أدى الاكتشاف الأخير فى مخازن هرم ساحورس لصدق رؤية المعماري الإنجليزي "جون بيرينج" والذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم عام ٬1836 حيث ذكر أن هذا الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة وأنه لم يكن قادرًا على الدخول نظرا للحالة الانشائية المتهدمة للهرم. ومع ذلك، فقد اقترح أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.
موضوعات مقترحة
وكانت أبوصير فى الفكر المصري القديم تعنى (بر أوزير) التي تعنى مقر الإله أوزوريس، وتضم مقابر ملوك الأسرة الخامسة ومنها هرم الملك ساحورع ، وهرم الملك نفر-إير-كا-رع (كاكاى) وهرم الملك نفر-اف-رع ، وهرم الملك نى -أوسر رع حيث قام ملوك الأسرة الخامسة بالاهتمام بعقيدة الشمس بمظاهر عديدة من بينها إقامة معابد لعبادة معبود الشمس في منطقة "أبو صير".
وقال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لبوابة الأهرام " إن الإطار العام لمعبد الشمس يتكون وذلك اعتمادا على معبد الملك "ني وسر رع" من (معبد الإله، ثم طريق صاعد، ثم معبد الوادي)، ويتكون معبد الإله من بوابه تؤدي الى صالة طويلة توصل بدورها الى صالة عرضية ذات ثلاث مداخل يؤدي الغربي منها الى فناء المعبد المكشوف والذي يتضمن مسلة، ومائدة قرابين حيث تجرى الطقوس مباشرة لإله الشمس. وإلى اليسار من المسلة توجد مقصورة تتضمن مناظر الإحتفال بعيد "سد"(اليوبيل الثلاثيني)، ويؤدي مدخله الواقع في الناحية الشرقية الى صالة كبيرة تتوسطها أربعة أساطين، وتؤدي الصالة إلى صالتين متعامدتين توصلان إلى ثلاثه مداخل الغربي منها يؤدي إلى الطريق الصاعد كما عثر فى الناحية الجنوبية من المعبد على حفرة مركب طولها 30م.
الجدير بالذكر أن هذه الأهرامات قد تهدمت بشكل شبه كامل حيث بنيت صلب الأهرام من الطوب اللبن ، بينما المعابد لا زالت قائمة بسبب تشيدها من الأحجار.
ساحورع (وتعني "القريب من رع") ، وكان ملكا لمصر القديمة والحاكم الثاني للأسرة الخامسة (حوالي 2465 - 2325 قبل الميلاد). حكم لمدة 12 عامًا في أوائل القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد خلال فترة المملكة القديمة. يمثل عهد ساحورع القمة السياسية والثقافية للأسرة الخامسة.
أثناء حكم ساحورع كانت لمصر علاقات تجارية مهمة مع الساحل الشرقي. أطلق ساحورع عدة بعثات بحرية إلى لبنان لشراء أشجار الأرز ربما شهد عهده ازدهار البحرية المصرية ، والتي تضمنت أسطولًا في أعالي البحار حيث أمر ساحورع بأول رحلة استكشافية موثقة إلى أرض بونت، والتي جلبت كميات كبيرة من المر والملكيت والإلكتروم والأخشــاب الثمينة لصناعة الحلي وأدوات الزينة، وربما اسـتوردت عن طريقها أقزامًـا وجلود الفهود والنمور وحيوانات نادرة مما يليها جنوبًا،وذلك في مقابل مبادلة أهلها بالمصنوعات المصرية التي تروج بينهم وترضي أذواقهم.
وأوضح شاكر، أنه سجلت حوليات الفرعون ساحورع ثاني فراعنة الأسرة الخامسة من صور هذه الاتصالات أنه وردت في عهده كميات هائلة من منتجات بونت، وصور فنانوه أفرادًا من هذه البلاد في مناظر معبده بأبو صير على هيئة الخاضـعين لسطوته، وإن كانوا في الأغلب ممن يتاجرون مع دولته. كما أمر بشن حملات عسكرية ضد زعماء القبائل الليبيين في الصحراء الغربية، وإعادة الماشية إلى مصر. أرسل ساحورع المزيد من الحملات الاستكشافية إلى مناجم الفيروز والنحاس في سيناء.
بنى ساحورع هرمًا لنفسه في أبو صير ، وبالتالي تخلى عن المقابر الملكية في سقارة والجيزة ، حيث بنى أسلافه آثارهم.
يعد هرم ساحورع أصغر بكثير من أهرامات الأسرة الرابعة السابقة ولكن الزخرفة والهندسة المعمارية لمعبد جنائزيه أكثر تفصيلاً.
تم تزيين معبد الوادي والجسر والمعبد الجنائزي لمجمع الأهرامات بأكثر من 10000 متر مربع (110.000 قدم مربع) من النقوش الرائعة متعددة الألوان ، والتي تمثل أعلى شكل وصل إليه هذا الفن خلال فترة المملكة القديمه أدرك قدماء المصريين هذا الإنجاز الفني الخاص وحاولوا محاكاة النقوش البارزة في مقابر الملوك والملكات اللاحقين.
قدم مهندسو مجمع أهرامات ساحورع استخدام أعمدة النخيل (أي الأعمدة التي تتخذ عاصمتها شكل سعف النخيل) ، والتي سرعان ما أصبحت سمة مميزة للعمارة المصرية القديمة. خلال عصر الدولة الحديثة ، تمت مساواة ساحورع بشكل من أشكال الإلهة سخمت لأسباب غير معروفة. كان لعبادة "سخمت ساحورع" أهمية وجذبت الزوار من جميع أنحاء مصر إلى معبد ساحورع. استمرت هذه العبادة غير العادية ، التي تم الاحتفال بها بعيدًا عن أبو صير ، حتى نهاية العصر البطلمي بعد حوالي 2500 عام من وفاة ساحورع.
.وعثر على تمثال الملك ساحورع مع ممثل إقليم قفط من حجر الديوريت متحف المتروبوليتان ارتفاعه 64 سم عثر عليه بمجموعته الهرمية بمنطقة ابوصير ويمثل الملك جالساً على كرسي العرش وإلى جانبه ممثل إقليم قفط الإقليم الخامس من أقاليم مصر العليا الملك ساحورع ثاني ملوك الأسرة الخامسة ويرتدي النمس الملكي تحليه حية الكوبرا ويرتدي اللحية الملكية المستقيمة المستعارة.
ونجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة من جامعة فورتسبورغ برئاسة الدكتور محمد إسماعيل خالد والعاملة بمنطقة أبو صير، في الكشف لأول مرة عن سلسلة من المخازن داخل هرم الملك ساحورع.، وأكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا الكشف، خاصة وأنه يساهم في كشف النقاب عن فلسفة الهندسة المعمارية لهرم الملك ساحورع ثاني ملوك الأسرة الخامسة (2400 قبل الميلاد) وأول ملك يُدفن في أبوصير.
وأضاف د. مصطفى وزيري أنه سيتم إتاحة المخازن المكتشفة للدراسة المستقبلية فور إنتهاء البعثة من أعمالها، كما سيتم فتحها لاستقبال الزائرين من المصريين والأجانب في القريب العاجل.
ومن جانبه قال د. محمد إسماعيل خالد رئيس البعثة أنه بلغ عدد المخازن المكتشفة نحو ثمانية مخازن، لافتا إلى أنه علي الرغم من تضرر الأجزاء الشمالية والجنوبية من منطقة المخازن بشدة وخاصة السقف والأرضية، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.
وأضاف أنه تم ترميم المخازن المكتشفة وتوثيقها توثيقا أثريًا دقيقا، الأمر الذي ساهم في فهم التصميم الداخلي لهرم الملك ساحورع بشكل كبير.
هذا وقد نجح فريق العمل كذلك في الكشف عن الأبعاد الأصلية والتصميم الأصلي للغرفة الأمامية لحجرة الدفن الخاصة بالملك ساحورع، والتي تعرضت لأضرار مع مرور الوقت حيث عاني الجدار الشرقي لها من أضرار بالغة، ولم يكن بالإمكان اكتشاف سوى الركن الشمالي الشرقي و 0.30 متر من الجدار الشرقي، إلا أن البعثة قامت ببناء جدران داعمة جديدة بدلا من الجدران المهدمة.
واستطرد د. محمد إسماعيل خالد قائلا أن البعثة نجحت أيضا في الكشف عن آثار ممر منخفض كان قد ذكرها المعماري الإنجليزي "جون بيرينج" والذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم عام ٬1836 حيث ذكر أن هذا الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة وأنه لم يكن قادرًا على الدخول نظرا للحالة الانشائية المتهدمة للهرم. ومع ذلك، فقد اقترح أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.
وقد قامت البعثة المصرية الألمانية بتنظيف الممر باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد باستخدام الماسح الضوئي ZEB Horizon م GeoSLAM ، وأجرى الفريق المصري الألماني بالتعاون مع فريق 3 D Geoscan مسح للمناطق المكتشفة داخل الهرم، الأمر الذي سمح برسم خرائط شاملة لكل من المناطق الخارجية الشاسعة والممرات الضيقة والغرف بداخلها.
تجدر الإشارة إلى أن البعثة الأثرية المصرية الألمانية العملة بالموقع بدأت عملها في عام 2019 من خلال مشروع الحفظ والترميم لهرم الملك ساحورع، بدعم من صندوق وقف الآثار (AEF) التابع لمركز البحوث الأمريكي في مصر (ARCE) ، بهدف حماية الاجزاء الداخلية من هرم ساحورع.
مخازن هرم ساحورس
مخازن هرم ساحورس