ضيق في التنفس مصحوبًا بالشعور بالغثيان والقيء والإرهاق.. إذا كانت هذه الحالة انتابتك فجأة أو بعد الإصابة بأحد أدوار البرد العادية أو الخطر ففي كل الأحوال من الضروري عدم الاستهانة بها لأنها حالة تعلن عن الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويعتبر الالتهاب الرئوي وفقا لخبراء هو مصطلح يشير إلى التهاب أنسجة الرئة وهو أحد أنواع الالتهاب الرئوي لأن العدوى تسبب التهابا.
موضوعات مقترحة
وتتضمن الأسباب الشائعة للإصابة بالتهاب الرئة من خلال التعرض للمهيجات المنقولة بالهواء والتي تظهر في صورة صعوبة التنفس وعادة ما يكون مصحوبا بسعال جاف وهذا هو العرض الأكثر شيوعا لالتهاب الرئة، وقد تتضمن علامات الالتهاب الرئوي المزمن وأعراضه ضيق النفس، سعال، الإرهاق، مع فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المقصود
الالتهاب الرئوي وعلاقته بالعدوى
تقول الدكتورة إيمان فودة أستاذ طب الأمراض الصدرية بجامعة عين شمسن، إن الالتهاب الرئوي عبارة عن عدوى تسبب التهاب في الحويصلات الهوائية سواء في إحدى الرئتين أو كلتيهما؛ حيث قد تُملأ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو بالصديد، مما يسبب السعال المصحوب بالبلغم أو الصديد، وأحيانا تكون مصحوبة بظهور الحمى أو القشعريرة، وصعوبة في التنفس، ومن الممكن أن تكون البكتيريا والفيروسات والفطريات مجموعة متنوعة من الكائنات الحية، التي تسبب الالتهاب الرئوي.
الدكتورة إيمان فودة
" وتتراوح خطورة الالتهاب الرئوي من درجة خفيفة إلى درجة شديدة الخطورة وقد تصل إلى أن تهدد الحياة، ويكون الالتهاب الرئوي أكثر خطورة على الرضع والأطفال الصغار، وكبار السن الأكثر من 65 سنة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية أو ضعفًا في جهاز المناعة.
أعراض الالتهاب الرئوي
وتتابع الدكتورة إيمان فودة قائلة إن علامات وأعراض الالتهاب الرئوي تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة، وتختلف حدتها بناء على عوامل مثل نوع الجرثومة المسببة للعدوى، والعمر، والحالة الصحية العامة، وقد تتشابه العلامات والأعراض الخفيفة مع علامات وأعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا، ولكنها تستمر لفترة أطول.
"ومن أعراض الالتهاب الرئوي أيضًا السعال الناتج عن وجود بلغم، والمعاناة من الإرهاق والحمى، وحدوث التعرق والارتجاف، مع انخفاض درجة حرارة الجسم بدرجة أقل من الطبيعي خاصة الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة وأيضا مع كبار السن الأكثر من 65 عاما وخاصة المصابين بالتشوش الذهني.
وتكمل، أنه من أعراض الالتهاب الرئوي أيضا حدوث القيء أو الإسهال أو الغثيان وضيق النفس، وفي حالة صعوبة التنفس مصحوب بألم في الصدر وسعال مستمر خاصة إذا كان مصحوبًا بصديد هنا يجب التوجه للطبيب فورًا سواء في حالة إذا كان الشخص سليما أو أنه مصاب بأمراض خرى مزمنة أو غيرها.
أسباب الإصابة بالالتهاب الرئوي
ومن جانبه، يقول الدكتور عبد الحميد هيكل استشاري أمراض الصدر جامعة عين شمس، إن هناك العديد من الجراثيم التي يمكنها أن تسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، خاصة البكتيريا والفيروسات الموجودة في الهواء الذي نتنفسه، ومن الطبيعي والمعروف عادة أن الجسم يمنع هذه الجراثيم من إصابة الرئتين بالعدوى، لكن تتمكن هذه الجراثيم في بعض الأحيان من هزيمة الجهاز المناعي، حتى إذا كان الجسم يتمتع بصحة جيدة.
أنواع الالتهاب الرئوي
ويشير الدكتور عبد الحميد هيكل، إلى أنه توجد أنواع من الالتهاب الرئوي ومنها النوع المكتسب من المجتمع وهو أكثر أنواع التهاب الرئة شيوعا وهذا النوع يحدث بسبب البكتيريا، ويحدث هذا النوع من الالتهاب الرئوي من تلقاء نفسه أو بعد الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا، ويؤثر هذا النوع من الالتهاب الرئوي في جزء أو فص واحد من الرئة، وهي الحالة التي تسمى الالتهاب الرئوي الفصي.
" والنوع الثاني من الالتهاب الرئوي وهو يحدث نتيجة كائنات حية تشبه البكتيريا، و أعراضها أقل حدة من أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى. ويطلق على هذا النوع الالتهاب الرئوي الجوال، وهو نوع أقل حدة من أن يستلزم البقاء في الفراش.
ويكمل، أن النوع الثالث من الالتهاب الرئوي يأتي نتيجة الفطريات وهذا النوع أكثر شيوعا بين المصابين بمشكلات صحية مزمنة أو لديهم ضعف في أجهزة المناعة، وينتشر أيضا هذا النوع من الإلتهاب الرئوي بين الأشخاص الذين تعرضوا إلى دخول جرعات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة إلى الرئتين أثناء استنشاق الهواء، ويمكن أن توجد هذه الفطريات في التربة أو فضلات الطيور، وتختلف طبيعتها بحسب الموقع الجغرافي لكل مصاب.
"ويعتبر النوع الرابع من الالتهاب الرئوي ناتج من الإصابة بالفيروسات، ومنها فيروس كورونا المستجد وبعض الفيروسات التي تسبب البرد والإنفلونزا، وتعتبر الفيروسات السبب الأكثر شيوعا لإصابة الأطفال الأقل من خمس سنوات، وعادة ما تكون أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي خفيف، ولكنها قد تكون خطيرة في بعض الحالات عند الإصابة بفيروس كورونا؛ حيث قد تصل الإصابة بـ التهابا رئويا قد يصل إلى التهاب رئوي حاد.
أنواع أخرى من الالتهاب الرئوي وأسباب الإصابة بها
وفي سياق متصل، يقول الدكتور عبد الحميد هيكل، توجد أنواع أخرى من الالتهاب الرئوي، ومنها النوع المكتسب من المستشفى، ويعتبر الالتهاب الرئوي يصاب به بعض الأشخاص أثناء الإقامة في المستشفى لعلاج مرض آخر، وهذا النوع يكون خطرا نظرا إلى أن البكتيريا المسببة له قد تكون أكثر مقاومة للمضادات الحيوية ولأن الأشخاص الذين يصابون به مرضى بالفعل، كما أن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الالتهاب الرئوي.
والنوع الثاني من الالتهاب الرئوي المكتسب من مؤسسات الرعاية الصحيةهو أيضا تحدث الإصابة به بسبب بكتيريا أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، وهو يصيب الأشخاص الذين يعيشون في مؤسسات الرعاية طويلة الأمد مثل مراكز غسيل الكلى.
ويكمل، أن هناك نوعًا آخر من الالتهاب الرئوي الشفطي، وهو يحدث عند استنشاق الأطعمة أو المشروبات أو القيء أو اللُّعاب إلى الرئتين، وقد تحدث الإصابة بهذا النع نتيجة الإصابةأو وجود إعاقة في المنعكس البلعومي الطبيعي، مثل وجود إصابة في الدماغ أو مشكلة في البلع أو الإفراط في تناول الكحوليات أو المخدرات.
متى يصبح الالتهاب الرئوي خطيرًا
ويشير الدكتور عبد الحميد هيكل، إلى أن الالتهاب الرئوي قد يصيب أي شخص، ولكن أكثر الفئات خطرا هم الأطفال البالغين عامين أو أكبر، والمجموعة الثانية هم الأفراد البالغين 65 عاما أو أكثر، كما تظهر وتزداد عوامل الخطر خاصة عند الدخول إلى المستشفى. خاصة إذا كان الشخص معرضا بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي إذا كان في وحدة العناية المركَّزة في المستشفى وخاصة إذا كان متصلاً بجهاز التنفس الصناعي الذي يساعده على التنفس.
"كما يزداد الخطر في حالة المرض المزمن، أيضا إذا كان الشخص مصابا بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو مرض القلب، وخاصة في حالة الشخص المدخن.، حيث يدمر التدخين الدفاعات الطبيعية في الجسم ضد البكتيريا والفيروسات التي تسبب الالتهاب الرئوي، ويزداد الأمر خطورة ي حالة ضعف جهاز المناعة أو في حالة الأشخاص الذين خضعوا لزراعة الأعضاء أو يتلقون العلاج الكيميائي.
مضاعفات ناتجة عن الالتهاب الرئوي
ويؤكد الدكتور هيكل رغم تناول الأدوية عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، إلا أنه من الممكن أن تنتشر البكتيريا التي تدخل إلى مجرى الدم من الرئتين، وقد تنتقل العدوى إلى الأعضاء الأخرى، مما قد يسبب احتمال فشل العضو.
"وفي حالة إذا كان الالتهاب الرئوي حادا، أو إذا كان الشخص يعاني من مرض خطير مزمن في الرئة، فربما يكون لديه مشكلات في تنفس كمية كافية من الأكسجين. وقد تحتاج إلى دخول المستشفى واستخدام جهازالتنفس الصناعي عند علاج الرئتين.
ومن المضاعفات أيضا، أن النسيج الذي يفضل بين الرئتين وتجويف الصدر إذا انتقلت العدوى داخل السائل، فربما تحتاج إلى تصريفه من خلال أنبوب يوضع في الصدر أو إخراجه جراحيا.
ويكمل، أنه قد يصاب المريض بخراج الرئة؛ حيث يمكن أن يحدث الخراج إذا تشكل الصديد في أحد تجويفات الرئة، وفي حالة فشل استخدام المضادات الحيوية في بعض الأحيان، هنا يكون من اللازم التدخل الجراحي أو ماشابه.
طرق الوقاية من الالتهاب الرئوي
ويتابع الدكتور عبد الحميد هيكل، أنه يمكن الوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي من خلال تلقي التطعيمات للوقاية من بعض أنواع الالتهاب الرئوي والإنفلونزا، مع الإهتمام بالنظافة جيدا للحماية من عدوى الجهاز التنفسي التي تتسبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي، مع مراعاة غسل اليدين بانتظام أو استخدم مطهرا لليد.
" مع الإبتعاد عن التدخين الإيجابي أو السلبي، مع ضرورة الحفاظ على قوة الجهاز المناعي، مع الحصول على قسط كافي من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع إتباع نظاما غذائيا صحيا.
مدة علاج الالتهاب الرئوي
وفي نفس السياق، يؤكد الدكتور عبد الحميد هيكل، أن مدة علاج الالتهاب الرئوي باستخدام المضادات الحيوية لفترة تتراوح بين 5 - 7 أيام، ولكن آثار الالتهاب الرئوي قد تستمر لعدة أشهر ويعود المريض إلى حالته الطبيعية في غضون 6 أشهر، وقد تختلف مدة علاج الالتهاب الرئوي على عدة عوامل، ومن هذه العوامل .
1. عمر المريض وحالته الصحية العامة
2. استخدام المريض للأدوية
3. نوع الالتهاب
وننصح مرضى الإلتهاب الرئوي باتباع بعض النصائح التي تساعد المريض على الشفاء، ومن هذه النصائح تساعد على التعافي بسرعة أكبر وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
وتقليل خطر حدوث مضاعفات
1- وهي أخذ قسطًا وفيرا من الراحة ومن الأفضل عدم الاستعجال في العودة إلى ممارسة روتينك اليومي حتى تتعافى تماما، مع الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال تناول الكثير من السوائل، وخاصة الماء، للمساعدة في تخفيف المخاط في رئتيك.
2- مع مراعاة تناول الأدوية من خلال الجرعة المقررة من أي أدوية وصفها الطبيب لأن التوقف عن تناول الدواء في وقت مبكر، يسبب استمرار الرئتين في إيواء البكتيريا التي يمكن أن تتكاثر وتتسبب في حدوث الالتهاب الرئوي.