مع اقتراب العام الدراسي الجديد 2023- 2024، المقرر انطلاقه 30 سبتمبر الجاري بالمدارس الرسمية والخاصة، أعلنت وزارة التعليم والتعليم الفني عن قائمة المقررات الدراسية لطلاب الصف الخامس الابتدائي، والتي تضم المناهج الجديدة التي تدرس للمرة الأولى في نظام التعليم الجديد، وتتضمن قائمة المقررات الدراسية، بداية من صفوف رياض الأطفال وطلاب المرحلة الابتدائية من الصف الأول حتى الصف السادس الابتدائي للعام الدراسي الجديد.
موضوعات مقترحة
وأكدت وزارة التعليم، أن المناهج الدراسية للصفوف بالمرحلة الابتدائية تمت مراجعتها من قبل لجان متخصصة خلال الفترة الماضية، والتعديلات بالمقررات الدراسية تم تخفيفها لتصبح مناسبة لزمن الدراسية بالعام الدراسي الجديد، وراعت المراجعة أن يكون المحتوى مكتملا ليحقق نواتج التعلم الحقيقية للطلاب، وأيضا ترابط المناهج والمقررات الدراسية، خاصة أن المناهج المطورة عبارة عن سلسلة واحدة مكملة لبعضها من بداية رياض الأطفال وصولا إلى الصف السادس الابتدائي، والذي دخل مرحلة التطوير هذا العام.
تطوير التعليم
وأكد عدد من الخبراء، أن المناهج الجديدة هي جزء من خطة تطوير التعليم الذي تنتهجه الدولة، وتأخرت فيه كثيرا، والمنهج ضمن السلسلة التي بدأت من "كي جي" حتى الصف السادس الابتدائي هذا العام، وتنتقل للمراحل القادمة الأعوام المقبلة، مؤكدين أن التعليم هو بوابة الجمهورية الجديدة.
ويقول الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية تربية جامعة عين شمس، إن الوزارة تطور مناهجا جديدا تماما بفكر مختلف، وهذا القرار سيخفف عن الطلاب القلق من الامتحانات، والخوف من عبء المناهج في مختلف المواد الدراسية، حيث إن الوزارة تراعي طول المناهج الدراسية وبالتأكيد سيتم مراعاة ذلك في الامتحانات.
شكل المناهج الجديدة للصفوف الابتدائية
والمناهج الجديدة تعتمد على متعة التعلم وليس حفظ أكبر كم من المعلومات، ويؤكد "شحاتة"، أنه لا بد أن يراعي الطلاب هذا الأسلوب الجديد في طريقة المذاكرة والتعلم، فمنهج الصف الخامس والسادس الابتدائي يختلف تماما عن المناهج القديمة.
وحذر أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، من وقوع التلاميذ وأولياء الأمور فريسة سهلة في يد معلمي الدروس الخصوصية في ظل تخوفهم من المقررات وصعوبتها، بالرغم من عدم تمكن الكثير من المعلمين من المقررات الجديدة.
تخفيف المناهج
وشهدت الفترة الماضية مراجعة مناهج الصفوف من رياض الأطفال حتى السادس الابتدائي من خلال خبراء دوليين ولجان فيها عدد كبير من المتخصصيين، وتم تخفيف المناهج لتتناسب المدة الزمنية للعام الدراسي، مع مراعاة ضوابط بناء المناهج والمقررات الدراسية.
كما تم الحفاظ على نواتج التعلم التي يجب أن يكتسبها الطالب في المقررات الدراسية، خاصة أن المناهج مصممة لتكون سلسلة متكاملة ومترابطة، إضافة إلى مراعاة عدم المساس بالمهارات الأساسية التي يجب أن يكتسبها ويتعلمها الطالب مثل مهارات وقيم العمل الجماعي والعمل في فريق والنظافة وغيرها من القيم الموجودة في المقررات الدراسية.
مناهج تعتمد على الكيف وليس الكم
ويوضح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن المقررات الجديدة ليست ثقيلة على الطلاب ولن يشتكوا أولياء الأمور منها، والوزارة لديها هدف أساسي في المنهج الدراسي وهو الاعتماد على الكيف وليس الكم، مع شعور المتعلم بالمتعة وحب المنهج الدراسي والموضوعات، فالمنهج هو أحد عوامل الجذب للطالب وحب التعلم المستمر، فالطالب إذا شعر بثقل المنهج سيهرب من التعلم.
وتمت المراجعة للمقرارات الدراسية فى إطار مصفوفة المدى والتتابع ونواتج التعلم، كما أن المناهج سوف تشجع بشكل أكبر على التفكير والتعلم المستمر والذاتى لدى الطلاب، ومن سيدخل الصف السادس الابتدائي العام الدراسى الجديد، هو ضمن سنوات التطوير فى إطار سلسلة تطوير التعليم التى بدأت منذ 2018، وصلت هذا العام إلى الصف الخامس الابتدائى، ويتضمن تطوير الصف السادس الابتدائي حصول التلاميذ على مناهج جديدة تم بناؤها وفق معايير دولية تناسب البيئة المصرية، إضافة إلى اعتماد نظم تقييم وامتحانات مختلفة على غرار الصفين الرابع والخامس الابتدائي تشمل أكثر من امتحان خلال الفصل الدراسي الواحد بالإضافة إلى الأنشطة وامتحانات الفصلين الدراسيين.
تطوير مناهج المرحلة الابتدائية بالكامل
مناهج الصف السادس الابتدائى ستكون مناسبة تماما لأيام الدراسة، حيث تم مراعاة نواتج التعلم وأيضا التركيز على الكيف وليس الكم، وبدخول مناهج الصف السادس الابتدائى مراحل التطوير يصبح تطوير مناهج المرحلة الابتدائية تم الانتهاء منه بشكل كامل وجميع المقررات الدراسية تم بناؤها وتصميمها وفق المعايير العالمية والدولية.
وتؤكد الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبيرة التربوية، أن تغيير المناهج مع تطبيق نظام التعليم الجديد يتضمن احتياجات المجتمع ومشكلاته والمفاهيم التي تدرس للطالب، ومفتاح النجاح له هو تدريب المعلمين والتمهيد له، ويحتاج أيضا تغيير المنهج لتفاعل من أولياء الأمور وتقييم من الجميع، لتصليح الأخطاء.
ويرى أولياء الأمور المناهج كبيرة وطويلة، لأن المناهج في السابق كانت صغيرة ولكنها تعتمد على الحفظ، بينما المناهج الجديدة تحتوي على الكثير من معلومات للفهم، على مساحات كبيرة للأنشطة والتفكير، وتوضح الخبيرة التربوية، أن ولي الأمر ليس متخصصا في المناهج، والحكم على صعوبة المناهج يكون في النهاية، لأن الحكم الحالي سيكون خطأ لأنه ظاهريا فقط، ولا يجب الحكم عليه إلا بعد تجربته وانتهاء العام الدراسي.
والمناهج القديمة كانت سهلة على المدرس وولي الأمر، أما المناهج الجديدة والمواد الإضافية، هي نشاط يحرص على زرع القيم والنظام والنظافة واحترام الآخر، تعيد الطالب إلى التربية التي غابت وتحسن التعليم الذي تراجع.