تعد فترة المراهقة من أكثر مراحل الحياة التي تنشأ بها اضطرابات في العلاقة بين الأهل وأبنائهم، بالإضافة إلى الشكوى المستمرة من الأهل وعدم التعرف على أفضل طريقة للتعامل مع الأبناء بها، ففي هذه المرحلة الحيوية من الحياة، يتطور المراهقون بشكل فردي ويسعون لاكتشاف هويتهم والتعبير عن آرائهم والتكيف مع الضغوط الاجتماعية والعاطفية.
موضوعات مقترحة
لذلك، يكمن النجاح في التعامل مع المراهقين في أتباع نهج شامل يركز على التواصل الفعّال، وبناء الثقة، وتشجيع الاستقلالية، وتعزيز المسئولية الذاتية. عندما يشعرون بأنهم مستمعون ومفهومون، ويتم تشجيعهم على التحمل واتخاذ القرارات الصحيحة، يمكن للمراهقين أن ينمو ويزدهروا.
بالإضافة أن كل مراهق فرد فريد، وقد يحتاج إلى محاولة أكثر من طريقة للتعامل معه، وقد يكون من المفيد أيضًا الاستعانة بخبراء في التربية أو الصحة النفسية للحصول على مشورة ودعم إضافي في التعامل مع المراهقين.
"بوابة الأهرام" تستعرض كيفية التعامل مع المراهقين من خلال خبراء:
قال الدكتور علاء الغندور استشاري تأهيل السلوك، إن تعامل المراهقين قد يكون تحديًا مثيرًا للاهتمام للعديد من الأشخاص؛ حيث يمر المراهقون بتغيرات جسدية وعاطفية واجتماعية كبيرة، مضيفا أن التفاعل الفعّال والمثمر مع المراهقين يمكن أن يساعدهم على التكيف مع هذه التحولات وتطوير نموهم الشخصي والاجتماعي.
أضاف استشاري التأهيل السلوكي، أن المراهق يسعي دائما لفرض الراي والعناد، لذلك التعامل مع العناد عند المراهقين يمكن أن يكون تحديًا، ولكن هناك بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في التعامل معه بفعالية.
نصائح لتفادي العناد عند المراهقين
1. الحفاظ على الهدوء: عندما يصبح المراهق عنيدًا، قد يكون من السهل أن تفقد أعصابك وترد بطريقة سلبية. ومع ذلك، فإن الهدوء والتحكم في ردود الفعل الخاصة بك يمكن أن يساعدان في تهدئة الموقف وتجنب تصاعد النزاع.
2. التواصل الفعّال: حاول أن تكون مستمعًا جيدًا وتفهم مشاعر واحتياجات المراهق. قد يكون العناد نتيجة للرغبة في التعبير عن الاستقلالية أو الرغبة في السيطرة على الحياة. حاول إيجاد وقت للحديث معهم بصورة هادئة ومفتوحة، واستمع إلى ما يقولونه بعناية.
3. وضع حدود وقواعد: على الرغم من أن المراهقين يسعون للاستقلالية، إلا أنهم بحاجة إلى هدف وقواعد واضحة. قد تساعدك وضع حدود معقولة وإقرار قواعد معينة في تحقيق التوازن بين حرية المراهق والمسئولية.
4. التفكير في المسببات: حاول فهم العوامل التي قد تؤدي إلى العناد. قد يكون هناك ضغوط نفسية أو اجتماعية تؤثر على سلوك المراهق. قد تساعدك معرفة هذه العوامل في التعامل مع العناد بشكل أفضل.
5. تشجيع الحوار البناء: حاول أن تعزز الحوار البناء والمثمر بدلاً من الخلافات المتواصلة. قد تساعدك تقنيات مثل التحدث بصدق واستخدام الحوار المفتوح والتعبير عن الاهتمام بمشاعر المراهق على بناء علاقة أفضل وتعزيز التفاهم.
6. البحث عن هوايات وأنشطة إيجابية: قد يساعد الاهتمام بالهوايات والأنشطة الإيجابية في تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية. قد يكون لممارسة الرياضة أو المشاركة في أنشطة فنية أو اجتماعية دور إيجابي في تخفيف العناد وتوجيه الانتباه إلى أمور أخرى.
مع ذلك، أشار الدكتور علاء الغندور، إلي أنه يجب أن يكون في الاعتبار أن كل مراهق فرد فريد وقد تختلف استراتيجيات التعامل معه. قد يكون من المفيد أيضًا استشارة مختصين في التربية أو الصحة النفسية إذا كنت تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع العناد عند المراهقين.
استخدام العنف مع المراهقين:
أكد استشاري التأهيل السلوكي، أنه لا يؤيد أو يشجع استخدام العنف أو الضرب كوسيلة للتعامل مع المراهقين أو أي شخص آخر. إن استخدام العنف يعتبر غير فعال وغير أخلاقي، ويمكن أن يسبب آثارًا سلبية على المراهقين وعلى علاقتك بهم.
الأسباب التي توضح تأثير الضرب على المراهقين:
1. الأثر النفسي: يمكن أن يتسبب الضرب في إحداث آثار نفسية سلبية على المراهقين. قد يشعرون بالخوف والقلق والانطواء، وقد تنعكس هذه الآثار على نمط سلوكهم وعلاقتهم بالآخرين.
2. العلاقات العائلية: يمكن أن يتسبب الضرب في تدهور العلاقات العائلية. المراهقين قد يفقدون الثقة في الوالدين ويشعرون بالغضب والاستياء، مما يؤثر على التواصل والتفاهم بين الأطراف المعنية.
3. تعلم العنف: قد يسهم استخدام العنف في تعزيز ثقافة العنف وتعلمها لدى المراهقين. قد يصبحون أكثر عرضة للتصرف بعدوانية وعنف في حياتهم اليومية وفي التعامل مع الآخرين.
4. الأثر الاجتماعي: يمكن أن يؤدي استخدام العنف إلى العزلة الاجتماعية وعدم التأقلم السليم في المجتمع. المراهقين الذين يتعرضون للضرب قد يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية وتطوير مهارات التواصل.
بدلاً من العنف، ينبغي التعامل مع المراهقين بالحب والتفهم والصبر. قد تساعد الحوار البناء، وتعزيز الثقة، وتقديم الدعم والتوجيه في تطوير علاقة صحية وإيجابية معهم. يجب أيضًا أن البحث عن المساعدة من المختصين في التربية أو الصحة النفسية إذا كان الأهل تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع المراهقين.
طرق فعالة للتعامل مع المراهقين بدون استخدام العنف:
1. التواصل الفعّال: قم بإنشاء قناة مفتوحة وصادقة للتواصل مع المراهقين. استمع إلى مشاعرهم وافتح الباب لمناقشة القضايا التي تهمهم. يجب أن يشعروا بأنك مستعد للاستماع والتفهم دون الحكم أو الانتقاد.
2. تعزيز الثقة: بناء الثقة مع المراهقين يعتبر جوهريًا للتواصل الفعال. حاول أن تكون صادقًا وموثوقًا، وحافظ على وعودك وكلمتك. احترم خصوصيتهم ولا تنشر معلومات شخصية عنهم دون موافقتهم.
3. التفاهم والتعاطف: حاول أن تتفهم تحديات وضغوط المراهقين وأن تعاطف معهم. قد يكونون يمرون بتغيرات جسدية وعاطفية واجتماعية كبيرة في هذه المرحلة، وقد يحتاجون إلى شخص يفهمهم ويدعمهم.
4. وضع حدود وقواعد: يجب أن تكون هناك قواعد وحدود واضحة في المنزل وفي العلاقة مع المراهقين. يساعد وضع توجيهات وقواعد مناسبة على توجيه سلوكهم وإرشادهم نحو صنع القرارات الصحيحة.
5. تشجيع الاستقلالية: قد يكون العناد والمقاومة علامة على رغبة المراهقين في الاستقلالية. حاول تشجيعهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الخاصة بهم. قدم الدعم والتوجيه بدلاً من فرض الإرادة.
6. التحفيز والإيجابية: قدم المراهقين بالتحفيز والتشجيع عندما يتحققون من الأهداف أو يظهرون سلوكًا إيجابيًا. اعترف بجهودهم وأظهر لهم أنك فخور بتقدمهم وإنجازاتهم.
7. البحث عن حلول مشتركة: حاول العمل مع المراهقين على إيجاد حلول للتحديات والمشاكل المشتركة. قد يشعرون بالانتماء والمشاركة عندما يشاركون في صنع القرارات وحل المشاكل.
الدكتور علاء الغندور