هذه الصور الثلاث، مترابطة ومتكاملة معا، لا تستطيع كاميرا أن تلتقطها فى وقت واحد، أو تستوعبها، لكن يستطيع العقل الإنسانى والبشرى، بما يملك من إمكانات أن يفهمها، ويستخلصها ليقرأ، مصر المعاصرة، ومعانيها بوضوح.
الصورة الأولى، كانت بالنسبة لى اصطفاف القوات المسلحة المصرية، فى طابور لإنقاذ أشقائنا فى ليبيا، واستعدادهم للمشاركة مع المغرب.
تحرك الجيش أسرع من أى قوة فى المنطقة، وفى العالم، برا وبحرا وجوا، وصلت شبكات الإنقاذ إلى لؤلؤة ليبيا،(المنكوبة درنة)، وما حولها، كانت أيدى المصريين (الجيش)،تلملم الجراح، وتقف ظهرا بظهر مع الأشقاء فى ليبيا، (شبكة الإنقاذ المصرية)، أعطت رسالة اطمئنان إلى كل المنطقة،والعالم، لنا ظهير عسكرى قوى وقت الشدة، الأسرع فى التحرك، والأكثر تأثيرا فى الإنقاذ، وتضميد الجراح، إذا كان إعصار «دانيال»، قد فاجأنا وضحاياه بالآلاف، فإن تحرك اصطفاف الجيش والمصريين وراء الفاجعة الإنسانية في ليبيا، لم تفاجئ أحدا، فنحن بلد واحد، يشترك فى الحدود،وفى المصير، وتجمعنا أواصر المحبة وصلات الرحم.
كانت الصورة الثانية، الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، يفتتح فى إحدى قرى بنى سويف، سدس الأمراء فى صعيد مصر، أحد مشروعات البنية التحتية للقرى المصرية، مشروع (حياة كريمة)، الذي يطور 4 آلاف و500 قرية ونجع مصري، وفي وقت واحد لتتغير حياة مصر كلها، خطوة متقدمة إلى الأمام، ويقدم حزمة جديدة للحماية الاجتماعية (برفع الأجور)، والمعاشات للمصريين وأسرهم، بتصور شامل لمواجهة غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار والتضخم والأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر والمصريون معا، جاءت في الوقت المناسب، وتعبير عن استشعار القيادة المصرية ورئيسها لمعاناة الأسر المصرية، خدمة جديدة شملت كل الأسر المصرية، خصوصا الطبقة الوسطى والموظفين، بالقطاعين العام والمؤسسات العامة، بتكلفة 60 مليار جنيه.
نزلت القرارات بردا وسلاما على كل الأسر المصرية، شعر الجميع بأن وراءهم دولة تقف معهم فى الشدائد، وتشد من أزرهم وتساعدهم على اجتياز المشاكل سواء كانت قادمة من الخارج، أم من أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، وزيادة أعداد السكان بما لا يتناسب مع إمكاناتنا و ظروفنا الاقتصادية، كانت حزمة القرارات بمثابة رسالة اطمئنان لكل ربوع مصر، فى مرحلة دقيقة وحساسة يواجهها الشارع المصرى.
الصورة الثالثة، أكثر من معبرة، فهى رسالة لشعبها وللعالم ومنطقتها، أنها تمتلك جيشا قويا مؤثرا فى الشرق الأوسط، وإفريقيا والعالم، أتحدث عن مناورات النجم الساطع، هذا العام والتى وصلت إلى رقم 36 عاما من التراكم والعمل العسكرى الجاد، هى أكبر تدريب مشترك مع أمريكا (القوى الكبرى فى عالمنا)، ومعها 34 دولة.
هذا العام 2023، كانت المناورات الأكبر فى تاريخ هذه التدريبات المشتركة، اشتركت كل المدارس والجامعات العسكرية فى عالمنا، كل الإمكانات احتشدت فى بر مصر، وجوها وبحرها، هذه القوات التى جاءت للاشتراك مع جيشنا تثبت قدرتنا ومكانتنا فى هذا العالم، فقد أتوا ليستفيدوا خبرات ويتعلموا منا كما نتعلم منهم.
هذه المناورات، كشفت للعالم استعدادنا القتالي و احترافية وسرعة تنفيذ المهام، مناورات (النجم الساطع)، هى تعزيز التقارب بين دول العالم، التدريب المشترك هو ترسيخ السلام والأمن القومى.
كانت صورة جيشنا الذى حقق النصر منذ 50 عاما، فى أهم حرب فى الشرق الأوسط، أكثر من باهرة وساطعة، الجيش المصرى لم يتوقف عن الدفاع عن بلاده منذ هذه العقود، فدخل حروبا لمواجهة الإرهاب، والتطرف الدينى الذي استأسد على سيناء وعلى مصر والمنطقة، واستطاعت قواتنا المسلحة (تلجيمه)، ووضعه فى حجمه الطبيعى، وإنهاء تأثيره على مجريات الأمور فى منطقتنا.
مناورات النجم الساطع فى مصر هذا العام، كشفت للجيوش المشاركة معنا، قوة مصر وسعيها للسلام الإقليمي والمنطقة، حتى أقرب الصور فى أذهانكم لمعنى المناورات والتدريبات المشتركة، فإنها أرقى أنواع التدريب لجيشنا، هى أرقى أنواع التكنولوجيا والتطور الإنسانى، كما أنها من أرقى الفنون، ودخولنا هذا المعترك يضعنا فى صورة ما يحدث على هذا المسرح أو المعترك المهم.
الجيوش اليوم، هى صمام أمان المجتمعات، ولا تتقدم الدول إلا بالجيوش الحديثة التى تحمينا من الأعداء وتواجه الأشرار فى نفس الوقت، تلجم من فى قلوبهم شر أو يضمرون لنا السوء، تحية لأبطال النجم الساطع، وصلت صورتكم لنا ساطعة وبارزة.