Close ad

دبلوماسية العالم

24-9-2023 | 15:14

على الرغم من الفشل الواضح للأمم المتحدة في التعامل مع العديد من القضايا والأزمات الدولية وهو ما أفقدها الكثير من مصداقيتها لدى الشارع الدولي إلا أن عددًا من دول العالم وخاصة العالم النامي مازالت تنظر إليها على أنها الملاذ الأخير لها لحمايتها أو على الأقل تقليل الأضرار الناجمة عن أخطار الطبيعة – سواء الكوارث أو الأزمات الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أو الحروب والصراعات الطاحنة -  ولذا فإن أنظار العالم تتجه إلى مدينة نيويورك؛ حيث يتوافد قادة العالم إلى مقر المنظمة لحضور النسخة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تختتم أعمالها هذا الأسبوع  وسط جدول أعمال مزدحم وأولويات تتفاوت أهميتها طبقا لرؤية ومصالح كل دولة. 

والمؤكد أن مخرجات الاجتماعات والمناقشات التي تمت حتى اليوم في الأمم المتحدة سواء كانت كلمات لدول أو مناقشات ومشاورات لم تكن على مستوى طموح شعوب العالم، خاصة الدول النامية والفقيرة؛ حيث لم نشاهد أي قرارات أو حتى بيانات حول القضايا الأساسية التي تشغل الرأي العام العالمي وفي مقدمتها الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد الدولي وكيفية قيام الأمم المتحدة بطرح رؤية جديدة محددة المعالم لوقف ذلك الصراع الذي استنزف الاقتصاد العالمي، خاصة وأن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وكذلك أطراف الصراع غير المباشرة سواء كانت واشنطن أو باريس أو لندن، ولكن واقع الحال يشير وبوضوح إلى فشل مجلس الأمن في القيام بمهامه وهي الرسالة التي برزت أمام العالم بعد غياب قادة أربع دول أعضاء دائمين بالمجلس عن الاجتماعات؛ وهي الصين وروسيا وفرنسا و بريطانيا، وبالتالي أصبحت أي اجتماعات لمجلس الأمن في ظل غياب هؤلاء القادة دون جدوى، وكذلك الحوار الذي يدور منذ سنوات عن ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإصلاح المجلس وإعادة هيكلته أيضًا "ذهبت أدراج الرياح"، ولم يعد لها أي وجود فعلي على طاولة مناقشات مجلس الأمن. 

ولا ندرك حتى الآن ما هو مصير خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ وهي مراجعة نصف سنوية لكيفية تقدم العالم نحو تحقيق تلك الخطة التي أطلقتها الأمم المتحدة فى عام 2015، بغرض معالجة بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا مثل: الفقر، والحصول على المياه النظيفة، وحماية البيئة، وعدم المساواة بين الجنسين، والتعليم الجيد، مع تحديد أهداف بعينها يجب تحقيقها بحلول عام 2030  ولكن ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في تقرير منتصف المدة حول أهداف التنمية المستدامة والذى صدر قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة الحالية لا يبعث على التفاؤل والأمل؛ حيث قال: «ما لم نتحرك الآن، فإن خطة عام 2030 ستصبح بمثابة شاهد على ضريح عالم». 

وأعتقد أن التغييرات المناخية من القضايا المحورية على جدول أعمال اجتماعات ومشاورات قمة العالم الدبلوماسية خاصة في ظل ما يتعرض له العالم من تداعيات ونتائج مباشرة وغير مباشرة للتغيرات المناخية أدت إلى دمار آلاف المنازل في باكستان وليبيا وغيرهما وخسارة آلاف الأفدنة الزراعية في العديد من مناطق العالم خاصة في القارة الإفريقية ولا نجد – حتى الآن – مبررًا واضحًا لتخاذل الدول الصناعية الكبرى في العالم عن القيام بدورها في مواجهة آثار التغيرات المناخية السلبية على العالم رغم أن تلك الدول هي السبب الأساسي في تلك النتائج الكارثية.

ولذا فإن الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة داج همرشولد كان محقًا عندما قال «لم يتم إنشاء الأمم المتحدة من أجل إحضارنا إلى الجنة، بل من أجل إنقاذنا من الجحيم»، ولكن الأوضاع الحالية لا تشير إلى أن الأمم المتحدة تنوي القيام بدورها لإنقاذ العالم من الجحيم.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: