Close ad

نشيد وقسم وتحية علم

14-9-2023 | 14:30

دعوهم يفكرون يخططون يدبرون في الخفاء ما يستطيعون من تدبير، فمصر دائمًا وأبدًا باقية بحفظ الله وبعنايته ورعايته لها، إنه تعالى من ذكرها واختصها بالأمن والأمان من دون كل بقاع الأرض، ولهذا فقد عز على أعدائها رؤيتها وهى تحصد محبة ربها وتشيد أمجادها بلا توقف على مر السنين، باتوا يكيدون لها ويمكرون عليها ينسجون من كراهيتهم الأزلية شرانق سوداء بلون قلوبهم وإليها يلجأون، يشكلون بداخلها من معادن حقدهم فخاخًا لينصبونها في طريقها بهدف الإيقاع بها إذا ما خرجوا بأجنحتهم مرفرفين.

تقوم مصر عقب كل معركة وجودية مع هؤلاء الشراذم أكثر قوة، أعظم قدرًا، أرفع شأنًا تفاخر بحاضرها الذي يربط نجاحات اليوم بمجدها القديم، تتنافس في ميادين الحياة مع الجميع تتعرض لخيانة البعض أحيانًا فتلاحقهم بلعنتها وتقضي عليهم بطعناتها النافذة لتمزق قلوبهم في الحال، قلوبهم التي لم تتعلم حبها وتنكر عظمتها إنها كانت ومازالت نقطة النهاية لكل معتد كاره لها دار بخلده يومًا الوقوف في وجهها مشهرًا سلاحه البالي مبديًا استعداده لمبارزتها كما فعل من قبل كل أشباهه من المغرضين والمعتدين.

يؤلمني كثيرًا أن يأتيها الغدر محمولًا على أعناق بعض أبنائها الذين عاشوا فوق أرضها، عاشوا كل مراحل عمرهم طفولتهم، شبابهم، وكهولتهم يقسمون على حبها كذبًا ويتغنون بالفداء لأجلها رياء، وإليهم نوجه سؤالًا واحدًا: "لماذا كنتم ترددون نشيدها في مدارسكم؟ وعلى أي شيء كنتم تقسمون!".

قالوا قديمًا لم تكره العين سوى من كان هو أفضل منها، فما بالكم بمن كان أعلاها قدرًا وأعظمها حضارة من اختزن الأمجاد في خزائنه منذ التاريخ القديم وكأنها أصبحت ملكًا له وحده من بين العالمين، ما بالكم بمن فاق الكل بمواقفه وعبر الحدود بأعماله التي صنعت له ماضيه وعلى نهجها شيد حاضره وواصل مسيرته لتشييد مستقبله فهو يسارع كل يوم بتقديم عمل فريد، وإنجاز جديد.

علموا أولادكم حب الأوطان في كل زمان ومكان، اسعوا لأن يكون اسم مصر هو أول اسم به ينطقون ويتغنون، اغرسوا كل مبادئ الانتماء والوعي بقيمة الوطن والحفاظ على مقدراته في نفوسهم دون استهانة بسرعة استجابتهم أو سعة مداركهم، دون تقليل من حجم استيعابهم لما تقولون، قوموا باحضار أدواتكم فالحجر الصغير بات الآن جاهزًا للنقش عليه، اجعلوا مصر حاضرة في كل حرف وفي كل كلمة سوف تقومون بحفرها ليبقى اعتزازهم بها وبرايتها الخفاقة لترفرف في قلوبهم ومن فوق رؤوسهم على مر الأيام والسنين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: