Close ad

خبيرة فواكه استوائية: التغيرات المناخية تزيد احتمالات نجاح البن فى مصر

20-9-2023 | 10:21
خبيرة فواكه استوائية التغيرات المناخية تزيد احتمالات نجاح البن فى مصرارشيفية
كتب- حسن محمد
الأهرام التعاوني نقلاً عن

الدكتورة نهاد عبد الجواد: 

موضوعات مقترحة
- نستورد 70 ألف طن سنويا من البن وبإمكاننا إكثاره
- بداية زراعته عام 1979 فى عدة محطات بحثية منها أبو زعبل والقناطر

 

يشهد العالم كله تقلبات مناخية؛ سواء صيفا متمثلة فى ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة الجوية، اوشتاء فى التعرض لموجات من الصقيع وكذلك اختلاف فى الفرق بين درجات الحرارة نهارا وليلا مما أدى الى تحرك الخريطة الصنفية لبعض انواع واصناف بعض المحاصيل الزراعية فى دول العالم. 


فى مصر، صارت هناك تجارب لزراعة بعض أنواع من الفاكهة الاستوائية التى لم نكن نسمع عنها من قبل، وأصبح مناخ مصر حديثا يصلح لزراعتها مثل الليتشى واللونجان والباشون فروت والدراجون فروت والبن والشيكو والكازميرو، وغيرها من الفواكه الحديثة على مسامعنا، وكل ذلك مازال تحت إطار التقييم والأبحاث للوصول إلى أفضل الأماكن لزراعتها وأفضل المعاملات الفنية الزراعية للحصول على أقصى انتاجية وافضل جودة ثمار تحت الظروف البيئية الزراعية المصرية (سواء جوية او تربة).


الدكتورة نهاد مصطفى عبدالجواد، الباحثة بقسم بحوث الفاكهة الإستوائية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، أجرت دراسة فى غاية الأهمية والخطورة، تكشف خلالها عن إمكانات جديدة لزراعة البن فى البيئة والمناخ المصري.


«الأهرام التعاوني» تشارككم فى السطور التالية تجاربها، وأبحاثها، وما توصلت إليه بخصوص زراعة البن المصري.


البرازيل تتراجع
هناك بعض التقارير الصحفية تشير الى انه نتيجة للتقلبات المناخية وتضرر محصول البن متوقع ان يحدث تراجع فى الانتاج العالمى للبن فى بعض الدول المنتجة للبن والتى تؤثر فى الاقتصاد العالمى لانتاج البن تجاريا كما حدث بدول مثل البرازيل وفيتنام مما يؤدى الى ارتفاع اسعارها عالميا.
ولهذا اتجهت بعض الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية وعمان ومصر مؤخرا الى زراعة اشجار البن، فمن المعروف ان مصر تستورد اكثر من 70 الف طن سنويا من حبوب البن من دول عدة ابرزها اندونيسيا والبرازيل والهند وفيتنام.


 ولأن المستهلك المصرى من محبى شرب القهوة بجانب الشاى، فإنه يتم تجريب زراعة وأقلمة البن تحت الظروف المناخية المصرية فى احدى المحطات البحثية عن طريق إجراء المزيد من الدراسات والابحاث التى بدأت منذ 2008 ومازالت مستمرة من خلال معهد بحوث البساتين للوقوف على العمليات الفنية الزراعية على اسس علمية سليمة بهدف فهم طبيعة الاشجار ومتطلباتها حتى نصل لأفضل انتاجية وافضل جودة ثمار للبن قبل التوصية بنشر زراعتها بين المزراعين وإعداد الشتلات اللازمة لطرحها وبالفعل تم انتاج الالاف من الشتلات من انتاج هذه الاشجار تحت التجربة. 


البدايات
بداية زراعة البن فى مصر يرجع الى عام 1979 حيث تم استقدام العديد من الأصناف التى زرعت فى عدة محطات زراعية منها مزرعة أبو زعبل ومحطة بحوث القناطر لاختيار الأنسب للأجواء المصرية.
وكانت شتلاته قد أهديت الى مصر من دولة اليمن، ولكن حينها لم تتلقى هذه الاشجار اى اهتمام لعدم توفر كافة المعلومات عن الخدمات الفنية الزراعية الخاصة بالبن؛ ومع بدايات 2008 م تم الاهتمام بها واجراء الابحاث عليها من خلال تنفيذ تجارب فى التسميد والتقليم وطرق الاكثار المناسبة لاشجار البن وكذلك تحديد الظروف المثلى لزراعة اشجار البن وكل ذلك للوصول للمرحلة المناسبة لأقلمة البن تحت الظروف المصرية وذلك ما نجحنا فيه من خلال التجارب الخاصة بنا ومازلنا مستمرين فى الابحاث للوصول الى افضل انتاجية مع افضل جودة للثمار من حيث نسبة الكافيين وجودة حبوب البن.


ونظرا لنمو البن طبيعيا فى أجواء غائمة ممطرة (اليمن - البرازيل - السلفادور – كولومبيا - فيتنام وغيرها) يرى البعض ضمانا لنجاح زراعة البن فى مصر ضرورة توفير نفس الظروف او ظروف مقاربة، ومن خلال عدة تجارب التى تم اجراؤها على اشجار البن وجد انه يمكن ان يزرع البن كمحصول ثانوى بجانب المحصول الرئيسى اى يزرع بين اشجار الفاكهة مثل النخيل او الافوكادو او المانجو العالية حيث ان اشجار البن تحتاج لظلال هذه الاشجار لتوفير الرطوبة وللضوء الغير مباشر، او تزرع هذه الاشجار تحت سيران مع شرط توافر رى ضبابى باعلى الاشجار مثلها كمثل بعض الفواكه الاستوائية تحتاج لحرارة مرتفعة لكن بدون اشعة شمس مباشرة مع توفر رطوبة جوية لأن تعريض أوراق البن لأشعة الشمس الشديدة يسبب لها الاصفرار واحتراق الأطراف وخروج الثمار فارغة عديمة القيمة الاقتصادية، كما انه يحتاج لتربة حامضية نوعا ما وهذا ما نوفره عن طريق اضافة السماد العضوى او المواد الدبالية للتربة اثناء تجهيز التربة لزراعة شتلة البن، كما نجد انه لا يحتاج الى خدمة ارضية تزيد عن برامج الخدمة للمحصول الرئيسى وبالتالى يكون البن مصدر دخل اضافى للمزارع.


الأهمية الاقتصادية
يعتبر محصول يفضله شريحة كبيرة من المجتمع حيث تتراوح نسبة الكافيين ما بين 2-4 % تبعا للصنف (عربى –روبستا - ليبيرى – اكسلسا ) فضلا عن استخدام البن فى النواحى الطبية حيث يساعد على الاسترخاء والتأمل والتركيز واليقظة والطاقة والتحفيز.


وكما ذكرت إحدى المجلات العلمية ان شرب القهوة يساعد فى تقليل الاصابة بمرض السكرى من النوع الثاني، كما أن له تأثيرات ايجابية مثل مقاومة الانسولين المنخفضة كما اشير فى نفس المجلة ان لشرب القهوة تأثير فى تقليل مرض الزهايمر.


أنواع وأصناف البن
البن العربى، وهى الشجرة صغيرة الحجم بالمقارنة بالأصناف الأخرى، والبن روبستا والشجرة أكبر نوعا من البن العربى وتمتازبالحمل الغزير وقلة تساقط الثمار عند النضج وأرتفارع نسبة البذور لوزن الثمرة إلا ان الثمار أقل جودة من العربى لقلة أحتواءه على الكافيين، والبن الليبيرى والشجرة اكبر من العربى والروبستا تمتاز بقوة النمو والأرتفاع تصل إلى 15 م وتمتاز بالحمل الغزير والثمار أقل جودة لقلة الكافيين بها.


الوصف النباتى
بالنسبة للشجرة فهى مستديمة الخضرة تنمو وتزهر فى المناطق الأستوائية الرطبة الحارة وهى شجرة صغيرة إلى متوسطة الحجم على حسب النوع من 4-7 متر، الجذع الرئيسى ينمو رأسيا تخرج عليه أفرع جانبية فى وضع أفقى ، الجذور وتدى قوى من 4-8 جذور وتدية وتتعمق إلى 4-8 قدم فى التربة وتتفرع إلى جذور أصغر فى الحجم والأوراق رمحية ريشية الشكل – فى وضع متقابلة – مسننة الحافة – طولها من 7-10 سم وتوجد فى آباطها براعم بعضها يعطى أزهار وبعضها يعطى نموات خضرية.
وبالنسبة للأزهار فهى بيضاء أو عاجية اللون وتظهر فى مجاميع من 2-9 أزهار على افرع النموات العام السابق وهى أزهار خماسية تحمل فى عناقيد على الأفرع الجانبية من براعم فى آباط الأوراق لذا يفضل أجراء تقليم لإزالة جزء من الخشب لتنظيم الحمل وتقليل ظاهرة المعاومة.


تبدأ اشجار البن فى التزهير بعد 4 سنوات من الزراعة بالأرض المستديمة وتعطى محصول جيد بعد 6 سنوات وذلك عند توفر الظروف البيئية الملائمة واجراء العمليات الفنية الزراعية.
وبالنسبة للثمرة فهى على شكل عنبة كروية الشكل وقطرها من 1 – 1,5 سم تأخذ اللون الأخضر عند بداية النمو وتتحول تدريجيا إلى اللون الأحمر عند النضج وهنا تحصد، تحتوى الثمرة على بذرتان محاط بكل بذرة غلاف جلدى، تستمر من بداية التزهير حتى النضج حوالى من 6 :7 شهور. 


الظروف البيئية الملائمة
بالنسبة للاحتياجات الجوية: زراعة محصول البن تحتاج الى حرارة مرتفعة بدون التعرض لاشعة الشمس المباشرة او للرطوبة الجوية المرتفعة فى الصيف؛ وشتاء خالى من الصقيع لذا تزرع تحت ظلال الاشجار المرتفعة سواء فاكهة او اشجار خشبية لزيادة توافر الرطوبة حول الاشجار مما يؤدى الى تقليل جفاف الاوراق وحفاف الافراع الطرفية وزيادة جودة الثمار كما يمكن الزراعة تحت سيران بشرط توفر رى ضبابى.


وبالنسبة للتربة المناسبة: تجود زراعة البن فى الاراضى الطميية الجيدة الصرف وكذلك الاراضى الحامضية PH من 4.2 – 5.1 والغنية بالعناصر المعدنية وخاصة البوتاسيوم والمواد العضوية، ولكن لا تصلح فى الاراضى الثقيلة الضحلة ولا الرملية الخشنة.


 معدلات الرى: من الاهمية انتظام الرى حيث ان نبات البن يحتاج الى ريه على فترات متقاربة بكمية 14 لتر ماء/نبات /اسبوع عند استخدام الرى السطحى لزيادة الانتاجية اما عند استخدام الرى الضبابى فيحتاج الى 185مم مقسمة بانتظام على شهور السنة.


4/ زراعة مصدات الرياح: تعد اشجار البن سهلة الكسر لكثرة تفريعها وحملها الكثير لذا ينصح بزراعة المصدات حولها.


طرق اكثار البن 
 بالبذور وهى من الطرق والاكثر شيوعا ولكنها تحتاج لمعاملات خاصة لتقصير مدة الانبات ورفع نسبة الانبات وتزرع البذور فى تربة زراعية مناسبة فى الصوب حتى تصل لطول 10 – 15سم قبل نقلها للارض المستديمة، والعقلة وذلك باخذ العقل ومعاملتها هرمونيا وبالتالى اختصار لعمر الشتلة. 


 بالإضافة إلى الاكثار بزراعة الانسجة وهذه الطريقة لها مميزات عديدة منها انتاج العديد من النباتات الخالية من الامراض من جزء واحد من النبات وكذلك تجانس النباتات الناتجة فى النمو عند زراعتها بالارض المستديمة.


خدمة مزارع البن
يجب التخلص من الحشائش فى الفترات الأولى من عمر الأشجار ولتسيهل تثبيت الأشجار بالتربة ونموه بقوة.


وتحتاج الأشجار لعنصرى النتروجين والبوتاسيوم بصفة كبيرة عن الفوسفور وعموماً تختلف كمية الأسمدة حسب حالة النباتات وكمة المحصول ونوع التربة ؛ وبصفة عامة تحتاج مشاتل البن فى البداية إلى 25كجم نتروجين + 30كجم بوتاسيوم + 20 كجم فوسفور/فدان يضاف على 3 دفعات ( قبل زراعة الشتلات بشهر، بعد الزراعة بشهر، بعد 5 شهور من الثانية) بالأضافة إلى من 2-5 كجم سماد بلدى بجانب الرش بالعناصر الصغرى يزيد النمو الخضرى زياده ملحوظة بزياده نسبة النيتروجين والبوتاسيوم اما عن التزهير، فالزيادة فى اْضافة نسب النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم 100جرام سلفات النشادر+ 100جرام سوبر فوسفات + 200 جم سلفات البوتاسيوم/ شجرة زادت من عدد الازهار بشكل ملحوظ مع التقليم متوسط.


وبالنسبة للتقليم، فتتوقف على هذه العملية الأنتاجية العالية لو تمت بالطريقة الصحيحة وتختلف من مكان لآخر وهناك نظم مختلفة للتقليم منها التطويش – السرطنة 


زيادة كمية خشب الأثمار الذى ينتج سنوياً بهدف تكوين أفرع جانبية رئيسية جديدة ومنها (ريقة الساق المفردة – طريقة الساق المزدوجة – طريقة الاسية المتعددة – الطريقة المحورية – طريقة هاواى – طريقة كولومبيا).
المحصول


متوسط الفدان فى السنة االسادسة بعد الزراعة 225 - 270 كجم/فدان ثم يزداد حتى يصل إلى 635.5 – 726.5 كجم/فدان على حسب الحرارة والرطوبة والرعاية.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: