Close ad

العيد الوطني لدولة عظمى.. عندما تستيقظ الصين سيرتجف العالم!

17-9-2023 | 15:29
الأهرام المسائي نقلاً عن

إن الصين تمثل ورشة العالم، وثاني أكبر اقتصاد، وهي تسهم بمعدل 40 % في معدلات النمو العالمية، وبالتالي فإن التباطؤ الاقتصادي في الصين سيؤثر بالطبع على الناتج الإجمالي العالمي، وسيحدث مشكلات في العالم، لتصدق مقولة آلان بيرفيت في سنة 1973 في مؤلفه (عندما تستيقظ الصين سيرتجف العالم)، فالفقر يومها كان يعم الصين، وصعوباتها وتحدياتها كثيرة ومعقدة، وكانت نفسها من بلدان العالم الثالث، علما أن المقولة منسوبة أيضا لنابليون الأول في (سانت هيلين) عام 1816، بقوله: "اتركوا الصين نائمة، فالصين عندما تستيقظ سيرتجف العالم كله.

 
واليوم وبالتزامن مع احتفال دولة الصين العظمى بالعيد الوطني لها في يوم ١ أكتوبر ؛ لابد لنا أن نقوم بالفحص والبحث والتمحيص، حول ما فعلته هذه الدولة العملاقة لتكون من بين مصاف دول العالم فالصين لديها أكبر جيش نظامي وثاني أكبر ميزانية لوزارة الدفاع على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة؛ الصين هي أكبر مُصدر في العالم وثاني أكبر مستورد للسلع.
 
ولا يمكنني أن أغفل انضمام مصر لمجموعة البريكس التي تعد الصين هي الأقوى اقتصاديا في المجموعة ؛ والسبب في ذلك هو ما حققته من نمو في الناتج المحلي الإجمالي من 6 تريليونات دولار عام 2010 إلى ما يقرب من 18 تريليون دولار عام 2021، في المقابل فإن الدول الأخرى وهي البرازيل وجنوب إفريقيا وروسيا قد عانت من ركود؛ ورغم أن نمو  الناتج المحلي الإجمالي للهند  قد ارتفع من 1.7 تريليون دولار إلى 3.1 تريليون دولار، إلا أنه لا يُقارن بما حققه الاقتصاد الصيني.
 
وتسعى المجموعة إلى إنشاء مصرف تنمية خاص بها ليكون خيارا بديلا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتقترح تقليص الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية؛ وهو ما يمثل انتصارًا لدبلوماسية الصين في جهودها لصياغة منافس أكبر لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى؛ وهو ما يجعل الاقتصاد والتجارة في تلك الدول المنضمة لمجموعة بريكس في تقدم صاعد وخاصة بعد التعامل بعملة الدولة وليس بالدولار؛ وهو ما يحل أزمة الدولار عند بعض الدول .
 
كما أن الصين تملك ما يؤهلها أن تكون في مقدمة الدول الكبرى العظمى لأسباب عدة ؛ فهي تملك نموا اقتصاديا متسارعا يجعلها القوة الاقتصادية الأولى في العالم، بخلاف التعداد السكاني لها الذي يتعدى مليار وقوتها العسكرية يرشحانها لموقع قيادي في العالم؛ كما أنها قائمة على الانفتاح الاقتصادي واستقطاب المستثمرين، فقد تحولت الصين إلى ورش ومصانع لشركات هونغ كونغ وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة واليابان؛ فالصين اليوم أكبر قوة اقتصادية في شرق وجنوب شرق آسيا، وتتفوق على اليابان في الاستيراد والتصدير والناتج القومي، ويساوي ناتجها المحلي ضعف ناتج الهند وروسيا معا؛ وفي النهاية لا يسعني إلى أن أهنئ دولة الصين العظمى على هذا التقدم الذي طالما قرأت عنها لا يسعني إلى أن أشعر بالفخر ومثال لكل دولة نامية استطاعت أن تصبح أكبر دولة اقتصادية وتحقق طفرة في كافة المجالات بل وتفوق أغلب الدول العظمى وتتقدم عنها.
 
وفي الختام ومثلما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أي نظام لا يمكن أن يحقق التقدم والنمو بدون شعب واع يدرك أبعاد التحدي وشعب الصين الشقيق يشتهر بالنظام والاحترام؛ تجدهم يحترمون العمل والوقت والالتزام بالقوانين ورغم تعدادهم الكبير إلا أننا أمام شعب لا يعرف الكسل تجدهم في كل حدب وصوب يمتهنون ويحترفون صنعة أو عمل يعينهم على تغيير مستوى الأسرة والفرد وهو ما عاد على المجتمع ككل.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة