كل عام.. ميلاد جديد

25-9-2023 | 13:09

كلما اقترب المولد النبوي الشريف شعر كل مسلم أنه في حالة ميلاد جديد لنفسه وحياته وأسرته.. ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، علينا أن نراجع أنفسنا في علاقتنا مع رسولنا الكريم وكيفية السير على ضربه ونهج كل خطواته عملا بقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب الآية 21، تلك الأية الكريمة هى كلمة السر التى جعلها الحق سبحانة وتعالى اللغة الواضحة والصريحة للصلة بينه وبين عباده وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية، والصلة بين كل عباد الله من ناحية أخرى..

الأسوة الحسنة هي كلمة الله لعباده لتكون منهج حياة.. الحق سبحانه وتعالى يرشدنا إلى الطريق الصحيح والقويم بجعل منهج سيد الخلق أسوتنا وقدوتنا في الحياة.. ذاك المنهج الذى سار عليه النبى الكريم من صبر ومصابرة على مصاعب رحلة ومشوار النبوة.. جهاد ومرابطة.. انتظار فرج وعطاء الله عز وجل.. رسولنا الكريم منح كل مسلم منهج وطريق حياة واضحًا وسليمًا.. رشيدًا وقويمًا.. من يسر عليه يحصد مكاسب الدنيا ويجنِ ثمار الآخرة.. لهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسنتي" كتاب الله وسنة رسولنا الكريم هي كلمة السر وراء ضبط مشوار حياتنا بشكل سوي وقويم.. علاقتنا الإنسانية السليمة والصحيحة يجب علينا أن نبنيها وفقا للبنيان الذي منحنا الله ورسولنا الكريم أدوات بنائه القوي السديد.. 

كل فترة من حياتنا علينا أن نغربل مواقفنا وتعاملنا مع الناس والحياة ونضعها فى ميزان كتاب الله وسنة رسوله الكريم.. وكثيًرا ما نخطئ.. نبعد نسرف.. تكثر ذنوبنا.. تتراكم عيوبنا.. 

أحيانا نبعد بعض الشيء عن الله وعن سنة رسولنا الكريم.. 

وعودتنا إلى الطريق السليم والصحيح لإزالة كل تلك الخطايا والذنوب هى اليقن فى الله وفى قوله تعالى: ﴿۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ سورة الزمر 53.. لذا يجب علينا، مع احتفالاتنا بالمولد النبوى الشريف كل عام، أن نراجع أنفسنا جيدًا.. معه نبدأ ميلاد جديد لحياة تبنى على أساس من حب الله ونهج وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا نضل أبدًا ونجني من ورائه خير الدنيا والآخرة.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: