- يا دمشق يا أقدم مدن العالم كله، وأجمل مدن العالم، يا من كانت رحلة الصيف تخرج من مكة إليك آمنة مطمئنة وكانت رحلة الشتاء تذهب إلى اليمن .
- يا دمشق يا مأوى الأنبياء والأولياء فقد لجأ إليك يوحنا المعمدان هربا ًمن اضطهاد اليهود والرومان وشرف ترابك برفاته وقبره، إنه سيدنا يحيي بن زكريا الحصور الذي وصفه القرآن بالسيادة " وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ".
- يا سوريا أنت التي لجأ إليك معظم حواري المسيح عليهم السلام طلبا ً للأمن والأمان وتبليغ رسالة المسيح بالمحبة والسلام وعبودية الله الواحد القهار، وفيك أقدم كنيسة بعد الدير المحرق.
- يا دمشق يا من كنت عاصمة للخلافة الأموية - من معاوية وحتى هشام وكانت تحكم نصف الكرة الأرضية وتستطيع هزيمة النصف الآخر والتأثير فيه حضاريا ً وفكريا ً .
- يا دمشق يا مثوى ومأوى وموطن أعدل العادلين بعد الراشدين وأزهدهم وأعبدهم وأخشاهم لربه الخليفة الخامس " عمر بن عبد العزيز ".
- يا سوريا الغالية، هل نسيت أن حمص تحوي قبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد أعظم قائد عسكري في تاريخ الإسلام والذي لم يهزم في معركة قط والذي دوخ الروم والفرس والمرتدين حتى ظنوا أن سيفه نزل من السماء، وهل تذكرين رائعة نزار قباني والذي هتف بأبياته الرائعة عن قبر خالد بن الوليد:
وقبر خالد في حمص نلامسه ..فيرجف القبر في زواره غضبا ً
يا ابن الوليد ألا سيف نؤجره.. فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
- ترى ماذا يقول نزار اليوم لو رأى ما تعيشينه من مأساة، وترى ماذا يقول خالد بن الوليد اليوم لو خرج من قبره فرأى السوري العربي يقتل أخاه، والشيعي يقتل السني ويذبحه أو العكس، أو رأى البعض لا يسل سيفه إلا على بني دينه ووطنه وملته، ويغمد السيف عند أعدائه الحقيقيين .
- أنسيت أنك الحب الأكبر لنور الدين محمود ووالده عماد زنكي وهما أول من بذر بذور تحرير القدس ليحصدها صلاح الدين .
- يا سوريا يا من شرفت برفات وعظام محرر القدس العظيم "صلاح الدين الأيوبي" والذي عاش صباه في دمشق وعشقها وتعلم فيها الزهد والنبل والتصوف مع الفروسية والقيادة والحرب.
- هذا نزار يخاطب دمشق قائلا ً:
دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي ..أشكو العروبة أم أشكو لك العربا.
- والله لو كان نزار الآن بيننا لمات كمدا على أحوال العرب والمسلمين، ولبكى سوريا بالدمع الحار حينما يرى مبانيها قد هدمت وأبناءها شردوا وتحولوا من الغنى والعز إلى الفاقة والذل يتسولون " اللي يسوى واللي ما يسوى" على رأي المثل.
- يا سوريا ، أين معاوية، أين عمر بن عبد العزيز، أين سليمان بن عبد الملك
يا شـامُ أيـنَ هما عـينا معاويةٍ ..وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ.. زُهــواً، ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
- يا سوريا: لماذا تنكرت لأبنائك، لماذا دب الشقاق والنفاق والهجر والدماء بين شعبك وفيك قبر "حذيفة بن اليمان" كاتم سر الرسول صلى الله عليه وسلم، ألم ينبئك بعد عن المنافقين ويحذرك منهم؟، ألم يفتح لك صحيفة أسراره؟!!
- هل نسيت يا سوريا أن ترابك شرف يقبر "بلال بن رباح" الذي رفعه الإسلام والقرآن من العبودية إلى السيادة "أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا أي بلال"
- يا دمشق، ألم يعش فيك ويعشقك الفقهاء العظام أمثال الذهبي صاحب "ميزان الاعتدال" الذي يقيس الناس بميزان الحسنات والسيئات ويعدل في تقييمهم، يا وطن "ابن تيمية" الأب والجد، وموطن الفقيه الحنفي "ابن عابدين" و"ابن القيم الجوزيه" صاحب المؤلفات العظيمة، وابن كثير صاحب أشهر التفاسير و"البداية والنهاية" في التاريخ الإسلامي، ابن جماعة وبدر الدين الحسيني والعيني، وغيرهم وغيرهم .
- متى تعودين لمجدك، متى تستيقظين من رقدتك، متى تنفضين الركام عن وجهك، متى تعودين لأمتك العربية والإسلامية، نحن في انتظارك فلا نستغني عنك أبداً.