برنامج سياحي للمشاركين في المؤتمر الدولي الإسباني المصري للسياحة والضيافة والتراث | كينين تفوز على كروجر وتعبر لدور الـ32 ببطولة قطر المفتوحة للتنس | جوارديولا يطالب لاعبيه بضرورة إظهار أن الفريق لديه شيء مميز في مواجهة ريال مدريد | مساعد وزير السياحة في زيارة ميدانية لأسوان لتنشيط منتج السياحة البيئية | اجتماعات مكثفة في الأهلي لاستعراض عروض الرعاية في كأس العالم للأندية | نواب في الكنيست يتهمون نتنياهو بالتخلي عن المحتجزين ومحاولة إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة | أمين «البحوث الإسلامية»: القرآن كتاب الله الخالد وحجته البالغة وهو باق إلى أن تَفنى الحياة على الأرض |صور | محافظ شمال سيناء ورئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني يتفقدان قافلة «إيد واحدة» |صور | حماس: تأجيل تسليم المحتجزين المقرر الإفراج عنهم السبت القادم حتى يلتزم الاحتلال ببنود وقف إطلاق النار | قيادي بحزب «المصريين»: زيادة الأجور والمعاشات تعكس حرص الدولة على تحسين مستوى معيشة المواطنين |
Close ad

«الأخوة هامر سكينز»

26-9-2023 | 12:04
الأهرام العربي نقلاً عن

كابوس النازية لا ينتهي، الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، كانت ألمانيا الجريحة على موعد مع مواجهة مستعادة من زمن مضى.

قررت مطاردة جماعة تسمى الأخوة هامر سكينز، تؤمن بالنازية الجديدة، تكره الدستور، تلاحق الأجانب واللاجئين، تقوم بالتصفيات الجسدية لخصومها، تعادى الألوان والأعراق المختلفة.

وهامر سكينز هذه فرع من منظمة أم تسمى بالاسم نفسه، توجد على الأراضى الأمريكية منذ عام 1988، وتضم 130 عضوا فى ألمانيا، لاحقتها السلطات فى عشر ولايات ألمانية، وقررت حظرها قانونيا وسياسيا.

قبل عامين لاحقت ألمانيا مجموعة أخرى تسمى نفسها المعركة 18”، كانت أكثر خطورة من هامر سكينز، فقد عمدت إلى اغتيالات وتصفيات سياسية وغير سياسة، وقبل تسع سنوات حظرت ولاية بافاريا الألمانية جماعة فيرى نيتوورك ساوث النازية، وهكذا لا تتوقف ألمانيا عن ملاحقة النازيين الجدد.

يبدو أن كابوس النازية لا يتوقف عند الحدود الألمانية، بل يصل إلى معظم عواصم أوروبا، وهناك صلة وثيقة بين جماعة هامر سكينز، والأحزاب اليمينية المتطرفة فى كل أنحاء أوروبا، ويبدو الأمر واضحا فى اكتساح اليمين لمعظم الانتخابات البرلمانية فى أكثر من عاصمة، وتشكيل الحكومات.

ترغب ألمانيا فى التخلص من عقدة النازية، فقد تسببت فى حربين عالميتين قاسيتين، ولا تزال آثارها العميقة محفورة فى العقول والقلوب، ولا تزال نتائجها غير العادلة تضرب أربعة أركان الأرض، ولا تبدو الحرب الروسية - الأوكرانية بعيدة عن هذه الأجواء.

أليس غريبا أن يتم استيراد الفكرة من الأراضى الأمريكية، وهى ألمانية الأصل؟ أليس غريبا أن تعتقد هذه الجماعات فى التفوق العرقي،  فى وقت أثبتت فيه الوقائع أنه اعتقاد بائس، وتسبب فى حروب واغتيالات مجانية؟

حقا إنه عالم مجنون، وسيكون أكثر جنونا إذا ما حازت هذه الجماعات السلطة والقوة وأسلحة التدمير الشامل.

تبدو دورة التطرف عارمة، فمعظم هذه الجماعات  تكتسح الشارع السياسي، ويتجلى الأمر فى انحراف المزاج العام لدى الناس فى أكثر من عاصمة أوروبية، ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية، تجد هذه الجماعات مسرحا مفتوحا لنشر أفكارها، ما أشبه الليلة بالبارحة، فأزمة الكساد العظيم نتجت عنها النازية القديمة، ونتجت عنها الحرب العالمية الثانية، ولا تزال تداعياتها مستمرة، وكان الشرق الأوسط أكبر ضحاياها.

هل النازية قدر ألمانيا؟ وهل يمكن أن تكون بلاد الفلسفة والإبداع والابتكار الصناعى العظيم عاجزة عن التخلص من هذه الآفة، أم أن هناك من يرغب فى تكبيلها بأفكار قد تؤدى إلى صدام عالمى كما حدث فى الماضي؟

 العالم مدين لألمانيا بقرنين من الأيديولوجية العظيمة، والأفكار الكبرى، وبالأسماء التى شقت للعالم مسارا جديدا، والعالم أيضا دائن لألمانيا نتيجة الحرب العالمية الثانية، ولا بد أن يتساوى الميزان الآن، وتعود ألمانيا لاعبا أوروبيا كبيرا، ولا تخضع للحماية من خارجها للأبد، فتلك الحماية هى الأرض الخصبة لجماعات النازيين الجدد.

سواء تخلصت ألمانيا من كابوس النازيين الجدد أم لا، فإن العالم الجديد سوف يكتسح هذه الأفكار من جذورها، حتى لو بدت الآن منتصرة ورائجة فى أكثر من مكان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة