قبل بدء الدراسة.. «الدروس الخصوصية» عبء مادي ونفسي أم وسيلة للنجاح؟!

12-9-2023 | 14:32
قبل بدء الدراسة ;الدروس الخصوصية; عبء مادي ونفسي أم وسيلة للنجاح؟صورة أرشيفية
شيماء شعبان

أصبحت «الدروس الخصوصية» من الأمور الواقعية  المفروضة على الأسر المصرية خاصة في تحديد موعد البدء فيها قبل الدراسة بوقت طويل، فالأمر أصبح لا يقتصر على طلاب الثانوية العامة فقط إنما وصل إلى طلاب المرحلة الابتدائية؛ حيث تعتقد الأسر أن بدء الدروس قبل الدراسة بوقت طويل، قد يساعد أولادهم على تفوقهم والانتهاء من المنهج مبكرًا حتى يتمكنوا من المراجعة قبل الامتحانات بوقت كاف، ومن ثم الحصول على درجات عالية في نهاية العام.

موضوعات مقترحة

تباين آراء أولياء الأمور حول بدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل

التقت "بوابة الأهرام" بعدد من أولياء الأمور لاستطلاع آرائهم حول بدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل، فتقول "نهى رفعت محاسبة"، لدي ولدان أحدهما في المرحلة الابتدائية والآخر في الشهادة الإعدادية. لقد بدأت حجز الدروس الخصوصية منذ بداية شهر يوليو وقد بدأنا في منتصف أغسطس، وذلك لضمان وجود أماكن شاغرة لابني في إحدى مجموعات الدروس الخصوصية نظرا لأنه بالشهادة الإعدادية ولو كنت تأخرت عن هذا الموعد فلن أجد له مكانًا. أما ابني الآخر ففي المرحلة الابتدائية وبدأنا دروسًا في الأول من سبتمبر نظرا لطول المناهج الجديدة.

ومن جانبها، تضيف "ولاء حمدي طبيبة"، ابنتي هذا العام "ثانوية عامة" وما أدراكم ما الثانوية العامة؟ وبالفعل فقد بدأت الدروس في منتصف شهر أغسطس وكل ذلك حتى أضمن مكانًا لابنتي. فالحجز بدأ قبل الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة هذا العام، مؤكدة أن بدء الدروس بفترة قبل الدراسة شيء خارج عن الإرادة لضمان وجود مكان شاغر لابنتي طوال السنة الدراسية حتى الامتحانات غير ذلك لم تتمكن ابنتي من الحصول على الدرس الخصوصي.

وعلى الجانب الآخر، ترى مروة عبد الحكم مهندسة، أن ظاهرة بدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل تصيب بالملل والاكتئاب وهذا ما حدث مع ابني هذا العام فابني كان ثانوية عامة وبدأ في شهر مارس الشعور بالملل وطول الوقت، على الرغم من أن المناهج في الثانوية العامة أو أي سنة دراسية أخرى لا بد أن تبدأ الدروس مع بداية الدراسة وليس قبلها بشهر ونصف الشهر أو شهرين في حين أنه بإمكانهم الانتهاء من المناهج والمراجعة قبل الامتحانات بوقت كاف، ولكن أجد أن ما يحدث من المدرسين ما هو إلا استغلال واضح ومن يساعدهم في ذلك هم أولياء الأمور، متسائلة: إلى متى ستظل هذه الظاهرة موجودة؟


صورة ارشيفية

ما سبب بدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل؟

وفي السياق ذاته، ترى الدكتورة بثينة عبد الروؤف، الخبيرة التربوية، أن ظاهرة بدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل هي أشبه بـ"السوبر ماركت"، والهدف منها التجارة والربح، فليس هناك فكر تربوي أو أبعاد تربوية بل يتم حسابها على أنها عملية مكسب وخسارة فهي بعيدة كل البعد عن العملية التعليمية.

وتابعت: إن مواعيد بدء الدروس قبل الدراسة بوقت طويل له تأثير نفسي وتربوي، فيشعر الطالب بطول فترة المذاكرة ومن ثم يشعر بالملل وقد يصاب بالاكتئاب.

وكشفت الخبير التربوي أن السبب وراء ذلك يرجع لأولياء الأمور، فلست متعاطفة معهم هم من يعطون الفرصة لذلك، لذا نحتاج إلى وقفة لإنهاء ذلك الأمر.

بدائل أون لاين

وترى الدكتورة بثينة، أن هناك بدائل أخرى مثل الدروس "الأون لاين" فهي موفرة للوقت والجهد والأموال بمجرد كتابة الدرس الذي يرغب في شرحه الطالب يظهر له أكثر من اختيار، مضيفة أن هذا البديل هو أوفر وأفضل في ظل التكنولوجيا الحديثة وظهور الكثير من المنصات التعليمية.

# #

ما التأثير النفسي لبدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة؟

وعن التأثير النفسي لبدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بوقت طويل، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن خضوع الطلاب بمختلف المراحل التعليمية إلى بدء الدروس الخصوصية قبل موعد الدراسة يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا وتوترًا وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب، والشعور بطول فترة الدراسة، وعدم رغبة في استكمال المذاكرة في نهاية العام.

ابدأ الدروس لكن استمتع بوقتك

ويوصي فرويز أولياء الأمور، بعدم بدء الدروس لأولادهم إلا عند بداية العام الدراسي الجديد، وذلك لشعور الطلاب بطول مدة الإجازة؛ ما يعود على اشتياقهم إلى المذاكرة، وإنجاز كل ما يطلب منهم في جميع المواد.

وينصح فرويز الطلاب الذين يرغبون في بدء الدروس الخصوصية قبل بدء الدراسة قائلا: "ابدأ الدروس لكن استمتع بوقتك".


الدكتورة بثينة عبد الروؤف

الدكتور جمال فرويز

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: