوصي بتجنب الكلام المباشر والكثير للأبناء والابتعاد تمامًا عن كلمات مثل "في أيامنا لم نقل هذا الكلام الممتلئ بالإسفاف"، "أو لماذا لا تنشغلوا بما يفيدكم؟"؛ فالجملة الأولى وحدها كافية لصنع حاجز "نفسي" بين الأهل والأبناء والبنات وسيردون: "لسنا من جيلكم ولنا الحق في عيش أيامنا"..
والثانية غير واقعية؛ فليس من المنطقي "توقع" انشغالها طوال الوقت بما يفيد ولابد من الترفيه..
نود ألا نقول لهم: "لا تقلدوا أصحابكم واختلفوا عنهم"، أو لماذا لا تكونوا أقوى منهم وتشجعونهم على التوقف عن الاستماع لهذه الأغاني؟"؛ فمن الطبيعي سعي الأبناء والبنات من كل الأعمار "لبعض" من التشابه مع جيلهم ولن يكونوا أبدا نسخة من جيل الآباء والأمهات؛ ولا يعني ذلك الاستسلام أبدا ولكن بعض من الواقعية؛ فكما "نسمح" لهم أحيانا بتناول الطعام غير الصحي "بشرط" ألا يكون عادة يومية "فلنتسامح" برغبتنا مع ترديدهم لبعض هذه الأغاني "أحيانا" وليس يوميًا مع الامتناع التام عن دعوتهم لغنائها أمام الآخرين أو الانبهار بحفظهم السريع لها؛ فنجعلهم يشعرون أنها ميزة وسيضاعفون الاهتمام بها أو السخرية منهم بسببها أمام الآخرين أو معهم فقط؛ فسيختارون العناد والتحدي..
لنتجنب المقارنة بين أغاني جيلنا والأغاني السيئة؛ فسينحازون لا إراديا لجيلهم ويعتبرون أي إساءة لهذه الأغاني إساءة متعمدة "لهم"..
نوصي بالبحث عن أفضل أغاني "معاصرة" والإشادة بها بلا مبالغة وإخبارهم بلطف وبكلمات قليلة جدا؛ فكلما كثر الكلام "قل" الإصغاء وزادت الرغبة في العناد للشعور "بضغط" الأهل وبمحاولة الإجبار والعكس صحيح..
ليقل الأهل: الانتشار لا يعني أبدًا الجودة والاستمتاع لا يكون بالتقليد بل بحسن اختيار ما يناسبنا..
ننبه لخطورة ترك الطفل أو الشاب يؤدي حركات الرقص كالنساء؛ ولنقل بلطف إن هذا يقلل منه، وإن حصد التصفيق والمرح لا يعني التقليل من النفس طلبًا للإعجاب.
وبتوعية البنت أنها سترقص بالبيت وبالمناسبات "فقط" وهي صغيرة وكلما كبرت سيتراجع رقصها خارج البيت وتكتفي بالرقص داخله مع صديقاتها، والتنبه لحركات البنت أثناء الرقص -حتى لو بالبيت- "وإطالة" عمر البراءة ما استطعنا ولا نقل لها: هذا عيب؛ فستعاند ونقول "بهدوء": الأجمل ألا تفعليه؛ وإذا ردت: ولكن "الكل" يفعلن ذلك.. نرد بسرعة: ولكنك "أميرة" مميزة ولست من الكل ولا يليق أن تقلدي الأخريات، وإخبارها أن البعض قد يشجعونها على الرقص والاستماع للأغاني المسيئة رغم إنهم لا يحترمون ذلك؛ فالتشجيع ليس بالضرورة أنهم يرونهم صوابا أو جميلا، فبعض الناس يفعلون ذلك مع الذين لا يهتمون بأمرهم، ولأننا "نهتم" بها ونراها "غالية" جدا ترفض أن تتصرف كبنت غير ذكية.
نود إخبار الأطفال والشباب من الجنسين أن الموسيقى الصاخبة المصاحبة للأغاني الشعبية المسيئة يجب ألا تدفعهم لترديد هذه الكلمات ويتم شرح المعاني السيئة لها بأقل كلمات ممكنة، والتأكيد أن هذه الكلمات "تخدش" ذكاءهم وتميزهم، وأنهم ليسوا "كالببغاء" يرددون الكلام دون وعي.