يبدو أن حرب الفيروسات والبكتيريا لن تنتهي، وكأنه كتب على العالم مأساة الأوبئة المتلاحقة التي تحارب البشر، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية العثور على بكتيريا "الفيلقية" الخطيرة المسببة لمرض داء "الفيالقة"، ووتسبب هذا الداء في وفاة 23 شخصا مصابا بـ "الفيالقة" في بولندا حتى يوم 11 سبتمبر الجاري، وتم الإبلاغ عن إجمالي 166 حالة إصابة بالمرض حتى الآن.. فما هو داء الفيالقة، ومدى خطورته، وهل نعيش في عصر الأوبئة، الإجابة نوضحها في السطور التالية؟
موضوعات مقترحة
ما هو داء "الفيالقة"؟
داء الفيالقة، هو مرض تسببه بكتيريا الفيلقية، وهي من أنواع البكتيريا المعروفة التي تنتقل عن طريق المياه ويمكن أن تسبب داء الفيالقة أو حمى بونتياك عند دخولها للجسم عن طريق ملامسة الماء أو التربة.
ويعرف مرض "الفيالقة" بأنه نوع من الالتهاب الرئوي، ينتج عند التعرض لأحد أنواع البكتيريا والتي تعرف باسم الليجيونيلا، وقد يمرض الناس عندما الناس عندما يستشقون قطرات صغيرة من الماء أو يستهلكون المياه الملوثة بهذه البكتيريا، وتؤدي العدوى من البكتيريا الفيلقية إلى الإصابة بالتهاب الرئة، ويمكن أن تتراوح أعراضه من الرشح الخفيف إلى مشاكل الجهاز التنفسي التي قد تهدد الحياة.
وتسبب بكتيريا الفيالقة في البداية ما يُعرف باسم حمى "بونتياك"، وهي حالة أخف من الالتهاب الرئوي، وتكون أعراضها تشبه إلى حدما الأنفلونزا، وإذا لم يتم علاج الحالة بشكل صحيح فإنه قد يصبح مميتا.
طرق انتشار داء "الفيالقة"
تنتشر بكتيريا الفيلقية المسئولة عن معظم حالات الإصابة بداء الفيالقة، في الهواء الطلق، وفي الصرف الصحي والسباكة المنزلية، حيث يتفشى في معظم الأحيان في المباني الكبيرة، وينتقل أيضا عن طريق استنشاق البكتيريا المودودة في الماء أو التربة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
هل داء "الفيالقة" معدٍ
ويؤكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن مرض الفيالقة لا ينتقل بالعدوى من شخص لآخر، ولا يتوقع أن يشكل الداء تهديدا للصحة العامة أو يحدث أي وباء كونه لا ينتقل بين الناس نهائيا.
ويعد داء الفيالقة نادر، ونسبة الوفيات حوالي 15% من الإصابات بحسب "بدران"، ولا تحدث العدوى إلا نتيجة استنشاق رذاذ المياه الملوثة، أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا الفيليقية المسئولة عن انتقال الداء، أو استنشاق قطرات تحتوي على البكتيريا تكون موجودة في الرذاذ بحمامات السباحة والنافورات، وخزانات المياه العذبة، وأبراج التبريد في أنظمة تكييف الهواء، والتربة.
أعراض داء "الفيالقة"
تبدأ أعراض داء "الفيالقة"، في الظهور بعد يومين من الإصابة، وتكون الأعراض كالتالي:
- صداع
- آلام في العضلات
- حمى
- سعال مدمم
- ضيق في التنفس
- آلام في الصدر
- ظهور أعراض معوية، مثل القيء والغثيان، والإسهال
وتبدأ أعراض داء "الفيالقة"، من يومين إلى 10 أيام من التعرض للبكتيريا، وتكون الأعراض في البداية خفيفة، لكنها تزداد حدتها بمرور الوقت، وفي بداية ظهور الأعراض يكون الصداع وآلام العضلات، وارتفاع درجة حرارة الجسم لدرجة الحمى.
ومع اليوم الثاني والثالث، تكون الأعراض الجديدة السعال، غالباً ما يكون مصحوباً بمخاط ودم، وضيق في التنفس، وآلام في الصدر، ومشاكل في المعدة، مثل الغثيان والقيئ والإسهال، كما تؤدى بكتيريا الفيالقة إلى حدوث تغييرات في سلوك الشخص، مثل الارتباك، والرعب غير المبرر، وفي كل الأحوال، يتوجب على المصاب التوجه إلى المستشفى، في حالة الإصابة بهذا الداء، حيث يحتاج إلى الرعاية والتعامل الطبي السليم مع الحالة.
فترة حضانة داء "الفيالقة"
تتراوح فترة حضانة داء "الفيالقة"، ما بين يومين وعشرة أيام، سجلت فترة تصل إلى 16 يوما في بعض الفاشيات.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بداء "الفيالقة"
هناك بعض الفئات مهددة بالإصابة بداء الفيالقة، يوضحها الدكتور مجدي بدران، فيما يلي:
- الأشخاص المصابة بالأمراض المزمنة، والتي تهمل العلاج، مثل مرضى السكري.
- الأشخاص المصابة بأمراض تنفسية مزمنة، مثل الالتهاب الئوي المزمن.
- الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة.
- المدخنين.
- كبار السن.
مرض "الفيالقة" يستهدف الذكور
ولفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، أن البكتيريا تستهدف الذكور، فمن بين الحالات المبلغ عنها، فهناك 75% فوق الـ50 عاما، و70% من الذكور.
مضاعفات قاتلة لعدوى "الفيالقة"
قد تحدث مضاعفات للمصابين بهذا الداء، بحسب "بدران"، وهي، الفشل التنفسي، وتسمم الدم، والفشل الكلوي الحاد، والوفاة حال تأخر التشخيص، في حال عدم علاج المريض بسرعة.
وفي حال عدم علاج المصاب داء "الفيالقة"، فإن الحالة تسوء عادة خلال الأسبوع الأول، وتحدث الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي.
كيفية الوقاية من الإصابة بداء "الفيالقة"
يؤكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أهم طرق الوقاية من مرض الفيالقة، هي الحفاظ على نظافة وسلامة إمدادات المياه، وبهذه الطرق لا تستطيع بكتيريا الفيلقية أن تنمو وتتكاثر، كما يجب إتباع التالي للوقاية.
- فحص أنظمة المياه شاملة النوافير بشكل دوري وتطهيرها.
- تجنب ركود المياه العذبة.
- تجنب درجات حرارة الماء الخطرة، وهى مابين ٢٠درجة مئوية -٤٥ درجة مئوية، تموت هذه البكتيريا بالماء الساخن بدءاً من درجة حرارة ٦٠درجة مئوية.
- منع التدخين.
- علاج الأمراض المزمنة.
علاج داء "الفيالقة"
يكون الدخول إلى المستشفى ضروريا في حال تشخيص إصابتك بداء الفيالقة، وقد يقرر الفريق الطبي في المستشفى إعطاءك مضادات حيوية مباشرة عبر الوريد، وتزويدك بالأوكسجين عبر قناع للوجه أو أنابين أو من خلال استخدام جهاز لمساعدتك على التنفس.
وعندما تبدأ علامات التعافي بالظهور، قد يصف الطبيب حبوب مضادات حيوية، علما بأن العلاج بالمضادات الحيوية يستمر عادة لفترة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ومعظم الحالات تتعافى بالكامل، لكن العودة إلى سابق الحالة الصحية قد تستغرق بضعة أسابيع.