تعد صناعة الأنتيكات النحاس من الصناعات المصرية التي تمكنت من غزو الأسواق الأوروبية والأمريكية والخليجية لكي تفرض نفسها بجودتها ومهارة العامل المصري الذي يتفرد بتصنيعها يدويًا من بين منافسيه في مختلف دول العالم، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والماكينات التي تعمل آليًا، إلا أن مقتني الأنتيكات في مختلف الدول يفضلون المنتجات المصنعة يدويا "الهاند ميد".
موضوعات مقترحة
هذا ما دفع "بوابة الأهرام" لرصد مراحل وخطوات صناعة الأنتيكات النحاس من النجف والفوانيس والاباليك والشمعدانات والأباريق ومشغولات الأثاث النحاسية وانتعاش أسواقها التصديرية.
- هذه أسباب انتعاش سوق التصدير
في البداية، يقول ربيع مصطفى صاحب مصنع للأنتيكات النحاس منتجاتنا تعتمد على التصدير للدول الأوروبية والعربية؛ حيث إن بفضل شهرة حرفة العامل المصري في التصنيع اليدوي للمشغولات النحاسية، تمكنا من فتح أسواق للتصدير في فرنسا وإيطاليا والدنمارك وأمريكا، فضلا عن الإمارات وعمان والسعودية والكويت، مضيفا أننا نقوم بإبرام العقود التصديرية لتنفيذ الموديلات المطلوبة أو تقليد القطع الفريدة "السينيه" التي لا توجد منها أكثر من قطعة واحدة في العالم ونقوم بتنفيذها بجودة عالية.
وأضاف "مصطفى" أننا نشهد حاليًا إقبالًا كبيرًا من الدول المختلفة على الصناعات النحاسية المصرية وذلك أحد نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة من خلال المحفزات والإجراءات والتسهيلات التي قامت بها الحكومة للمصدرين، فضلا عن رخص أسعار الصناعة المصرية بين مثيلها من الدول الأخرى التي تكون بجودة أقل.
- المشغولات المصرية لها شهرة عالمية بين مقتني الأنتيكات
أشار أحمد مناع، صاحب مصنع للأنتيكات النحاس، إلى أن جميع أجزاء المشغولات تكون مصنعة من النحاس الخام دون تدخل أي مادة أو معدن آخر؛ حيث إننا نحرص على استخدام لحام النحاس للربط بين القطع وبعضها في عملية الصناعة، حتى لا تفقد القطعة المراد تنفيذها قيمتها التسويقية، موضحًا أن المشغولات النحاسية المستوردة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة التي تعمل على تقليل كمية النحاس المستخدمة في الصناعة؛ حيث إن قطعة الأنتيك المصرية تكون بوزن ٨ كيلو جرامات ويكون مثيلتها المستوردة والمطابقة للشكل والحجم لم تتعد الثلاثة كيلو فقط ولذلك فإن المشغولات المصرية لها شهرتها العالمية بين مقتني الأنتيكات، منوها على أن جميع العاملين في حقل صناعة المشغولات النحاسية لا بد من يكون لديهم خبرة في مجال الصناعة لكي يتمكنوا من تنفيذ التصميمات المطلوبة بدقة وإتقان.
- مراحل صناعة الأنتيكات النحاسية
وأضاف جابر الدسوقي: "أعمل في مجال تصنيع وتشكيل وصيانة الأنتيكات النحاسية بكافة أنواعها من النجف والفوانيس والاباليك والشمعدانات والأباريق ومشغولات الأثاث النحاسية"، موضحا أن مراحل التصنيع تتضمن عملية اختيار الموديل عن طريق العميل، وبناء على اختياره يتم سبك النحاس وصبه في قوالب، ثم يأتي من المسبك عبارة عن قطع منفصلة، يتم تنظيفها، بالعديد من المراحل منها إزالة الرايش، والصنفرة، والتثقيب، والتشكيل على المخرطة، ثم مرحلة التجميع عن طريق لحام القطع وتكاملها لتشكل القطعة المختارة من العميل وأخيرًا عملية التشطيب التي تتضمن التلميع.
- أنواع النحاس المستخدم في الصناعة
وقال أحمد الونش: "إنني أعمل في مجال صناعة الأنتيكات منذ أكثر من ٢٠ عامًا وتعلمت خلالها كافة مراحل وخطوات صناعة المشغولات النحاسية"، موضحًا أن قطعة "الأنتيك" في شكلها النهائي يتم دهانها على حسب الموديل المراد تنفيذه باللون الذهبي، أو الفضي، أو الأكسديه، بينما أنواع النحاس في شكله الخام يكون نوعين الأول يسمى النحاس الأحمر، ويتميز بسهولة تشكيله لكونه أقل صلابة، ولذلك يستخدم في صناعة الرفايع والمشغولات الرقيقة والحلي التي تزين الأثاث، بينما النوع الثاني من النحاس الأصفر وهو يعد الأكثر شيوعا واستخداما، ويتميز بصلابته ويدخل في صناعة هيكل النجف والمشغولات كبيرة الحجم.
- 5 مهن تدخل في صناعة الأنتيكات
بينما أكد عباس طه، أحد العاملين بالصناعة، أن المهنة تعتمد على العمالة المتخصصة والماهرة التي تملك خبرة ولديها رؤية إبداعية للتطوير والتحديث وتصميم الموديلات المختلفة، مستعرضا دور عامل الموتور الذي يقوم بصنفرة القطع النحاسية وتلميعها، أما عامل الخراطة يقوم بتشكيل وحفر وخرط قطع النحاس لتتناسب مع الموديل المراد تنفيذه، بينما يقوم عامل ماكينة "الفريزة" بتنظيف القطع النحاسية من الداخل والخارج، ثم يأتي دور عامل اللحام بتجميع القطع النحاسية لتتكامل وتشكل القطعة المراد تنفيذها في شكلها النهائي، ثم يكون دور عامل التشطيب بتلميعها وتجهيزها وتغليفها استعدادا للتصدير.