Close ad

جرعة الموت.. إعلانات الأدوية تُهدد صحة المواطنين.. وخبراء يكشفون عن آثار صحية صادمة لأنواع متداولة بالقنوات

18-9-2023 | 16:10
جرعة الموت إعلانات الأدوية تُهدد صحة المواطنين وخبراء يكشفون عن آثار صحية صادمة لأنواع متداولة بالقنواتأدوية - صورة تعبيرية
إيمان البدري

تتشابه أعراض بعض الأمراض ولكن لا يستطيع أحد الفصل بين هذا التشابه إلا الطبيب المتخصص، وذلك حتى يتم الفصل في تحديد الداء ووصف الدواء، وهذا ما تؤكده خطورة الإعلانات المتكررة عبر القنوات التليفزيونية عن أدوية علاجية دون وصف الطبيب مثل: تسكين آلام العظام والتي مع كثرة تناولها قد تسبب قصور الكلى على المدى البعيد  وذلك وفقا لرأي الأطباء، وكذلك الإعلان والترويج لاستخدام  قطرات للعين بدون مراعاة الخطورة التي تلحق بالفرد خاصة إذا كان مصابًا بالمياه الزرقاء مما يستدعي تناول الأدوية وفقًا لتشخيص من الطبيب.

موضوعات مقترحة

تحذيرات يطلقها الأطباء من الاستخدام العشوائي للأدوية والتي أصبح هناك استسهال للترويج لها بدون تشخيص طبيب، ودون مراعاة للخطر الذي يلحق بالمريض سواء كبيرا أو صغيرا؛ حيث إننا نلاحظ أن  الأمهات تستخدم مراهم التسلخات للأطفال بلا وعي نتيجة سماعها لوصفات الغير أو نتيجة الاستجابة لإعلانات التليفزيون وهي لا تعلم أنها تعرض طفلها لجرعات  كبيرة من الكورتيزون التي تلحق الضرر بالطفل فيما بعد.

خطر الإعلان عن الأدوية في القنوات ثقافة تعتمد على الجهل

بداية، تقول الدكتورة هالة صلاح الدين، عميد طب القصر العيني الأسبق والمستشار الطبي لمؤسسة حياة كريمة، من المؤكد أنه غير قانوني الإعلان عن الأدوية على القنوات، وربما يحدث ذلك نظرا لأننا مازلنا في مصر نسير وفقا للثقافة المتاحة والمسموح فيها شراء معظم الأدوية من الصيدلية بدون وجود روشتة باستثناء  الأدوية الخاصة بأدوية المخدرات، مما ساعد وسائل الإعلام في الإعلان على شراء الأدوية.

"وهذا عكس ما يحدث في الدول الأوروبية التي يشترط فيها وجود روشتة معتمدة من الطبيب أو المستشفى لكي يتم صرف الدواء وهذا لم نصل له حتى الآن وللأسف تسبب ذلك في السماح بالإعلان عن الأدوية في  القنوات بهدف إقبال المشاهدين على شرائها بدون معرفة طبيعة المرض لديم، وهذا يجعلنا نعاني كأطباء أن المرضى بعد حصولهم على هذه الأدوية يحدث تدهور في حالاتهم ويظهر اختلاف في شكل المرض نتيجة حصول المريض على أدوية تسببت في وجود تداخل في الأعراض المرضية مما يجعل التشخيص يدخل في مرحلة أصعب.

لذلك لابد من دراسة موضوع الإعلان عن الأدوية بدقة ودراسة فكرة ما هي أسباب سهولة الحصول على دواء بدون تشخيص، وهذا الأمر يتطلب عمل لجان فعلية لتحديد الأدوية التي من المفترض عدم صرفها إلا بناء على وصف الطبيب، كذلك تحديد أنواع الأدوية التي يتم صرفها بدون طبيب.

 خطورة الإعلان عن إستخدام قطرات العين ومسكنات الآلام المفاصل

وفي سياق متصل، تحذر الدكتورة هالة صلاح الدين، من خطورة الإعلان عن الأدوية وخاصة قطرات العين وأدوية مسكنات آلام المفاصل التي تعتبر من أكثر الأدوية الي يتم الإعلان عنها؛ مما يسهم في قيام المشاهد  بتناولها بدون وعي؛ حيث إن كثرة تناول مسكنات الآلام المفاصل والصداع يسبب قصورًا في وظائف الكلى بعد تناولها عده سنوات.

"كما أن الإعلان عن وجود قطرات للعين يصبح كارثة؛ لأنه قد يكون من الأنواع الممنوع استخدامها المصابين بالمياه الزرقاء وقد تسبب نوعًا من الحساسية وقد يكون لها الكثير من الأعراض الجانبية الخطيرة على صحة الإنسان؛ لذلك يجب الكشف عند الطبيب لأنه هو القادر على تحديد ما يحتاج المريض وما هو الضرر الذي سيقع عليه إذا تناول أدوية بعينها خاصة إذا كان المريض له تاريخ مرضي لأي نوع من أنواع الحساسية تمنع من إعطائه نوعًا معينًا من الدواء.

حتى مرهم التسلخات التي تستخدمه الأمهات مع أطفالها عند تغيير البامبرز لمنع التسلخات؛ حيث إنها تعتقد أنه نسبة الكورتيزون في هذه الكريما ت بسيطة ولكن للأسف؛ لأنها لم تستشر الطبيب، ولكن خلال شهور قليلة ترتفع نسبة الكورتيزون في جسم الطفل ويرتفع معه وزن الطفل ويرتفع ضغطه والأم لا تعي أن السبب الرئيس في حالة طفلها يعود بسبب كريمات التسلخات التي تستخدمه لطفلها لأن الطفل يحصل على جرعة كورتيزون مرتفعة جدا يوميا والأم لا تعي بهذا الخطر على طفلها لأنها حصلت لى المرهم بدون وعي رغم أن أقصى مدة استخدام هذه الكريمات أقصى مدة 3 أيام وليس استعماله مع كل غيار يتم للطفل. 

الدكتورة هالة صلاح الدين
                      

 الأدوية المعلن عنها لا تناسب كافة الحالات المرضية

وتضيف الدكتورة هالة صلاح الدين، أنه توجد قاعدة في الطب بخصوص تناول الأدوية؛ حيث يوجد في الطب ما يسمى بعدد من التباديل والتوافيق وهذا يعني أن الطبيب هو القادر على التبديل والتوفيق في الأدوية وفقا لحالة المريض الصحية؛ حيث توجد في أدوية آلام المفاصل حوالي  10 أنواع من الأدوية وهذا يعني أن  كل هذه الأنواع  لا تناسب جميع الحالات؛ حيث إن كل حالة تحتاج نوعًا معينًا من الدواء ولا يناسبها نوع آخر.

"كذلك الحال في أدوية البرد  فهي لا تناسب كافة الحالات الصحية؛ حيث إن مريض الضغط العالي لا نفضل إعطاءه أدوية برد بجرعات كبيرة؛ لأنها أدوية قد تساعد على رفع الضغط، ولكن للأسف تتم  نظرا لسهولة الحصول على  هذه الأدوية، هنا يجب تغيير ثقافة الحصول على اي دواء بسهولة نظرا لأنها تسبب مشاكل كثيرة.

إعلانات الدواء تروج لتقليص دور الطبيب

وترى الدكتورة هالة صلاح الدين، أن الإعلان عن الدواء لاستعماله بدون تشخيص يروج لثقافة عدم الذهاب للطبيب وهذا قد يريح البعض من المرضى الذي يبخل في دفع الكشف للطبيب مما يساعده في نشر ثقافة الاكتفاء بشراء الدواء فقط، ولذلك  تصبح المسئولية مشتركة بين كافة الجهات التي سمحت بالإعلان عن هذه الأدوية وبين المستهلك الذي يقبل عليها دون وعي أنها قد لا تتناسب مع طبيعة مرضه.

"لذلك لابد من وجود رقابة على الصيادلة في صرف الأدوية، خاصة في صرف المضادات الحيوية؛ حيث لا يوجد عليها أي كنترول ويتناوله المريض بدون علمه أنه يدمر نفسه؛ حيث إن كثرة استعمال المضادات الحيوية يزيد من مقاومة الميكروب لها فتفقد بذلك المضادات الحيوية قيمتها ومع الوقت يتم فقد فاعلية الأدوية  في حالة استعمالها في غير موضعه.

حيث إن فكرة استسهال تناول الأدوية بدون تشخيص تمثل أزمة والإعلان عنها في وسائل الإعلام يسهم في زيادة الأزمة والترويج لسهولة استعمال أي دواء، لذلك على جميع القنوات الإعلامية التوعية بخطورة هذا الأمر ورفع الوعي والثقافة وليس مجرد جذب المشاهد فقط، خاصة أن أصعب مرحلة يكون فيها الإنسان هي مرحلة المرض التي تجعله يستجيب لأي مقولة حول وصفات أو إعلانات الدواء نظرًا لسعيه على الشفاء وهنا تأتي إعلانات الدواء لكي تستغل هذه الظروف  النفسية للمريض الذي يحتاج النصيحة بدلا من المتاجرة به.

والأمر يتطلب التوعية والرقابة على إعلانات الدواء للحد من سهولة بيعها مما يتطلب حملات قوية وتقديم نماذج أصيبت بأضرار نتيجة تناول أدوية بدون تشخيص مسبق من الطبيب علما بأن رفع الوعي وتغييره يحتاج إلى وقت طويل قد يمتد إلى عامين حتى يتم البدء في الشعور بفرق ملموس في ثقافة المصريين في تناول الأدوية أو شرائها نتيجة السماع عنها عبر القنوات، وذلك الأمر يتطلب تدخل وزارة الصحة ونقابة الأطباء وكذلك كل جهة لها دور في منع الإعلانات عن الأدوية مع وضع ضوابط حول هذا الأمر ومنعه بصورة قطعية سواء في التليفزيون أو في الحصول عليها دون روشتة أو فحص من الطبيب.

وصف الدواء والإعلان عنه بدون تشخيص جهل متوارث 

من جانبها، تقول الدكتورة أمنية خليل عميدة صيدلة القاهرة الأسبق، ومساعد رئيس جامعة القاهرة للشئون العلمية، حول ظهور إعلانات تظهر فيها فتاة تقدم النصيحة لفتاة أخرى بضرورة استخدام قطرة عين تحمل اسمًا تجاريًا، تقول الدكتورة أمنية خليل، أولا لا يوجد ما يسمى في الطب أن فردا يقوم بوصف دواء للآخرين  ولا يوجد ذلك في أي أعراف سواء في مصر أو في الخارج.

"ومثل هذه الإعلانات تم اعتمادها على ثقافة الجهل المنتشرة بين الناس في وصف الدواء لبعضهم البعض وكل ذلك يحتاج إلى زيادة في التوعية بعدم الحصول على أي أدوية لمجرد قيام شخص آخر بتجربتها وهذا بالفعل ما كان يحدث أثناء انتشار كورونا؛ حيث إن البعض كان يتبادل بروتوكولات العلاج بشكل عشوائي رغم خطورة هذا الفعل، وهي مايذكرنا أيضا بطريقة الإعلان عن الأدوية  في وسائل الإعلام واستخدام أنواع بعينها عند الإصابة بتعب أو مرض ما بدون تشخيص الطبيب.

هذه العشوائية الموجودة في استسهال استخدام الدواء يجب أن تحارب من اتجاهات كثيرة مع ضرورة تلاحم جهات كثيرة بهدف القضاء على هذه العشوائية؛ لأنه لن تكون جهة واحدة فقط الموكل بها لهذا الأمر، خاصة أن الأمر لم يعد يقتصر على صرف دواء بلا روشتة ولكنه امتد للإعلان عنها في القنوات وبلا مراعاة لخطورة هذا الأمر سواء في الأدوية والأعشاب.

الدكتورة أمينة خليل

وتضيف الدكتورة أمنية خليل: "لذلك  المفروض  ألا يقبل الإعلان عن الدواء في القنوات وهذا يتطلب الإشراف على جميع القنوات سواء المصرية أو غيرها لأنه غير مقبول الإعلان عن أدوية تتعلق بصحة، لذلك الإشراف ضروري؛ حيث يتطلب أن تكون هذه الأدوية معتمدة من قبل هيئة الدواء، خاصة أنه من المعروف أنه قد تم القبض على كثير من المروجين لأدوية وأعشاب مغشوشة من قبل، وكذلك الحال في مجال المكملات الغذائية التي يكون لها آثار جانبية ضارة أيضا ولا يحبذ الإعلان عنها بهذا الزخم الكبير، خاصة أن بعضها يصنع تحت بير السلم؛ لذلك لابد من التأكد من الشركات المنتجة هنا من المهم أن يكون هناك وجود قبضة محكمة على جميع منافذ الترويج والإعلان عن بيع الأدوية.

ولكن على القنوات الدعائية أو غيرها ألا تقبل الإعلان عن هذه الأدوية إلا إذا كان هناك تصريح من هيئة الدواء؛ حيث قد يكون مصرحًا لبعض الأدوية بشرائها لكن الأمر لا ينطبق على كل أنواع الأدوية ومنها قطرات العين وغيرها من الأدوية التي تحتاج إلى تشخيص من الطبيب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة