بصراحته المعهودة، ومكاشفته المعتادة جاءت كلمة الرئيس السيسي اليوم خلال مداخلة مهمة عقب بها على كلمة مطولة ومفصلة قدم بها الدكتور مصطفي مدبولي ما تم إنجازه في 9 سنوات – العديد من الرسائل المهمة التي خاطب بها الشعب المصري الذي يستعد للإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في ديسمبر المقبل، ولعل الرسالة الأهم التي توقفت عندها قول الرئيس السيسي في تعقيبه على ما تحقق من إنجازات مخاطبا الجميع: "ده اللى عملناه وعندكم فرصة للتغيير في الانتخابات الرئاسية المقبلة"..
وقراءتي لهذا التصريح أن الرئيس السيسي دائمًا ما اعتاد الصراحة والمكاشفة حين يتحدث مع الشعب، والرسالة التي أراد لها أن تصل لكل مواطن أنه واثق من منجزاته التي تحققت على أرض مصر خلال السنوات الماضية والتي تعد بحق إعجازًا ما كان ليتحقق لولا وجود إرادة قوية ورؤية واضحة لواقع ومستقبل هذا البلد الذي كان يئن تحت وطأة الأزمات طوال عقود ماضية ولم تكن مصر حين تولى الرئيس السيسي القيادة في انتخابات حرة عام 2014 سوى "شبه دولة" تمزقها الأزمات، وتعصف بها التحديات، ويتهددها الإرهاب.
الرئيس السيسي حين يقول هذا ما حققته ولكم القرار فإنه يعلم تماما أنه "عمل الصح" وأنه حقق ما كان يجب أن يتحقق، وأن ما يروج له المشككون، ويسوق له المغرضون، ويدفع به المتآمرون، سيسقط في صناديق الانتخابات ويحترق تحت أقدام الشعب المصري الذي استبق الانتخابات وخرج بالملايين لمكاتب الشهر العقاري ليحرر توكيلات ترشيح هذا الرئيس الوطني الذي فوضه في 30 يونيو وفي 3 يوليو وفي 26 يوليو 2013 ثم اختاره في 2014 ليقود البلاد إلى بر الأمان بعد أن كادت تسقط في أيدي ميليشيات مسلحة، تعمل لصالح قوى أجنبية، وتأتمر لتنفيذ مخطط دول إقليمية ودولية تبحث عن نفوذ لها في مصر.
بالفعل ستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تشهد حراكًا ديمقراطيًا في الشارع المصري غير مسبوق فرصة للتجديد وليس للتغيير.. التجديد الذي يستكمل مسيرة الإنجازات التي تحققت على أرض مصر في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وهي إنجازات بمعني الكلمة ولا ينكرها إلا جاحد، ولا يقلل منها سوى حاقد، أو يتنكر لها إلا كاره..
لعل وقفة أمينة بالتحليل والتدقيق لما تقوم به الجماعات والقوى الجاحدة والكارهة والحاقدة بل والخائنة لهذا الوطن سنجد أن الرابط والهدف الذي اجتمعوا عليه هؤلاء هو ضرب ما تحقق من مشروعات، ومنجزات، عبر حملات من التشكيك والتزييف بهدف بث روح الإحباط في نفس المواطنين وإجهاض أي بارقة أمل في المستقبل.واستعادة اجواء الفوضى والتخريب التي عانت منها مصر في فترة ما قبل 2014 وخسرت بسببها مئات المليارات من الدولارات وتلك الرسالة التي يجب أن يدركها ويعيها كل مواطن كما ان الحقيقة الساطعة التي يجب أن يتمسك بها الجميع أن الإستقرار هو الرهان الذي يحقق التطور والتقدم الذي نبغيه .
وإمعانًا في هذا المخطط الخبيث تستغل هذه الجماعات موجة الغلاء التي تشهدها بعض السلع الغذائية بفعل متغيرات وتطورات اقتصادية دولية اكتوى بها كل دول العالم في ترويج هذه الأكاذيب، واختزال ما تحقق على أرض مصر في أزمة الأسعار وهنا الفارق بين رؤية جماعة إرهابية وقوى كارهة للاستقرار، ورجل دولة تحمل الأمانة ويعمل وفق خطة تنموية مدروسة هدفها وضع مصر على خريطة التقدم والتطور، كما فعلت دول أخرى مرت بتجارب تنموية ناجحة، وقد كان الرئيس السيسي واضحًا في قوله أيضا اليوم حين قال: "لو كان ثمن التقدم "الجوع" نعمله "وتلك رسالة أخرى تؤكد أن مسيرة التقدم التي بدأها الرئيس قبل 9 سنوات كان هدفها التقدم وتأسيس قواعد دولة كبرى تمتلك أدوات القوة الشاملة وليس دولة تعيش فقط لتوفر رغيف الخبز لشعبها.
.."فرصة التغيير" التي تحدث عنها الرئيس نريدها تحدث في السياسات، وفي الأولويات، وفي المشروعات وأعتقد أنها بدأت بالفعل في إعطاء الأولوية للمشروعات الصناعية والتوسع في الأراضي الزراعية وفي القطاعات الإنتاجية التي تحقق احتياجاتنا الاستهلاكية وترفع عوائد الصادرات المصرية للأسواق العالمية وهو ما يترتب عليه زيادة تدفقات النقد الأجنبي.
"فرصة التغيير" ستحدث في مرحلة جديدة من العمل الجاد الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية ومن أرضية ما تحقق من مكتسبات، وما جرى من منجزات على أرض مصر وفرت البيئة المناسبة لانطلاقة اقتصادية كبرى، وهو ما تعكسه مؤشرات الاستثمار الأجنبية العربية التي تعتبر أن مصر أحد أهم الأسواق في الاستثمار.. وما تجسده أيضا تقارير المؤسسات الدولية التي ترى في الاقتصاد المصري أنه من أعلى الاقتصاديات في النمو .
..نعم سيحدث التغيير حين يتم التجديد للرئيس السيسي رئيسا لمصر