يعد إدمان الشراء حالة مرضية تتميز بالرغبة الملحّة والمستمرة في القيام بعمليات الشراء، سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر، بشكل مفرط وغير مسيطر عليه. يشعر الشخص المدمن على الشراء بحاجة ملحّة للقيام بعمليات الشراء، سواء للحصول على سلع أو منتجات جديدة أو حتى للشعور بالتسوق نفسه.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" تستعرض أسباب الإدمان وكيفية التعافي منه من خلال الدكتور علاء الغندور استشاري التأهيل السلوكي
علامات تشير إلى الإصابة بإدمان الشراء:
- الرغبة الملحّة والعجز عن مقاومة الشراء: يشعر الشخص بالقلق والتوتر حتى يتمكن من إشباع رغبته في الشراء، وعندما يحاول التحكم في هذه الرغبة يشعر بصعوبة كبيرة ويفشل في ذلك.
- الشراء العشوائي والمفرط: يقوم الشخص المدمن بعمليات الشراء بشكل متكرر وغير منتظم، دون أخذ الاعتبار للحاجة الفعلية للسلع أو المنتجات التي يقوم بشرائها.
- الإنفاق المفرط وتراكم الديون: قد يقوم الشخص المدمن على الشراء بإنفاق مبالغ كبيرة من المال على السلع والمنتجات، حتى يصل إلى مستوى يتسبب في تراكم الديون والمشاكل المالية.
- الشعور بالرضا المؤقت: يشعر الشخص المدمن بشعور مؤقت بالرضا والسعادة عند القيام بعمليات الشراء، ولكن هذا الشعور يتلاشى بسرعة ويحتاج إلى مزيد من الشراء للحفاظ عليه.
وأضاف الدكتور علاء الغندور، أن إدمان الشراء يمكن أن يؤثر سلبًا على الحياة الشخصية والمالية والعاطفية للفرد. قد يؤدي إلى تراكم الديون، العزلة الاجتماعية، القلق والاكتئاب، وتدهور العلاقات الشخصية، موضحا أنه يجب معالجة إدمان الشراء من خلال العلاج النفسي والدعم الاجتماعي، وتعلم إستراتيجيات التحكم في الرغبة والتعرف على العوامل المؤثرة في الشراء الزائد. يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي جزءًا من البرامج العلاجية المستخدمة لمساعدة الأشخاص على التغلب على إدمان الشراء ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الإدمان على الأشياء يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية والمالية والعلاقات من المهم أن يحاول الأشخاص فهم الأسباب التي يدفعهم للإدمان على الشراء أو الأشياء والعمل على التحكم في هذا السلوك.
الأسباب التي تجعل الأشخاص يُدمنون الأشياء مثل التسوق أو الشراء أو استخدام الهواتف المحمولة:
- الرغبة في التسوق: قد يكون لدى البعض رغبة قوية في التسوق واقتناء الأشياء الجديدة والممتعة. يمكن أن يكون هذا الشعور مرتبطًا بالمتعة والإثارة التي يوفرها الشراء الجديد.
- التسوق العاطفي: يمكن للأشخاص استخدام التسوق كوسيلة للتعامل مع المشاعر العاطفية السلبية مثل الحزن أو القلق. فقد يوفر لهم شراء الأشياء الجديدة شعورًا مؤقتًا بالسعادة والرضا.
- الإعلانات ووسائل الإعلام: يتعرض الأشخاص للعديد من الإعلانات والتسويق الذي يحثهم على شراء المنتجات والخدمات. قد تؤثر هذه الإعلانات على الأشخاص وتدفعهم إلى الشراء الزائد.
- الاعتماد النفسي: قد يلجأ الأشخاص إلى الأشياء والتسوق كوسيلة للتخفيف من الضغوط النفسية أو الشعور بالراحة النفسية. يمكن للتسوق أن يكون شكلًا من أشكال التحفيز الذاتي أو المكافأة الذاتية.
- الاجتماعية والمظهر الخارجي: قد يشعر البعض بالضغط الاجتماعي لامتلاك الأشياء والمظهر الجيد. يعتقدون أن امتلاك الأشياء الفاخرة أو الحديثة سيزيد من قبولهم في المجتمع أو يعزز صورتهم الشخصية.
- الإدمان السلوكي: قد يتطور الاعتماد على التسوق أو الشراء إلى اضطراب سلوكي يعرف بـ "اضطراب التسوق المدمن"؛ حيث يصبح الشخص غير قادر على مقاومة رغبته المستمرة في التسوق حتى عندما يكون لديه تبعات سلبية مثل الديون المتراكمة أو المشاكل العاطفية.
إجراءات للتغلب على إدمان التسوق:
- التوعية: قم بزيادة الوعي بالأسباب التي تدفعك للشراء الزائد أو الاعتماد على الأشياء. قد تكون القراءة والبحث عن التجارب الأخرى مفيدة لفهم تأثيرات الإدمان والطرق الممكنة للتغلب عليه.
- وضع ميزانية: قم بوضع حدود مالية لنفسك وتحديد ميزانية تسوق مناسبة. حاول الامتناع عن التسوق الزائد وتجنب الشراءات العاطفية التي ليس لديك حاجة فعلية لها.
- تحليل الأنماط: قم بتحليل سلوكك في التسوق ومحاولة تحديد الأنماط المحفزة للشراء الزائد. هل تشعر بالملل أو الضغط النفسي عندما تقوم بالتسوق؟ هل تشعر بالسعادة المؤقتة بعد الشراء؟ بفهم هذه الأنماط، يمكنك اتخاذ إجراءات للتعامل معها بشكل صحيح.
- البحث عن أنشطة بديلة: حاول البحث عن أنشطة بديلة للتسوق أو الاعتماد على الأشياء لتملأ وقتك وتساعدك على تحقيق الرضا النفسي. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة ممارسة الرياضة، القراءة، التطوع، أو تعلم مهارات جديدة.
- الدعم الاجتماعي: تحدث مع الأصدقاء أو الأفراد المقربين منك حول قلقك بشأن الإدمان على الأشياء. يمكن أن يقدموا الدعم والمشورة وربما يشاركونك في أنشطة بديلة تقلل من الرغبة في التسوق الزائد.
- البحث عن مساعدة محترفة: إذا كانت مشكلة الإدمان على الشراء تؤثر سلبًا على حياتك وتعجز عن التحكم فيها، فقد يكون من المفيد البحث عن مساعدة من متخصصين في علاج الإدمان أو المستشارين النفسيين.
وأشار إلى أنه يجب أن تتذكر أن العمل على التحكم في الإدمان يحتاج إلى صبر ومثابرة. قد يكون من الصعب التغلب على هذه العادة السيئة، ولكن بالتدريب والدعم المناسب.
بعض الطرق الفعالة للتحكم في الإدمان على الشراء:
- وضع ميزانية: حدد ميزانية شهرية أو أسبوعية للتسوق وتحافظ على التزامك بها. تأكد من أن الميزانية تتناسب مع دخلك ومصروفاتك الأخرى، وعندما تصل إلى حد الميزانية المحدد، توقف عن التسوق.
- قائمة المشتريات: قبل الذهاب للتسوق، قم بإعداد قائمة بالأشياء التي تحتاجها بالضبط. وتمسك بالقائمة وتجنب التحريض على الشراءات العاطفية غير الضرورية.
- الانتظار قبل الشراء: قبل شراء شيء ما، اعطِ نفسك وقتًا للتفكير والانتظار. اترك المنتج في مكانه لبعض الوقت، قد يكون هذا يساعدك على التراجع عن الشراء العاطفي والتأكد ما إذا كنت فعلاً بحاجة إليه.
- التجارب البديلة: بدلاً من التسوق والشراء، حاول أن تجرب أنشطة بديلة لتملأ وقتك وتساعدك على التحكم في الإدمان. مثلاً، قم بممارسة الرياضة، القراءة، الكتابة، التطوع، أو تعلم مهارات جديدة.
- التوعية بالتسويق: قم بزيادة الوعي بتقنيات التسويق والإعلان التي تستخدمها الشركات لإغراء الناس للشراء. عندما تفهم كيف يعمل التسويق، ستصبح أكثر قدرة على التحكم في استجابتك له.
- التحكم في الوصول: قم بتقليل التعرض للمصادر التي تحفزك على الشراء الزائد. يمكنك إلغاء الاشتراك في النشرات البريدية للترويج للعروض التجارية، أو تقليل الوقت الذي تقضيه على مواقع التسوق عبر الإنترنت.
- الدعم الاجتماعي: شارك أصدقاءك أو أفراد العائلة في رغبتك في التحكم في الإدمان على الشراء. يمكنهم تقديم الدعم والمشورة وربما مشاركتك في أنشطة أخرى تقلل من الرغبة في التسوق الزائد.
- البحث عن مساعدة محترفة: إذا كانت مشكلة الإدمان على الشراء تؤثر سلبًا على حياتك وتعجز عن التحكم فيها، فقد يكون من المفيد طلب المساعدة من متخصصين في علاج الإدمان أو المستشارين النفسيين.
صور تعبيرية
صور تعبيرية