حظر النقاب بالمدارس.. وغطاء الشعر اختياري.. التعليم تحدد محظورات العام الدراسي الجديد.. وخبراء: قرارات صائبة

13-9-2023 | 15:28
حظر النقاب بالمدارس وغطاء الشعر اختياري التعليم تحدد محظورات العام الدراسي الجديد وخبراء قرارات صائبةطالبات مدارس - أرشيفية
إيمان فكري

مع اقتراب  العام الدراسي الجديد 2023-2024، قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حظر ارتداء النقاب داخل المدارس خلال العام الدراسي المقبل والمقرر أن يبدأ 30 سبتمبر الجاري، وحددت الوزارة مواصفات الزي المدرسي الموحد لجميع الطلاب بالمدارس الرسمية والخاصة، استكمالا للأهداف المرتبطة بالعمل التربوي، وترسيخ قواعد الانضباط والتنظيم واحترام القوانين واللوائح داخل المؤسسة التعليمية لدى الطلاب والطالبات.

موضوعات مقترحة

ويستهدف القرار غرس ودعم روح الانتماء للمدرسة، من خلال إبراز خصوصية كل مرحلة في هذا الجانب، وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي من خلال إزالة الفوارق المادية والاجتماعية بين الطلاب، وإرساء مبدأ العدالة والمساواة، وكذلك الحد من التنمر والسخرية بين الطلاب بارتداء الملابس الرسمية الموحدة، ما يقلل العنف والمشكلات التأديبية داخل المدارس، فضلا عن التقليل من إهدار الوقت، والمنافسة بين الطلاب القائمة على التباهي والتفاخر، وخفض التكاليف وتخفيف الأعباء المادية على أولياء الأمور.

غطاء الشعر اختياري

وبالنسبة لغطاء الشعر للبنات، فيكون اختياريًا، إذ يشترط في الغطاء الذي تختاره الطالبة برغبتها ألا يحجب وجهها، ولا يُعتد بأي نماذج أو رسوم توضيحية تعبر عن غطاء الشعر بما يخالف ذلك، مع الالتزام باللون الذي تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة، وأن يكون ولي الأمر على علم باختيار ابنته، وأن اختيارها ذلك تم بناء على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أي شخص أو جهة غير ولي الأمر، على أن يتم التحقق من علم ولي الأمر بذلك.

وكان قرار وزارة التربية والتعليم بحظر ارتداء النقاب في المدارس قد أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل الكثير عن أهمية هذا القرار، ورأي الدين في القرار، ويجيب عن هذه التساؤلات عدد من الخبراء في السطور التالية:

أهمية حظر ارتداء النقاب بالمدارس

يؤكد الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، أن هناك قوانين في كل دول العالم لتنظيم العمل بمختلف مؤسساتها، ولا تتعارض تلك القوانين مع القيم والتقاليد الأخلاقية والدينية والاجتماعية لأي مجتمع، ولابد من الجميع الالتزام بتلك القوانين ما دامت لا تنتهك الأخلاق والدين، ومن هنا جاء قرار وزارة التربية والتعليم بتحديد مواصفات الزي المدرسي.

ويحمل هذا القرار العديد من الإيجابيات، منها حماية طالبات المدارس من أي تجاوز في حقهن في الشوارع ووسائل المواصلات من خلال معرفة الجميع بأنهن طالبات في المدارس، بالإضافة إلى احترام حق الفتيات في اختيار ارتداء غطاء الشعر دون إجبارهن عليه وقهرهن في مراحل عمرية مبكرة.

ويوضح الخبير التربوي، أن حظر النقاب يمنع أي عناصر دخيلة أو منتحلة صفة الطالبات من دخول المدرسة أو لجان الامتحانات وارتكاب أي مخالفات قانونية، كما أن حظر النقاب يعني عدم التمييز بين الطالبات على أساس ديني، وعملية التعليم والتعلم تتطلب التواصل من خلال تعبيرات الوجه بين المعلم أو المعلمة والطالبات للتعرف على مدى فهمهم أو عدم فهم للدروس المختلفة أثناء شرحها واستغلال بعض الفتيات للنقاب للغش بالسماعات أثناء الامتحانات.

حظر النقاب وسيلة لحماية المجتمع

ولابد أن يعي أولياء الأمور أن النقاب أو الحجاب لا يعني التزام الفتاة بالأخلاق والدين، بل أن الأهم من الملبس هي الالتزام بتعاليم الدين والأخلاق في السلوك والتعامل مع الناس، وأن الملابس المناسبة لعمر الفتاة مع تربيتها الحسنة هو أفضل الوسائل لحمايتها من الجميع.

دول حظرت النقاب بالمدارس والمستشفيات

وهناك العديد من الدول التي حظرت النقاب في الأماكن العامة وبعض المؤسسات أو الأماكن المحددة، وتختلف الأسباب التي تدعو إلى حظر النقاب من دولة إلى أخرى، لكنها تتراوح بين الأسباب الأمنية والثقافية والدينية، ومن هذه الدول، فرنسا، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، الدنمارك، وسويسرا، وتغريم المخالفين بمبالغ مالية مختلفة في كل دولة.

وحظرت ألمانيا، وهولندا، والنرويج، وإيطاليا، وأسبانيا، وكندا، وهولندا، ارتداء النقاب في المدارس والمستشفيات ووسائل النقل العام، وتغريم المخالفين بمبالغ مالية تختلف من دولة لأخرى.

النقاب ليس واجبًا ولا سنة

ويؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن قرار وزارة التربية والتعليم الخاص بحظر النقاب داخل المؤسسات التعليمية قرار صائب، وتأخر صدوره كثيرًا في مصر، فالنقاب ليس واجبًا ولا سمة، ولكن الواجب هو تغطية شعر المرأة.

واستشهد "كريمة" بقول الله تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ "، وابن عباس قال الاستثناء هنا في: إلا ما ظهر منها، الوجه والكفان، وهذا كلام صحابي جليل.

كما يؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، أن النقاب ليس واجبًا ولا سنة، إنما الواجب هو تغطية الشعر، معربًا عن تأييده لقرار وزارة التربية والتعليم بشأن منع ارتداء الفتيات النقاب في المدارس، سواء في المؤسسات التعليمية العامة أو تطبيقه في المؤسسات التعليمية الأزهرية، مطالبًا من جميع مؤسسات الدولة بحظر النقاب في جميع المؤسسات، أما خارج العمل فهو حرية شخصية ومباح.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة