تشكو الزوجات من صمت الأزواج؛ وقد تحرض الزوجة نفسها بأقوال مثل "زوجي لا يحس بي"، "وأصبحت قطعة أساس في البيت"، "زوجي يهملني"، أو"زوجي يهتم بالإنترنت وبأصدقائه فقط".
أخبرتني زوجة بغضبها من زوجها، فأحيانا تكلمه في أمر ما، ويرد عليها ويبدو "تركيزه"، وعندما تسأله لاحقا عنه؛ ينظر بذهول وببراءة "صادقة" ويقسم بأنه لم يسمع هذا الكلام سابقا، مما يؤكد أنه لم يكن يصغي عندئذ ويرد بأي ردود لتنهي كلامها وتصمت؛ لا نحب ذلك بالطبع، ولكن يجب اختيار الوقت المناسب للكلام مع الزوج والتأكد أنه يريد الاستماع.
قالت لي زوجة إنها "تدخر" الكلام لزوجها طيلة النهار لتتحدث معه فور وصوله، بينما يكون كل همه أن يجعلها تصمت ليتمكن من متابعة التليفزيون، فقلت لها: أنها كانت قبل الزواج كانت تقسم الكلام الذي تريد قوله مع أمها وأخواتها وصديقاتها وزميلاتها ومع خطيبها، فلا يجب بعد الزواج أن يكون الحوار مع الزوج فقط، ولا تخبره بكل تفاصيل اليوم، فهي تتكرر ومن الممل ذكرها يوميا بلا جديد.
وأكاد أسمع تساؤلا "مشروعًا" واحترمه: ماذا تفعل الزوجة التي تريد الحديث والتعبير عن نفسها؟ وهذا حقها، والكلام مفيد في التقريب بين الزوجين ويقي من العزلة النفسية؟
والاجابة: تتكلم مع أمها وصديقاتها، فتتخلص من جزء من الرغبة بالكلام بشكل إيجابي قبل عودة الزوج للمنزل، ولتنتبه "وتقرأ ملامحه"، فلا يعود الزوج مرهقا متعبا متوترا بسبب العمل أو ازدحام الطرق، وتقول إن حقها على زوجها الاستماع إليها، وعندما تصل العلاقة بين الزوجين للتفكير بهذا حقي، فهذا مؤشر "غير لطيف" ويضر الزوجين.
فإذا رأت الزوجة زوجها متوترًا أو متعبًا فلتنتظر وقتًا أفضل لتتكلم معه.
وننبه لكلمات تستخدمها الزوجة تأتي بنتائج سيئة، مثل: "لم تعد تحس بي"، "لا تهتم بي"، "ليس لي قيمة في حياتك"؛ تقولها وتظن أنه سيراجع نفسه ويقول إنه مخطئ ومقصر وعليه أن يتغير، ولتتخيل الزوجة قيام صديقتها المقربة بالإلحاح بالأسئلة: أين أنت؟ لماذا لا تسألين عني؟ لقد تغيرت معاملتك لي؟ بعد فترة مهما كانت تحبها وحتى إذا كانت أهم إنسانة لديها ستغضب وتبتعد عنها؛ فلا أحد يحب أن يشعره أحد دومًا بالتقصير.
الأفضل امتلاك "مهارات" الحديث مع الزوج "وتوسيعه" وأخبرت بعض الزوجات بها واستفدن منها، فلتستفد الزوجة من متابعتها لوسائل التواصل الاجتماعي وتتحدث مع زوجها عن الأمور اللطيفة التي تجدها بها، ولتقسم أوقات حديثها حتى لا يمل، ولتحسن تفاصيل علاقتها العاطفية والحسية معه، "وتتوقف" عن انتقاده حتى إن أخطأ ولتلفت نظره بلطف، كما تتعامل مع صديقتها وليس بحدة وكأنه طفل صغير تريد "تقويمه" أو عقابه؛ فهذه الأمور من أكثر أسباب "اختيار" الأزواج الصمت الزوجي "هربًا" من النصائح واللوم المستمر.
إذا وجدت الزوجة زوجها يتابع التليفزيون مثلا، فيفضل تركه وحده أو الجلوس بصمت بجواره وتستمع معه ولا تقاطعه لتتكلم فيما تريد، وتتجنب مطالبته بترك ما يفعل ليكلمها، مما يصنع المشاكل، فإذا طالب أحد الزوجة بترك ما تفعله للحديث معها؛ فستشعر بأنه يحب السيطرة أو يمارس الضغط لدفعها للكلام.
فلتحب الزوجة نفسها وتوسع حياتها ولا تضيقها بالاهتمام بزوجها فقط، وتصادق أولادها وتصنع حياة سعيدة ومشرقة داخل البيت؛ ليكون عنوانًا للمرح والسعادة والإشراق وتحرض أولادها على إقامة علاقة صداقة بوالدهم تعود عليهم جميعا بالخير.
نرفض إبعاد زوجها من دائرة اهتمامها ونوصي بزيادة "إشباعها" العاطفي والاستمتاع بالمرح مع أبنائها وسيقل إحساسها بالرغبة "الزائدة" بالتواصل فقط مع زوجها، وسيجعلها أكثر قدرة على "تشجيعه" على التواصل معها، ولتمارس هواياتها لتسعد وتنعم بأعصاب أهدأ وتكون أجمل وستعرف كيف تتعامل مع الزوج بشكل أفضل؛ لأن حياتها ستكون أرحب، وستكون حياتها أجمل.
نهمس لكل زوجة: معظم الرجال لا يحبون كثرة الكلام والدراسات أكدت أن المرأة تتكلم في اليوم عدة آلاف من الكلمات والرجل يتكلم بضعة مثات، فطبيعته تختلف عن المرأة، ويجب تفهم ذلك ولا تحاولين إجباره ليكون مثلك أو تتوقعي منه ذلك فتتألمين وحدك؛ وندعوك لطرد الألم واحترمي اختلافه واصنعي سعادتك.
تشكو زوجات: "زوجي يفكر منفردا ويغضب منفردا"؛ والحقيقة أن معظم الرجال بالعالم يفضلون الاحتفاظ بأسرارهم وبأمورهم الشخصية بعيدا عن الزوجات وعن الأصدقاء أيضا، بعكس معظم النساء اللاتي يفضلن العكس، فهذه طبيعة بشرية يجب "تقبلها" وألا نتضايق منها والسعي لكسب "ثقته" وصداقته وعدم إفشاء أسراره بالطبع أو "معايرته" بأخطائه عند الخلافات، كما يحدث أحيانا "فيفضل" الاحتفاظ بأسراره.
واصنعي بعض اللفتات الرومانسية خلال اليوم بإعداد مشروبه المفضل بدون أن يطلبه، وبتحريض أبنائك على إظهار حبهم له، وقومي بإهدائه شيئا يحبه وربتي عليه من آن لآخر، واسأليه بود واهتمام عن صحته وعن عمله، وإن قال لك باقتضاب: أنا بخير؛ فلا تطلبي منه المزيد، فهذه جملة "يثق" غالبية الرجال أنها كافية لتوضيح أمورهم.
ويمكنك فتح الثغرات في صمت زوجك بالكلام معه في الأمور التي يحبها، ولا يمل من الحديث فيها، تكلمي معه وفقا "لاهتماماته" هو وليس وفقا لاهتماماتك وحدك؛ وقومي بتعويض ذلك بالكلام في الأمور التي تهمك والتي لا يحبها زوجك مع أولادك وصديقاتك وأهلك، ولا تحاصريه لانتزاع الكلمات منه واسعدي بما يقدمه، واستمتعي بعلاقتك بزوجك كما هو الآن، واسعدي بمزاياه -وإن قلت- وستشعرين بالرضا وهو "أوكسجين" نجاح الزواج وسيظهر ذلك في تعاملاتك مع زوجك ومن خلال ملامح وجهك "المرحبة به" وأنت تكلمينه وستحرضينه على أفضل تعامل معك.