بني سويف وتجسيد حلم حياة كريمة

18-9-2023 | 13:56

في تلك اللحظات التي تكون فيها أرواح البشر متشابكة كالألوان على لوحة فنان عظيم، نجد أنفسنا أمام أحد ألواح الإنسانية الجميلة والمعقدة. يُقال إنّ الفرد هو اللبنة الأولى في نسج كل مجتمع، وهذه العبارة البسيطة تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا عميقًا، فعندما ننظر لها نجد أنه يمكن أن تفهم هذه الحقيقة بأبجدية الأدب الشامخ، إنه يقدم لنا لوحة حية، تصف الإنسان كأساس لكل شيء، وكأنه الشمعة التي تنير طريق الأمم والمجتمعات، وهنا سنتطرق إلى فلسفة مفهوم كلمة وحقيقة "حياة كريمة" حيال بناء الأمم والمجتمعات، وكيف تتحقق هذه الحقيقة الجوهرية.

فعندما نتأمل في تشكيل مجتمعاتنا، نجد أن الفرد هو الركيزة الأولى والأساسية في هذا البناء الضخم، إنه الجوهر الذي يشكل بداية كل شيء، ومن هذا المنطلق، يصبح من الواجب العلمي والمنطقي أن ندرك ونعترف بأهمية معادلة الحياة التي تقول لنا: إن بناء الأمم ينبني على أسس قوية تضعها الأفراد الفاعلين.

لا يمكن لأي مكان أن يعيش ويزدهر من دون وجود أفراد يملكون القدرة على التفكير والتأثير، ووجود المواطنين هو ما يمنح الوطن هويته وروحه، وهم الذين يشاركون في بناءه بكل تفاني، ومن ثم، يمكن أن نقول بثقة أن الأمم الراقية هي تلك التي تضم أفرادًا واعين وملتزمين ببناء مجتمعاتهم بجدارة وإخلاص، فهم يمثلون نقطة الانطلاق والأساس لأي تطور وتقدم حضاري، فلا أمكنة تحيا بلا أشخاص، ولا وطن بلا مواطنين، ولا أمة راقية بلا أفراد قادرين وواعين، والقدرة هنا تعني إمكانية الحياة والتعلم والتطور وبناء النفس ودعمها بالقدرات المختلفة، غير أن كل ذلك لم يكن ليتحقق لو لم تتوفر لهذا الفرد مقومات الحياة الطبيعية كإنسان يتقدم الزمن من حوله وتتطور المجتمعات، ولابد ان يواكب هذا التطور، من أجل كل ذلك وفي السياق العام المرتبط بالتطلع إلى جمهورية جديدة قوامها مواطن صحيح واع، يسعى للإضافة إلى إمكاناته وإمكانات وطنه في عالم مليء بالتحديات، جاءت المبادرة العالمية الضخمة والأولى من نوعها "حياة كريمة" لترسخ لعهد مصري جديد يعي شعبه وشبابه وقيادته ومسئولوه حجم مسؤولية هذا التطلع، فبذلوا الجهود وصبروا وثابروا وكافحوا حتى صارت (حياة كريمة) واقعًا ملموسا، خصوصا في حياة أبناء الريف والصعيد الذين عانوا من قبل طويلا ولم تكن تتوفر لديهم ادنى درجات الحياة العادية، واحتلت بعض القرى والمحافظات موقعا في نسب معدلات الفقر.

أما وقد وجدت حياة كريمة، مع عهد جديد وأمل جديد، فقد أطلت شمس الضحى على الليل الحالك فانقشع بمبادرة متعددة الإركان ومتكاملة الملامح، تنبع  من مسئولية حضارية وبعد إنساني، نحو تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية، وتكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم.

ولأن هذا المواطن ذاته هو اللبنة الأولى في كل دولة وأمة، قد تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي، وكان خير سند للدولة المصرية والبطل الحقيقي في معركة البناء والتنمية، متحملا جميع الظروف، فكان لِزاما أن يتم التحرك في إطار من توحيد الجهود والتكامل بين المؤسسات  الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر لحصد نتاج هائل وحلم كبير لم يكن يصدقه أحد في سنوات سابقة، سنوات عجاف بالنسبة لأهل القرى والريفيين الطيبين من أهل مصر في شتى محافظاتها، وفي الجنوب منها، حتى صاروا اليوم يستشعرون هذا الانتماء الوثيق لوطنهم الذي وعت قيادته أنهم شريان حياته ودمه ونبضه، فكان أن وطدت أركان هذا الشريان بالحياة الكريمة واللائقة والآمنة، بحزمة متكاملة من الخدمات التي تليق بكيان المصري في وطنه، لتشمل الجوانب الصحية والاجتماعية والمعيشية ولتحظى محافظات الصعيد بأولوية كبيرة ونصيب الأسد في الاستفادة من المبادرة والمشروعات المتنوعة التي تقدمها في البنية التحتية، والغاز الطبيعي، والصرف الصحي، والزراعة، والري والصناعة، ومشروعات التبطين، وبناء المدارس، وإعادة التأهيل للمنازل،  وغيرها.

وها هي محافظة بني سويف يفتر ثغرها عن ضحكة وبشارة وقد التحق أهلها بهذا المد الكريم الذي يربطهم بالحياة كمواطنين مصريين يرتبطون بدورهم بحضارة هي سابقة الأمم ولتشهد  في هذا السياق الإنساني المبشر والدافع بالأمل، عددا من المشاريع الداعمة، في جميع القطاعات الحيوية والمهمة لبناء الإنسان، كالصحة بتطوير مستشفى بني سويف العام وتحويله إلى مستشفى نمودجي وتطوير ورفع كفاءة الوحدات الصحية ونقاط الإسعاف، وإنشاء مراكز طب الأسرة، وإنشاء أكبر ثانى محطة عالمياً لتوليد الكهرباء، وصوامع سدس لتخزين الأقماح المجهزة بأحدث الوسائل التخزينية، الأمر الذي جعل المحافظة مركزا لتوريد الأقماح، فضلا عن منطقة تكنولوجية، وضعت المحافظة كمركز للاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى إنشاء الكلية التكنولوجية المصرية، وافتتاح طريق بني سويف  الزعفرانة، ليفتح مجالا للتصدير عبر موانئ البحر الأحمر،  منذ ساعات قرية سدس الأمراء  تنفيذ حزمة من المشروعات الضخمة من صرف صحى ومحطات كهرباء وغاز واتصالات، وتعليم ومجمعات خدمية وزراعية، لتكون ضمن  14 قرية نموذجية فى المرحلة الأولى من حياة كريمة، ولتسهم المبادرة بوضوح وبشكل كبير في تحسين مستوى معيشة المواطنين عبر تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بجميع القطاعات الخدمية، وتحسين مستوى جودة الحياة فى ربوع الجمهورية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: